– كيمياء سم قنديل البحر!
قناديل البحر من الكائنات البحرية الجديرة بالتأمل، فهي مع كونها صغيرة الحجم في الغالب وجذابة الشكل في كثيرٍ من الأحيان، إلا أن لبعض الأشخاص ذكرياتٍ سيئةً معها، لذا دعونا نرى ما السر وراء تلك الذكريات.
يحتوى قنديل البحر على لوامس بها ملايين من الخلايا اللاسعة بكل خلية أنبوبة صغيرة تشبه الحربة والتى تغمس فى الإنسان حاقنة سمها فيه ويحتوي هذا السم الذي ينتجه في جسمه على:
1) البورين Porin: وهو المادة الكيميائيّة الرئيسيّة في سم قنديل البحر ومصدر الألم الأكبر وهو أحد أنواع البروتينات التي تتكون من مجموعةٍ مختلفةٍ من الأحماض الأمينية المرتبة في أشرطةٍ طويلةٍ والتي تستطيع أن تعبر وتخترق الغشاء الخلويّ لكل أنواع الخلايا، وتمكّن المواد الأخرى من النفاذ للخلايا ولكن يكمن التهديد الحقيقي في خرق خلايا الدم الحمراء التي يتسرب منها البوتاسيوم الذي يفيض على الأعصاب فيجعل العضلات -عمومًا- أقل استجابةً للإشارات العصبية، وأهم عضلات جسم الإنسان هي عضلة القلب التي ستعاني من عدم اتزان ضرباتها مسببةً السكتة القلبية إذا كانت كمية البوتاسيوم المتسربة كبيرةً للغاية لحدوث ذلك وربما يحدث فشلٌ كبديٌّ (يعتمد هذا على نوع قنديل البحر وعدد اللسعات وسرعة التعامل مع الحالة).
2) السموم العصبيّة neurotoxins: وهدفها الرئيسيّ هو إحداث الألم، ويوجد في سم قنديل البحر واحدٌ منها أو أكثر ومن أمثلتها cftx-1, cftx-2, cftx-a, cftx-b, cftx-bt يقوم بعض الأشخاص بإضافة الخل والغسل بالمياه المالحة لمكان اللسعة، وأحيانًا بالبول أو المياه العذبة لذا هيا نناقش كلًا منها، بالنسبة للخل فهو مفيدٌ لمعادلة مكان اللسعة ولإزالة السمّ من طبقات الجلد الخارجية كما أنه يقوم بعمل تغيراتٍ في غشاء الحويصلات المحتوية على السم والتي اخترقت الجسم بمجرد الملامسة، ويمنع تفريغ محتواها السميّ، لكن للأسف يساعد الحويصلات المفتوحة على إكمال تفريغها، أما عن الغسل بالمياه المالحة فهو الخيار الأمثل كخطوةٍ أولى، وأما الغسل بالمياه العذبة أو البول فإنه سيساعد على تفريغ محتوى الحويصلات التي لم تَفرُغ بعد بل إن البول سيهيّج ألم اللسعة، وهذه إسعافاتٌ أوليةٌ لكن بالطبع يُوصى بالاستشارة الطبية.
#كيمياء
#الباحثون_المسلمون