كيف يتم بناء الشبهات ؟ 5- التشنيع على حال المسلم أو المسلمين
عندما يرى العاقل حداثا مروريا فإنه لكي يحدد من المخطيء : فهو يطلب كتيب شروط القيادة أو قواعد الطريق – فإذا وجد الشروط والقواعد سليمة : فيعرف حينها أن الخطأ قد وقع في (التطبيق) وليس في (الأصل) – يعرف أن الخلل قد وقع من الأفراد وليس من التشريع !! إلا في حالة واحدة ……….
عند الملحد عربي أو أجنبي في نقده للإسلام !!
هنا يخلع الملحد العقل والمنطق ليضع بدلا منهما اتهاما بسبق الإصرار والترصد يصب في تحميل (الإسلام) كتشريع ومنهج : أي خطأ أو خلل يقع من أفراده أو جماعاته !! وإليكم بعض الأمثة مع بعض الأسئلة المحرجة لأصحابها …….
1- حوادث الإرهاب الفردية
وتعد هذه الحالة هي الأشهر والمفضلة لدى الإعلام الأمريكي خصوصا والعالمي عموما – بل ويكاد لا يصلنا نحن (العرب والمسلمون) من الإعلام العالمي وذيوله من الإعلام المسيس في بلادنا : إلا حوادث الإرهاب التي يقوم بها مسلم أو حتى مشتبه فيها مسلم – رغم أن (وهنا المفاجأة) نسبة حوادث الإرهاب التي فيها مسلم أو حتى مشتبه فيه : تكاد لا تتعدى 6 بالمائة !! فهناك يهود ونصارى يرتكبون مجازر وإرهاب وحوادث بشعة (بل وملاحدة كذلك) : ولكن عادة يتم احتواء الوضع (إعلاميا على الأقل) بوصفهم بالاختلال العقلي والجنون !! ولا يتم أبدا إطلاق عليهم وصف (اليهود إرهابيين) أو (النصارى إرهابيين) أو (الملاحدة إرهابيين) !!
هذا خبر من موقع (جلوبال ريسيرش) تعليقا على بيانات نشرتها FBI الأمريكية رسميا توضح أن الهجمات في أمريكا لعقود كانت نسبتها من المسلمين لا تزيد عن 6 بالمائة فقط !! في حين اليهود 7 بالمائة !!
“غير المسلمين مسؤولون عن أكثر من 90 بالمائة من كل الهجمات الأمريكية في أمريكا”
NON-MUSLIMS CARRIED OUT MORE THAN 90% OF ALL TERRORIST ATTACKS IN AMERICA
رابط الخبر :
https://
وهذا رابط تقرير FBI الرسمي :
https://www.fbi.gov/
وأما في أوروبا :
فكان الحال أكثر إحراجا لأبواق الغرب المشوهة للإسلام !! وقد تعمد موقع لوون ووتش إبراز ذلك الإحراج في عنوانه الساخر :
“كل الإرهابيين مسلمون ….. ما عدا 99.6 % منهم”
Europol report: All terrorists are Muslims…Except the 99.6% that aren’t
رابط الخبر :
https://www.loonwatch.com/
مما يعني أن الهجمات الإرهابية في أوروبا (تخيلوا كل ما يتم تهويله وإلقاء الضوء عليه فقط) لا يتعدى 4 من عشررة بالمائة من الإرهاب والجرائم والمذابح التي يتم ارتكابها في أوروبا : ولا نرى ولا نسمع تعاضد العالم وأسفه واجتماعه للحداد إلا على ضحايا الجرائم المتهم فيها مسلمون فقط !!
والسؤال :
رغم كل ما سبق : سنفترض (مجرد افتراض) أن النسبة الأكبر من جرائم الإرهاب هي في المسلمين : فهل لذلك علاقة بالتشريع الإسلامي نفسه ؟ هل جاء في القرآن أو السنة قتل الناس الأبرياء أو غير المحاربين والاعتداء عليهم سواء في بلادنا (ولهم عهد وذمة وأمان) أو في بلاد الكفار ولا علاقة لهم بالحرب (بل منهم مَن ينظمون احتجاجات على حروب جيوشهم واعتدائهم على المسلمين أو غير المسلمين) ؟
هذا ما سوف نراه في تفاصيل ردودنا على الشبهات بإذن الله – لكن يهمنا الآن فقط توضيح هذا الانفصال الذي لا تدعمه الحقائق ويتم التلاعب به للأسف
2- حوادث الإرهاب الجماعية
وهي لا تختلف كثيرا عن الحال الفردي (بل في الحقيقة الإحصائات التي ذكرناها منذ لحظات تشمل أيضا بعض الجماعات الإرهابية) – حيث المفاجأة الثانية هنا التي لا ينشرها الإعلام ولذلك لا يعرفها أكثر الناس والمسلمين والعرب هي : أنه يوجد جماعات إرهابية ومتطرفة نصرانية ويهودية وإلحادية وحتى من عبدة الشيطان !! ولكل منهم سجل حافل من الجرائم والاعتداءات والمجازر لأسباب واهية – فهل سمعتم عنهم ؟
هل لو سألنا أي مسلم في الشارع أن يذكر لنا اسم جماعة إرهابية أو متطرفة واحدة من غير المسلمين :
تعتقدوا سيعرف واحدة (واحدة فقط) ؟! يمكنكم أن تجربوا بأنفسكم وترون
– وهذا ما سنكشفه أيضا عندما نأتي لتفاصيل الرد على الشبهات بإذن الله
3- زعم أن الإسلام سبب تخلف بلادنا
وهذا من أسخف الاعتراضات (بل من أكثرها إثارة للضحك) !! إذ : ما هي الدول التي تطبق الإسلام اليوم من الدول (المتخلفة) علميا أو حضاريا حتى يمكننا أن نصدق هذه الأضحوكة ؟!! والحق : أن كل الدول الإسلامية المتخلفة علميا وحضاريا اليوم تحكمها أنظمة علمانية أو ديكتاتورية كذيول للاستعمار الفرنسي والإنجليزي والإيطالي وغيره : بحيث لم يرحل عن تلك البلاد إلا وقد ضمن (استمرار مسلسل إفسادها) من بعده !! وخاصة وزارتي التعليم والإعلام !!
