#منكوشات_تطورية – لو كانت البشرية من رجل وامرأة فقط (آدم وحواء عليهما السلام) :فكيف ظهر التنوع في فصائل الدم وفي لون البشرة ؟ منشور مفيد وشيق جدا …
حيث في البداية يجب أن نرجع خطوة إلى الوراء لنوضح نقطة هامة لا يستحضرها أكثر المسلمين في مثل هذه المواضيع – رغم أن بعض الملحدين أو التطوريين يسألون عنها كذلك وهي :
أنه كما (خلق) الله تعالى آدم عليه السلام خلقا (معجزا) من التراب والماء (أو الطين) – فهدى كل ذراتهم لتأخذ مكانها وعملها في هذا الجسد الجديد الذي نفخ فيه الروح عز وجل (وهي التي يختص بها وحده) : فكذلك يعد (خلق) حواء عليها السلام هو خلق (معجز) آخر من آدم …
إذ هي (أنثى كاملة) بكل صفاتها وكروموسوماتها (أي حمضها النووي الوراثي) بما في ذلك كروموسومات الأنوثة (XX) بعكس آدم ({جل كامل) والذي له كروموسوماته الذكورية (XY)
وقد أعطى الله تعالى لنا – نحن المؤمنين به – أمثلة على ذلك الخلق المعجز مرة أخرى من حياة المسيح عيسى وأمه مريم عليهما السلام
حيث خلق من مريم (XX) وهي أنثى : ذكرا كاملا وهو عيسى عليه السلام (XY)
وكذلك كانت من معجزات عيسى عليه السلام أنه يصور من الطين كهيئة الطير : فينفخ فيه فيصير طيرا بإذن الله
هذه كانت مقدمة فقط – وخاصة للمسلمين الذي لا يستحضرونها في بعض الحوارات رغم تأكيد العلم والأبحاث على تطابق مكونات التراب والماء مع مكونات جسد الإنسان – والآن : لنبدأ مع هذه الوجبة العلمية المفيدة والشيقة جدا .. فأعيرونا انتباهكم
——————-
واحد من أكثر الاعتراضات شهرة من التطوريين على المؤمنين هي مسألة كيفية تنوع صفات البشر من رجل وامرأة فقط ؟؟ وبدلا من ذلك (يفترضون) كعادتهم في الخيال الجامح أن البشرية بدأت من أكثر من شخص (رجالا ونساء) في وقت واحد !!
وبالطبع هذه أولى مغالطاتهم المنطقية والعقلية والعلمية هنا .. إذ أن المؤمنين بخالق حكيم عليم قدير : لا إشكال لديهم في تدخله في كونه وقوانينه لتغييرها وصنع المعجزات وخصوصا أنه المالك الأوحد للروح ومعطي الحياة
أما التطوريون – ومعهم الملحدون – فيتهربون من مستحيل عقلي إلى أكبر منه !! إذ أنهم يؤمنون بمستحيل الصدفة والعشوائية التي تنشيء نظاما بديعا كالخلية الحية أو الكائنات الحية !! وهو أول مستحيل عقلي – ثم بدلا من الخجل والاستحياء – وخاصة في زعمهم تطور الإنسان من القردة الأفريقية الجنوبية – نجدهم يفترضون مستحيلا أعجب وأكبر فداحة وإضحاكا وهو : أن التطور (بما فيه الجنسي أو التناسلي المتوافق) وقع في (أكثر من) فرد (في وقت واحد) من (أسلاف بشر بين القرود والإنسان) !!!!
يعني هم فشلوا أصلا في إثبات وجود أسلاف بشر كحفريات !! وفشلوا في تفسير وقوع هذا التطور جينيا وعمره الضخم نظريا (والذي يفوق ظهور الحياة نفسها على وجه الأرض) !! وكل ذلك الفشل بالنسبة لفرضية (شخص واحد فقط) : فما بالنا يفترضون (تكرار) الصدفة والعشوائية (وفي وقت واحد) في أكثر من شخص (رجالا وإناثا) ؟!!
