#منكوشات_تطورية – #جائزة_المليون_دولار : كيف وفي كم وقت تطور جسم ورأس نقار الخشب ليصل إلى ما وصل إليه ؟؟
حيث لا زلنا نوجه دعمنا المادي (بكل ما نستطيع) تشجيعا للصفحات العلمية العربية المؤمنة بالتطور لتشمر عن ساعديها وتقدم أبحاثا مفيدة عالمية لأول مرة : ولتترجم بها (حقيقة) التطور لقرائها ومتابعيها في كل مكان
اليوم معنا طائر عجيب وهو نقار الخشب Woodpecker – والذي له عدة فصائل كلها غاية في الغرابة والإبداع الهندسي والتقني والذي نريد من التطوريين أن يشرحوا لنا :
كيف تطور جسمه ورأسه بـ (التدريج) وفي كم وقت : ليصل إلى صورته الحالية الملائمة تماما لحياته ووظيفته مع الأخشاب القوية الصلبة إما لحفره طلبا للغذاء أو لتخزين الغذاء أو لعمل عشه ؟؟
وذلك وفقا للمعلومات التي سنذكرها الآن … ووفقا لما تعلمناه من قبل عن التكوين المعقد للبروتينات التي تعطي كل صفة جديدة من صفات الجسم
————————–
1))
يعتبر الغذاء الأساسي والرئيسي لنقار الخشب هو الحشرات والخنافس ويرقاتها التي في الأشجار – وخصوصا الأشجار القديمة أو الميتة – ولكن : هذه كلها تتواجد داخل جذوع الأشجار ولمسافات قد تصل أكثر من 20 أو 30 سم ؟!! فكيف سيصل إليها نقار الخشب ؟ وهنا نجد عدة صفات فريدة : والغريب أنها كلها مطلوبة في مهمته
2))
فمثلا يتميز منقاره بقوة ومتانة وصلابة ليعمل تماما كأداة حفر (أو إزميل) للخشب !!
3))
ثم له عضلات رقبة قوية شديدة وهي ضرورية جدا لتأمين ضرباته الإيقاعية القوية والتي قد تصل إلى 15 إلى 20 ضربة في الثانية الواحدة وبسرعة عمل تقدر بحوالي 100 كم في الساعة كما في نقار الخشب الاخضر !! وجدير بالذكر أنه يغلق عينيه أثناء كل مجموعة ضربات – ليس فقط تفاديا للشظايا من الشجر – ولكن لأن قوة وسرعة الاصطدام كفيلة باقتلاع عينيه لو لم يغمضهما !!
4))
ومن هنا فإن جمجمته قوية جدا وسميكة (وهي من أسمك الجماجم بين الطيور كلها) لتتحمل الصدمات السريعة والمتوالية – ولكن يقابل هذه القوة والسماكة : مرونة داخل الرأس بمجموعة فريدة من الأربطة الدقيقة والمتعامدة حتى تحفظ مكانها !!
5))
ولكن كل ذلك لن يكفي أيضا للتغلب على كل هذه الصدمات القوية المتتالية على الرأس !! ومن هنا نجد ما هو أغرب وأغرب ألا وهو وجود نسيج ليفي إسفنجي ثخين يعمل على امتصاص الاهتزازات والصدمات بين منقاره وجمجمته !! حيث من المعلوم أن أغلب الطيور تتصل عظام جمجمتها ببعضها ويعمل المنقار مع حركة الفك السفلي. إلا أن منقار وجمجمة طائر نقار الخشب منفصلان تماما عن بعضهما بتلك الأنسجة الإسفنجية التي تمتص الصدمات أفضل من ماص الصدمات في السيارات !!
العجيب أن تركيب تلك المادة يتفوق على أحدث ما توصل إليه البشر اليوم في نفس المضمار !! حيث تمتص الصدمات المتتالية عن طريق تكونها من فواصل قصيرة جداً تقوم باستعادتها لحالتها الطبيعية على الفور بعد النقر !! ولذلك فإن فصل المنقار عن الجمجمة بهذه الطريقة الإبداعية تسمح للحجرة التي تحمل دماغ الطائر كما قلنا في النقطة السابقة بالحركة بعيداً عن المنقار العلوي أثناء عملية النقر !!
