1702- كيف تطورت السماعة الطبية (Stethoscope)؟ ومن اخترعها؟
بمناسبة احتفال #جوجل بالذكرى 235 لمولد مخترع السماعة الطبية، تعرفوا معنا في هذا المقال على تاريخها وعلى مخترعها والقصة الكاملة لاختراعها:
———————— (1)- أصل الكلمة:
إن كلمة Stethoscope الدالة على سماعة الطبيب مشتقة من كلمتين يونانيتين هما (stethos) والدالة على الصدر، و (scope) وتدل على التكبير والمراقبة، وتستعمل بشكل رئيسي لسماع أصوات القلب والمنطقة الصدرية، كما لها استخدام في سماع أصوات تدفق الدم في الشرايين والأوردة وكذلك سماع صوت الأمعاء.
———————— (2)- الحاجة أُم الإختراع:
منذ أن بدأت البشرية في دراسة الطب ووظائف أعضاء الجسم أدركت أن للقلب وصوته والأعضاء المحيطة به مثل الرئتين، دور هام في التشخيص، فاعتلال ذلك الصوت يدل على وجود خلل أو مرض ما في الجسم المفحوص وعلى المعالج أن يستمع إلى تلك الأصوات بشكل أولي، فقام الإنسان بتعديل بعض الأدوات لتساعده في سماع هذه الأصوات.
في #بداية القرن التاسع عشر وقبل ابتكار السماعة الطبية كان الأطباء يستخدمون طريقة الاستماع المباشر وذلك بوضع أذنهم مباشرة فوق جسم المريض لمراقبة الأصوات الداخلية.
وهذه التقنية كانت تعاني العديد من العيوب أهمها استغراق وقت طويل نسبياً لتحديد المكان المناسب للسماع منه؛ بالإضافة إلى ذلك فإن الأصوات التي يسمعها الطبيب تكون بدون أي إجراء تضخيمي ما يؤدي إلى فقدان بعض الأصوات الخفيفة التي قد تساعده في تحديد المرض، وأهم #عيب في هذه الطريقة أنها كانت تسبب الحرج لكل من الطبيب والمريض خصوصاً إذا كانت المريضة امرأة.
وبسبب ما ذكر سابقاً قام #الطبيب الفرنسي “رينيه تيوفيل هسنت لاينيك” (1781-1826) بابتكار أول سماعة طبيب وذلك في العام 1816، وحدث ذلك في مشفى “نيكر” للأطفال، الواقع في باريس.
———————— (3)- فكرة الإختراع:
حينما صادف الطبيب “رينيه لاينيك” مريضة شابة وبسبب خجلها وحيائها من الطريقة التقليدية، خطرت بباله فكرة أول سماعة بسيطة فكانت مكونة من ورق ملفوف لتشكيل أنبوب ناقل للأصوات وقد ساعدته المريضة بعدة اجراءات منها وضع اليد على الصدر والنقر بشكل ترددي.
وحين اكتشف أن الأصوات كانت مسموعة بوضوح كان متحمساً لتطوير أول #سماعة طبيب للأداء بنفس المهمة بشكل أفضل، وكان أول ما طوره هو سماعة من أنبوب خشبي له أذن وعرف بسماعة بوق الأذن (كما هو واضح على يسار الصورة)، وسمحت له ولكل طبيب بسماع وأداء أكثر راحةً.
———————— (4)- تطوير الاختراع:
وفي العام 1851 لاقت سماعة الطبيب تطوراً هاماً حيث تجلى ذلك في صنع سماعة بأذنين على يد الطبيب الأيرلندي “آرثر ليريد”، وكُرِرَت عام 1852 على يد “جورج كامان” بغرض التسويق كما كتب الأخير مقال موسع عن السماعة بأذنين وفوائدها، مما جعل النموذج الذي ابتكره يلقى قبول عند الأطباء وذلك لأنها كانت قد خلقت مخاوفاً لديهم كون السمع بأذنين قد يلقي بعض الإضرابات أثناء التشخيص لكن كل هذه المخاوف قد اختفت في العام 1900 وقد كانت سماعة الأذنين هي الرائجة ذلك الوقت.
طوال القرن العشرين قدمت العديد من النماذج والتطويرات على تلك السماعة لتجعلها أخف وزناً وأكثر وضوحاً في نقل الصوت كما تم إدخال نسخة الكترونية أتاحت المجال لتضخيم صوتي أكبر، وتوجد تصاميم متعددة لها في كل فرع من فروع الطب ومع كل ذلك التعدد فما زال الهدف من تلك السماعة واحداً وهو الاستماع للأصوات داخل الجسم البشري.