ما علينا … لنترك هذه المقدمة وندخل في صلب الموضوع وهو : اعتراضهم على نشوء درجات لون البشرة وتنوعها وكذلك اختلاف فصائل الدم وتنوعها
وإليكم الشرح والإجابة في نقاط منظمة كما تعودنا
————————-
1)) ما هي الصفات والجينات والآلائل ؟
كل صفة في الجسم : يتحكم فيها جين أو أكثر (وكل جين مسؤول عن استدعاء بروتين معين لتمثيل هذه الصفة)
فمثلا صفة (لون البشرة) – يتحكم فيها أكثر من جين (وكل مجموعة جينات صفة معينة قد يكونوا متجاورين على الكرومسومات أو في أماكن بعيدة عن بعضها البعض) – وكل جين قد يكون له أكثر من اختيار (وهو ما نسميه آلائل وهي جمع أليل Allele)
وهذه الآلائل قد يكون منها سائد أو متنحي .. بمعنى أنه لو اجتمع أليلين لجين واحد (مثلا واحد من الأب وواحد من الأم) فطغى أحدهما على الآخر في الصفة الناتجة : فإن الأليل الذي طغى يسمى سائد – والأليل الذي لم يظهر في الصفة يُسمى متنحي
————–
2)) مثال السائد والمتنحي في فصائل الدم
فصائل الدم الأربع المعروفة لكل منا وهي A – B – O – AB هي عبارة عن أنواع لكريات الدم الحمراء التي يكون كل منها بروتين معين بجين معين
وترجع فصائل الدم في الإنسان إلى ثلاثة جينات بديلة وهي : A – B – O
وكلمة (بديلة) تعني أن الإنسان الواحد يجمع اثنين منها فقط في وقت واحد – وهذا يعطينا عدد 6 احتمالات فقط (وهي ضرب 3 * 2) وهي :
AA – AB – BB – AO – BO – OO
وكما يظهر معنا منطقيا أن AA تعني أن فصيلة الدم هي A
وكذلك BB تعني أن فصيلة الدم هي B
وكذلك OO تعني أن فصيلة الدم هي O
ولكن :
ماذا عن AO و BO و AB ؟
الرد :
عندما يجد العلماء أن الصفة الناتجة من AA في كرات الدم الحمراء : هي نفسها الناتجة في حالة AO : فساعتها يعرفون أن جين A (أو الآليل A) هو (سائد) في حال اجتمع مع الجين O (أو الأليل O) والذي سيكون في هذه الحالة (متنحي)
ونفس الشيء تماما مع BB وتطابق نتيجة كرات الدم الحمراء الناتجة مع BO – فنعرف من هنا ان الجين أو الآليل B هنا (سائد) – والجين أو الآليل O في هذه الحالة (متنحي)
ولكن عند اجتماع الجين أو الآليل A مع الجين أو الآليل B – وجد العلماء أنه ينتج عنهما نوعا جديدا من كرات الدم الحمراء وهو AB
إذن : الستة احتمالات التي ذكرناها سابقا من اجتماع الجينات أو الآلائل الثلاث A – B – O وهي :
AA – AB – BB – AO – BO – OO
ستمثل لنا في النهاية 4 نتائج فقط وهي :
فصيلة الدم A في حالة AA وحالة AO
فصيلة الدم B في حالة BB وحالة BO
فصيلة الدم O في حالة واحدة فقط وهي OO
فصيلة الدم AB في حالة واحدة فقط وهي AB
والسؤال هنا هو : هل يمكن ظهور كل هذه الاحتمالات من رجل وامرأة فقط ؟
والإجابة : نعم !!
فإذا كانت فصيلة دم آدم مثلا AO – وفصيلة دم حواء مثلا BO
فإن احتمالات الناتج في أول جيل من الولادة أو الأبناء هي :
AB – AO – BO – OO
وهي تمثل بالفعل الأربعة فصائل الدم الموجودة عند كل البشر !!!