6))
العجيب أننا نجد تنوعا في أطراف لسان طائر نقار الخشب – حيث يتميز اللسان أولا بالطول والرفع الكافي ليدخله في الثقوب التي يصنعها ليلتصق به الحشرات واليرقات إلخ – ولكن هذا يتطلب شيئا آخر للإمساك بهم لأن اللسان وحده لن يكفي ولا حتى سيمكنه الالتفاف عليها في هذا الحيز من الثقب الصغير ؟!
7))
وهنا نجد أن أطراف اللسان تعمل كأسلاك شائة بمجموعة من الزوائد مختلفة الشكل + إفرازه لمادة لزجة على هذا اللسان لتلتصق بها الحشرات !! العجيب أن هذه المادة اللزجة مخصوصة للحشرات ولا تلتصق بمنقاره من الداخل !! وأما الأعجب والأعجب : فهو عند البلع .. حيث يتم تحليل المادة اللاصقة أو الصمغ ليستطيع ابتلاع الحشرات دون الحاجة لابتلاع لسانه نفسه الذي تكون ملصوقة في مقدمته !!
8))
ولا تنتهي مهمة اللسان الغريب والعجيب إلى هذا الحد !! ففي نقار الخشب الأوروبي الأخضر مثلا : فإن لسانه يدور داخل الجمجمة ليتصل مع مقدمة الطائر !! حيث يبدأ من مؤخرة حلقه ثم ينزل مع حلقه لأسفل ثم يصعد من مؤخرة عنقه خلف رأسه ليلف من فوق رأسه ليصل من بين عينيه ومنخاريه إلى داخل منقاره !!
وأما الهدف : فهو يشبه ميكانيكية عمل عضلة اللسان المقلاع التي تساهم في تخفيف الصدمة الناتجة عن كل نقرة !! وهكذا يوجد لدينا آلية أخرى لتقليل وامتصاص الصدمات والاهتزازات غير النسيج الليفي الاسفنجي ألا وهي هذا اللسان بهذا طول والمسار الأعجب بين كل المخلوقات : والذي لا يوجد له أي أثر تطوري سابق (كتدرج) في تكوينه بهذا الشكل عبر الطفرات العشوائية والصدفوية غير الواعية !!
9))
كل ذلك يتوج بأرجل قصيرة قوية لا تشبه الأرجل النحيلة لمعظم الطيور وذلك لتساعده على التشبث بقوة أثناء الاصطدامات المتتالية – ولكن : هذا لن يكفي للتشبث بالقوة اللازمة لذلك ؟
10))
ومن هنا فلديه أصابع أرجل (كالملزمة) وفريدة بين الطيور !! حيث أغلب الطيور لها 4 أصابع : 3 من الأمام وواحد من الخلف للتتعلق أو تتمسك بالفروع والأغصان – أما نقار الخشب فلا !! لأنه لا يحتاج لمجرد (التعلق) أو (التمسك) للوقوف !! إنه يحتاج لثبات قوي أثناء هذا الضرب المتواصل في جذوع الشجر الصلب !! ولذلك فإن لديه 2 من الأمام و 2 من الخلف !! حيث يعملون معا ككمّاشة قوية وكافية للتعلق المتين بلحاء الشجر !!
11))
وأما المساعد على الثبات من الأسفل : فهو ريش الذيل الذي يتميز عن غيره من الطيور بأنه قاسي وينتهي برؤوس حادة ضرورية لدعم نقار الخشب وهو يحفر موقع عشه !!
12))
وأما تمام العلم أثناء العمل : فهو أنه عندما يبدأ نقار الخشب في النقر بقوة : فإنه ينتظم رأسه ومنقاره في خط مستقيم تماماً – حيث أي انحراف ولو بسيط سيؤدي إلى تمزق في الدماغ !!! حيث يمكننا تشبيه الصدمة الواحدة التي يتعرض لها بالصدمة الناتجة عن ضرب رأس أحدنا في حائط إسمنتي !! إلا أن التصميم المعجز لدماغ نقار الخشب يجنبه التعرض لأي نوع من الإصابة !!
في انتظار الإجابات على رسائلنا الخاصة فقد تكونوا احد الفائزين معنا
بالتوفيق