كيف يؤثّر الدواء تأثيرًا محددًا نوعًا ما !
وكيف اكتسبت الأدوية هذه الصلاحيّات لتعطي تأثيراتٍ بيولوجيّةً محددةً مذهلةً في أجسامنا؟؟ تابعونا…
عندما نقرأ في علم #الأدوية نجد ما لا يمكن تخيّله من عملياتٍ معقدةٍ تحدث في الجسم، فيقوم الدواء عمومًا بالتدخل بإحداها مُعطيًا أثره البيولوجيّ، لكن كيف؟!
تعمل معظم الأدوية داخل الجسم من خلال ارتباطها بمستقبلاتٍ خاصّةٍ موجودةٍ داخل الخلية أو خارجها.
تساعد فكرة عمل القفل والمفتاح على فهم عمل الأدوية، فكما أنَّ لكل قفلٍ مفتاحًا ملائمًا مُعدًّا خصيصًا للتكامل مع أجزاء القفل ليقوم بتحريك أجزاء معينةٍ داخل القفل ليحصل في النهاية الغرض الذي من أجله صُنع المفتاح وهو فتح القفل، كذلك فإنَّ المُستقبِل هو قفلٌ، وجزيء الدواء هو مفتاحه، حيث يكون #الدواء (المفتاح) فعالاً عندما يلائم المستقبل (القفل) فيرتبط به، وهو ما حاول العلماء استثماره في بناء بعض الأدوية الحديثة فيما يُعرَف بـ (التصميم الدوائي)، فهذا الارتباط عالي النوعيّة للأدوية والمواد الحيويّة الطبيعيّة في أجسادنا مع مستقبلاتها والذي ينظم العمليات الحيويّة المختلفة داخل الجسم ليس عشوائيًّا أو اعتباطيًّا ما يدل على تصميمٍ مبدعٍ في أجسادنا يساعدنا على تصميم الأدوية.
هناك عدة أنواعٍ للمستقبلات تعتمد على طبيعتها وآلية عملها قد نذكرها في وقتٍ لاحقٍ، وكذلك لجزيء الدواء المرتبط بالمستقبل نوعان أساسيان تبعًا لتأثيره الدوائيّ: فقد يكون ناهضًا agonist أي إنه يعمل عمل المستقبل وما يتلوه من عملياتٍ نتيجة تفعيله، أو قد يكون مناهضًا antagonist فيرتبط بالمستقبل ويعطله.
إن ما تناولناه في هذا المقال بهذا التبسيط ليس بهذه البساطة تمامًا، فهو بتفصيلاته موضوعُ عِلمَيّ الأدوية والكيمياء الحيويّة، إنما هو شرحٌ للفكرة العامة والأساس في هذين العلمين.
وزادكم الله علمًا واطلاعًا
.