وهكذا يتم التخليط دوما مع كل تزاوج بين رجل وامرأة لتخرج لنا الاحتمالات تلو الاحتمالات
تبقت هنا معلومة أخيرة قبل أن نترك مسألة فصائل الدم وهي :
أن كل فصيلة دم من الفصائل الأربعة : يوجد منها موجب (+) و سالب (-) أو ما يُسمى بـ (عامل ريزوس أو RH) لمَن سمع عنه – حيث لو موجود هذا العامل في فصيلة الدم تكون الفصيلة موجب (+) ولو ليس موجودا في فصيلة الدم تكون الفصيلة سالب (-)
ولعله من هنا تأتي الخطورة على الجنين في الحمل الأول لو كان الأب فصيلة دمه موجبة عامل ريزوس أو RH والأم سالبة !! وذلك لأن الجنين إذا حمل هذا العامل في دمه : فسوف يقوم دم الأم المختلط معه في المشيمة بعمل مضادات لمحاربته لأنه يعتبر غريبا على دمائها (لأنه ليس موجودا فيها) !! وهو ما يتسبب في موت الجنين في أسابيعه الأولى للأسف إلا …. لو تم حقن الأم بمضادات توقف عمل مضادات RH في دم الأم
————————-
3)) مثال السائد والمتنحي في لون البشرة في الإنسان
حيث إذا فهمنا ما سبق – فالأمر الآن سيصبح أكثر سهولة
وذلك لأن صفة لون البشرة في الإنسان يتحكم فيها على الأقل 3 جينات أو 3 مواقع – وكل منها له أليلين (نرمز لهم بحرف كبير أو كابيتال وآخر صغير أو سمول) وهي :
كابيتال A – ومقابلها سمول a
كابيتال B – ومقابلها سمول b
كابيتال C – ومقابلها سمول c
وعند خلط بروتينات هذه الجينات والآلائل : ينتج لنا مجموعة متنوعة من ألوان البشرة المتدرجة من السواد إلى البياض (وقد تتفرع الألوان الرئيسية إلى أخرى تبعا لعوامل ثانية) حيث :
البشرة الشديدة السواد هي : AA BB CC
والبشرة الشديدة البياض هي : aa bb cc
وأما البشرة المتوسطة اللون بينهما فهي : Aa Bb Cc
والسؤال مرة أخرى : هل يمكن ظهور كل تدريجات ألوان بشرة البشر من رجل وامرأة ؟
والإجابة : نعم
إذ لو افترضنا أن آدم وحواء عليهما السلام كانا ذوي بشرة متوسطة اللون ..
فإنه عند تزاوجهما :
فلدينا 64 احتمالا للناتج (حاصل ضرب 8 * 8)
وهم يُمثلون 7 درجات ألوان رئيسية – وكما يظهر في الصورة المرفقة في غلاف المنشور تحت (الجيل الأول)
وهذا الأمر يشبه إلى حد ما (للتقريب فقط) فكرة تخليط الثلاثة ألوان الرئيسية في سواء في لوحة الرسام أو في الطابعات الملونة (الأحمر والأخضر والأزرق RGB) أو حتى النظام الرباعي الآخر (السيان والماجنتا والأصفر والأسود CMYK) والذين ينتج عنهم عشرات الآلاف من درجات الألوان التي نراها في المطبوعات والصور وشاشات التلفاز أو الحاسوب
نرجو تكونوا استفدتم من هذا المنشور
مع العلم أن الأمر يدخل فيه تفاصيل أخرى أكثر تخصصا (مثل تغيير التعبير الجيني أو التكيف والوراثة فوق الجينية) لا نود الخوض فيها حيث نرى أنه تم المطلوب بما ذكرناه ويناسب الإنسان العادي فهمه