فحينما يصاب الإنسان بالخوف : يفقد قدرته غالبا على التفكير الصحيح وتمييز كم الأكاذيب أو المبالغات والتهويلات – ولذلك تعتمد الحكومات وإعلامها في بعض الدول وقبل الإقبال على خطوة كبيرة صعبة على الناس : أن تقيم لهم كذبة كبيرة أولا لتخيفهم بها للحد الذي لا يستطيعون معه التمييز (يضرب المقال مثالاً لذلك بما أسمته الحكومة الأمريكية بالحرب على الإرهاب والذي اتخذته فزاعة للشعب الأمريكي مع أكاذيب عن أفغانستان والعراق وامتلاك الأخيرة لأسلحة نووية تبين فيما بعد كذب كل ذلك)
وذلك بديلا عن مناقشة الأفكار (وخاصة من السياسيين) – حيث الطريق الأسهل والأسرع هو تشويه الأشخاص والتشهير بهم أو بفضائح لهم ونحو ذلك مما يتسبب في انتصار رخيص يمحو الأفكار والتوجهات عن طريق التشكيك في الرموز وإسقاطها
عندما تتحدث عن الرموز والسياسيين : فاستعد لعدم تصديق أغلب ما ينشره الإعلام من تراشقات وطعن في الشخصيات بصدق أو كذب – مع تكبير الأخطاء والهفوات للخصم والتغاضي عنها أو أكبر منها للأقوى إعلاميا
وفي ذلك يتم استغلال عدم اطلاع عوام الناس على الحقائق التاريخية والوقائع الثابتة – وبدلا عن ذلك يتبعون ويصدقون شخصية محبوية أو شهيرة أو مؤسسة معروفة مهما قالت لهم وغيرت وكذبت بشأن التاريخ
من أسهل الطرق للقضاء على المعارضة أو الخصم : ليس أن تمنعه من الظهور الإعلامي (فما أسهل الظهور الإعلامي للناس في عصرنا الحالي) – ولكن بدلا من ذلك قم باستدعائه إلى لقاء مفتوح أو مباشر مع تجهيز وجبة محترمة من البلطجة الإعلامية له تكفي لتشوييه أمام الناس وأمام متابعيه (أشبه بالفخ) – لذلك :
إن لم تكن متمكنا تماما مما معك من حجج وأدلة ولديك الثقة بالنفس الكافية للسيطرة في حوار أو مناظرة : فلا تستجب لمثل تلك الدعوات !!
في هذه الحالة من الخلاف بين طرفين أو أكثر : يعمد أحدهم للزعم بأنه وحده الذي يمثل (الشعب) !! وأنه بذلك يدافع عنهم ويتكلم باسمهم أمام الآخر أو الآخرين – وعلى هذا المنوال (ومع التكرار) يبدأ الوعي الشعبي بالفعل في تصديق ما يقول والتفاعل معه
وهي مثل النقطة السابقة ولكنها تتعلق اكثر بالأشياء ذات القيمة للناس مثل مفهوم الدين أو الوطن – حيث يزعم أحد الأطراف أنه هو الذي يمثل وحده الدين أو هو الذي يمثل وحده الوطن – وبذلك صار من التلقائي كل مَن يخالفه في نظره ونظر مَن يصدقونه هم (أعداء) للدين أو (أعداء) للوطن !!
وفيها يتم استغلال صفة إنسانية تميل إلى تصديق كل ما يتم تكراره أمام الشخص باستمرار وبأكثر من صورة وأكثر من جهة مهما كانت غير منطقيته لدرجة أن تجد ذلك الشيء غير المنطقي صار يصدقه عالم أو دكتور : في حين لو عرضناه على شخص بسيط لأول مرة فسيرفضه عقله بفطرته السليمة (مثال من عندنا : خرافات التطور والصدفة والعشوائية والإلحاد 🙂 )
كلما زادت ألوان وأشكال المرح والترفيه على حساب البرامج الجادة وفقرات التعليم والعلم الصحيح : كلما زادت سذاجة الناس وقابليتهم في تصديق أي شيء من غير تدقيق في صحته أو مدى منطقيته
حيث أن الحكومات عادة ومراكز القوى لا تستمد وجودها واستمرارها بين الناس إلا باختراع عدو شيطاني تحاربه أمامهم – وهذا العدو يتم صناعته بأشكال كثيرة – ولو بأبسط المغالطات المنطقية مثل التعميم المخل مثلا (اتهام المسلمين بالإرهاب نتيجة وجود مجرم واحد مسلم) – هذا إن لم يتم تلفيق جريمة كاملة وإلصاقها بالذي يراد شيطنته منذ البداية !!
.