بل الأكثر إضحاكا (ويا للعجب) أنك إذا بحثت في التاريخ عن الوقت الذي كان يطبق فيه الحكم الإسلامي بالفعل : لوجدتها عصور الازدهار الإسلامي في الحكم والعلوم والحضارة والاقتصاد !! وهو ما يعادل تقريبا 9 أو 8 قرون كاملة رغم ما فيها من خلافات داخلية إلا أنها كانت تنضوي دوما تحت خلافة واحدة كبيرة شعارها الإسلام !!
فهل هذا هو (الحال) الذي تسبب الإسلام في جلبه لبلادنا عندما حكم ؟! عجيب !!
4- حروب المسلمين وأوقات ضعفهم أمام عدوهم
حيث كثيرا ما نسمع الملحد العربي متفلسفا يقول أن سبب إلحاده هو الخلافات والحروب بين المسلمين وتأخرهم إلخ إلخ – والسؤال : ألا يدل هذا على أن إلحاده (نفسي وعاطفي) لا كما يحاول إظهاره عند التحقيق بأنه إلحاد علمي وموضوعي وأدلة إلخ إلخ ؟! ألا يدل ذلك على أنه لو كان ولد مثلا في عصر ازدهار المسلمين لما كان ملحدا !! ما هذا التلون والنفاق !! ألا يدل ذلك على أن أمثال هذا التفكير هم ماديون حتى النخاع :
فما أشبههم بمنافقي صدر الإسلام الذين قال الله فيهم :
“ومنهم من يلمزك في الصدقات فإن أعطوا منها رضوا وإن لم يعطوا منها إذا هم يسخطون” التوبة 58
فهم كالواقف على طرف أو حافة الإسلام كما قلنا من قبل – خطوة تجعله داخل الإسلام – وخطوة تجعله خارجه : بدون أي رأي محترم – فقط اتباع للشهوات والغنائم وما يحب !!
“ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين” الحج 11
أما بالنسبة لخلافات المسلمين :
فهذا من حكمة الله في الابتلاء والامتحان – فليس للمسلمين ميزة خاصة في عصمتهم في ذلك حتى لا يكونوا متميزين بين البشر في سنن الله – فهم إن اختلفوا فإنه يقع بينهم الحروب والقتال – والذي فيه تتباين الأنفس ويُمتحن الإيمان بشتى الصور – ولذلك لما سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم في دعائه لله ثلاثا : أجابه الله على اثنتين ولم يجبه في الثالثة لأنه جرى بها قدر الله وقضائه وهي وقوع بأس المسلمين فيما بينهم – ولكن في المقابل : أجابه الله تعالى بأن لا تأخذ المسلمين سنة (أو كارثة) تستأصلهم جميعا – وكذلك أجابه على أن لا يتمكن منهم عدو يستأصلهم جميعا مهما كان (وهذا يفسر سر بقاء الإسلام إلى اليوم مهما مر عليه من كوارث وتجبر لا يتخيله بشر) !!
ففي صحيح مسلم وغيره :
“سألت ربي ثلاثا، فأعطاني ثنتين ومنعني واحدة، سألت ربي أن لا يهلك أمتي بالسنة (كارثة تحل بهم من قحط ونحوه) فأعطانيها، وسألته أن لا يهلك أمتي بالغرق فأعطانيها (وفي رواية أخرى بعدو)، وسألته أن لا يجعل بأسهم بينهم فمنعنيها”
إذن :
على المسلم أن يعتد بنفسه ودينه
ويعلم أن ابتلائه الخاص او ابتلاء البلاد أو الأمة عموما فهم مأجورين عليه يوم القيامة حيث الحق والعدل المطلق لله – فيقتص من الظلمة والمتجبرين والكاذبين
على المسلم أن يفكر في إصلاح حاله وأهله (زوجته وأبنائه) فهم الملزمون منه وعليهم سيحاسبه الله – أما باقي الناس فعليه فقط بنشر الخير بينهم ونصحهم – ثم لا عليه بعد ذلك أن أطاعوه أو أعرضوا – يقول عز وجل :
“يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم إلى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم تعملون” المائدة 105
وسوف نقوم بالتفصيل في كل ذلك كما قلنا
فتابعونا
#الباحثون_المسلمون