للأمم المتخلفة أنماط من الترف تقبل عليها بنهم وتنفق فيها الكثير، ويعرف المستعمرون ذلك منها فيأمرون مصانعهم أن تزيد فى إنتاجها حتى يشتد الإقبال ويتضاعف الكسب.
والواقع أن المسلمين عامة والعرب خاصة أخذوا من المدنية الحديثة جانبها البراق، وكانوا معها مستهلكين لا منتجين، بل لقد صنعت لهم سيارات خاصة، وأدوات من الزينة، أو أنواع من الأجهزة لا يستخدمها صانعوها أنفسهم لأنهم يرون ما دونها يغنى عنها. أما نحن فنظن الارتقاء أو العظمة فى اقتناء هذه السلع!
وللطفولة العقلية منطق يستحق الزراية والتخويف، وقد آن الأوان للمناداة ‘باقتصاد حرب ‘ يوقف هذا السيل من النفقات، ويستغنى بصرامة عن هذه الفضول كلها، ويلزم الكبار والصغار بأسلوب من العيش تقل فيه المرفهات، ونستغنى عن استيراد الكماليات، ونحيا فى نطاق ما ننتج فى بلادنا، ونتحرر من إسار الحاجة، ويعلم الناس أننا لسنا عبيد مآرب تافهة أو عادات سخيفة!.
إن نصف ما نشتريه من الخارج يمكن الاستغناء عنه فورا ! ونصف الباقى يمكن الاستغناء عنه فى أمد قريب، وإذا لم نتعلم من ديننا ضبط شهواتنا فماذا نتعلم؟.
إن خصومنا شرعوا يتنكرون لنا ويضنون علينا، بل إن بنى إسرائيل بنوا دولتهم بين ظهرانينا على أساس أنهم ينتجون ونحن نستهلك ! كأننا أطفال نحب اللّعب الجميلة وندفع ثمنها لمن يصنع به السلاح الذى يقتلنا به.. وقد لفت نظرى أن النساء فى الشرق العربى يتحلين بالجنيه الذهبى ‘جورج ‘، وأن النساء فى المغرب العربى يتحلين بالجنيه الذهبى ‘لويس ‘، والغريب أن النساء فى إنجلترا وفرنسا لا يتحلين بهذه القطع الذهبية ! إنها تصنع لنا وحدنا !.
يجب أن تتكاتف الجهود للعودة بالعرب والمسلمين إلى ‘اقتصاد حرب’ يفرض عليهم الاكتفاء الذاتى، فقد تداعت عليهم الأمم، وإن لم يتماسكوا هلكوا..!