كيف تُحَدَّد أسعار الذهب في البورصات العالمية؟
يُعتبر الذهب سلعةً استثمارية وادخارية تؤثر على المجتمعات بشكل عام، ناهيك عن أنّه محور النشاط التجاري والاقتصادي، وتتزايد أهمية التعامل معه من فترة لأخرى نظرًا لتأثيره وتأثره بالكثير من الأسواق والسلع والعوامل، مما جعل الكثير منا يهتم ويتساءل عن المعلومات والمؤشرات التي ترتبط به وتؤثر على أسعاره.
يتم تحديد أسعار الذهب مثل كل الأصول المالية، من خلال آلية العرض والطلب عليه، ولكن يبقى للذهب خصوصية معينة، حيث تُحدِّد الكمية المكتشفة من الذهب وكلفته السعر الأدنى الذي يمكن أن يباع عنده، وقد تراوحت تكلفة استخراج الذهب في فترة العام 2009 بين 190-350 دولار للأونصة الواحدة.
أما العوامل السياسية فإنّ لها تأثيرًا كبيرًا وخصوصًا أنّه ما يزال الكثيرين يعتبرون الذهب ملجأً ماليًّا يوفر له الاطمئنان بسبب حفاظه في بعض الأحيان على سعرٍ معين بغض النظر عن ارتفاع وانخفاض العملات، بالإضافة إلى سهولة بيعه ودرجة قبوله العالية التي يتحلى بها من قبل الجميع.
وتؤثر أحوال البورصات أيضًا على سعر الذهب لأن الكثير من المستثمرين الذين يخرجون من البورصات يلجؤون لشراء الذهب بشكلٍ مؤقت ريثما يتخذون قرارًا جديدًا بالاستثمار.
هذا ويحقق الذهب ارتفاعًا ملحوظًا مع كل انخفاض في أسعار الأوراق المالية، وهذا ما شهدته الأسواق العالمية بسبب أزمة الرهن العقاري وما تلاها.
وفيما يتعلق باستخدام الذهب كاحتياطي للعملات، فإنّ بعض الدول النامية ما زالت تحتفظ بالذهب حمايةً لقيمة عملتها، وبالتالي فهناك طلبٌ مستمر على الذهب من قِبَل هذه الدول من ناحية، ومن ناحيةٍ أخرى نجد أنّ الدول الصناعية قد تخلت في الآونة الأخيرة عن مخزونها من الذهب واستبدلته برصيد من العملات الأجنبية، ويُعتبر ذلك من الأسباب الرئيسية التي أدت إلى انخفاض أسعار الذهب في نهاية عقد الثمانينات وبداية التسعينات.
بشكلٍ عام، يمكن تحليل سعر الذهب من خلال إجراء:
-التحليل الأساسي: والذي يقوم على دراسة أثر نشر الأخبار والتقارير المتعلقة بالصعود أو الهبوط، ويقوم على قدرة المحلل على احتواء أبعاد الخبر وتأثيره وقدرته على القراءة والتسلسل المنطقي لما سيحدث على السلعة من زيادةٍ أو انخفاضٍ في الطلب، مثل حصول كارثة جويّة في جنوب افريقيا يؤثر على الإنتاج وانخفاض العرض وبالتالي زيادة الأسعار.
-التحليل الفني: والذي يعتمد على قراءة المعلومات التاريخية والتوقع المستقبلي لما ستكون عليه الأسعار، ويعتمد هذا التحليل على نظرياتٍ وطرقٍ ثابتة لقراءة حركة الأسعار، كما يعتمد على إضافة مؤشراتٍ مثل المتوسط الحسابي والرسومات البيانية، ويُعتبر هذا التحليل أدق لتحديده الأسعار ضمن مدى كمي معين.
المرجع: من كتاب “تساؤلات اقتصادية” للدكتور نضال الشعار، الطبعة الرابعة، 2009