كي أخبرَك بذلك، دعني أخبرُك أولاً ماذا تعني جملة«Goldilocks Zone»؛ إنها تعني بالعربية «المنطقة المعتدلة»، أي هي المنطقة الصالحة للمعيشة على الكوكب حول النجم؛ حيث درجة الحرارة مناسبة، ليست بالحارة جدًا ولا هي شديدةُ البرودة؛ وذلك لتسمح ببقاء الماء أو توفره في الحالة السائلة على الكوكب.
المياه السائلة كما عهدناها ضروريةٌ لبقاء الحياة -أو ظهورها- على الكوكب، وحيث نجد الماء السائل على أرضنا نجد الحياة.
إن البحث عن الكواكب التي تقع في المنطقة المعتدلة يسمح للعلماء بالبحث عن كواكب أخرى تشبه الأرض يمكن أن تحتوي علي حياة.
وجود أحد الكواكب أو الأقمار في المنطقة المعتدلة لايعني أنه صالح للحياة، كذلك وجود الماء السائل على سطحه؛ وإنما يعتمد على الغلاف الجوي للكوكب أيضًا.
في نظامنا الشمسي ليست الأرض فقط هي الكوكب الوحيد الذي يقع في المنطقة المعتدلة؛ إنما يوجد أيضًا المريخ، ولكنه ليس صالحا للحياة في هذه الأثناء.
والآن ما رأيك بالحديث عن الأشياء الأخرى اللازمة لوجود الحياة على الأرض بخلاف المنطقة المعتدلة؟
حسنا سأخبرك، إذا افترضنا أن أي كوكب قابل للسكن، يجب أن يكون مثل الأرض (وقد لا يكون كذلك)؛ فإننا لسنا الوحيدين، وإنما يقدر علماء الأحياء الفلكية أن درب التبانة تحتوي على خمسمائة كوكبٍ آخرَ صالحٍ للسكن، والتي تناسب المعايير الآتية:
• أولاً: توجد مسافة مريحة ومناسبة للكوكب بعيدا عن النجم الذي يشبه نجمنا (الشمس)، أي أن الكوكب بعيدٌ بما يكفي ليكون خارج منطقة الحرارة والإشعاعات الثقيلة؛ ولكن أيضًا ليس بعيدًا لدرجة أنْ يصبح باردًا للغاية؛ كما أن تلك المسافة الصحيحة تسمى «habitable zone» أي «المنطقة الصالحة للحياة«.
• ثانيا: يتكون من الصخور، زحل والمشتري (سمي بالمشتري لأنه يستشري في سيره أي يمضي ويَـجِدُّ فيه بلا فتور) وأورانوس في نظامنا الشمسي تتكون من الغازات، لذلك لا نتوقع أن الحياة ستكون هناك.
• ثالثا: حجمه كبيرٌ للغاية، مما يكفي لتكون لبٍ منصهرٍ بداخله. يعطينا لب الأرض مصدرًا للطاقة الحرارية الأرضية، كما يسمح بتدوير المواد الخام، ويضع حقلا مغناطيسيا حول الكوكب يحمينا من الإشعاع. ربما كان للمريخ لبٌ أو نواة سائلة ساخنة في آنٍ واحد؛ ولكن نظرًا لكونه كوكبًا صغيرًا، تبددت الحرارة بسرعة أكبر.
• رابعا: مرشحٌ جيد لاحتوائه على غلاف جوي واقٍ. الغلاف الجوي يحمل ثاني أُكسيد الكربون والغازات الأخرى التي تحافظ على دفء الكوكب وحماية سطحه من الإشعاع.