قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- “السواك مطهرة للفم مرضاة للرب” و جاء في الصحيحين قال “لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة”، من هنا تبوأ السواك (أو المسواك) منزلة عظيمة عند المسلمين، لكن في الحقيقة لم يقتصر الاهتمام بالسواك على المسلمين فحسب كما سنوضح في هذا المقال؛ فهل توصل العلم لشيء بخصوص هذه الرحمة؟ تابعوا معنا، وتحققوا من المصادر العلمية.
يُتخَذ السواك غالبًا من شجر الأراك Salvadora Persica وتحديدًا من الجذور في المقام الأول وأحيانًا من السوق والأغصان، لذلك سنركز على الأراك في مقالنا هذا.
ترجع قدرة السواك التي سنتحدث عنها إلى الحركة الميكانيكية للألياف وكذلك المواد الكيميائية المتحررة من السواك.
● السواك والكائنات الدقيقة
– يحتوي نبات الأراك على مواد لها خواص مضادة لأنواع كثيرة من البكتريا الموجودة في تجويف الفم والمسببة للتسوس مثل الجراثيم العقدية المطفرة، والإنفلونزا والملبنة الحمضنة Streptococcus mutans وHaemophilus infuenzae وLactobacillus acidophilus وغيرها.
– أكدت الأبحاث النشاط المضاد للبكتيريا في مستخلصات السواك وأُثبتت علميًا أن مستخلصات نبات الأراك مساوية في الفعالية لمطهرات الفم المحتوية على مادة chlorohexidine gluconate؛ حيث إن لتلك المادة تأثيرًا مضادًا للبكتيريا والفطريات والمتصورات (كائنات طفيلية) عندما تُستخدم بالتركيزات المثلى.
Antimicrobial extracts are obtained from different parts of S. persica. It has been proven scientifically that these extracts are equally effective compared to the efficacy of oral disinfectants including chlorohexidine gluconate
– كما أشارت دراسة أن مستخلصات السواك لها تأثير مضاد للبكتيريا المقاومة للأدوية multidrug resistant bacteria، ومن أمثلة تلك المضادات البكتيرية (التي تثبط نمو بعض أنواع البكتيريا وإنتاجها للحمض) مادة BITC وهي الناتج النهائي المشتق من التحلل الإنزيمي للglucosinolate الموجود في نبات الأراك وهي أيضا مادة مضادة للمواد السامة جينيًا والمسرطنة، وللنوع الأول من فيروس الحلأ البسيط.
BITC is an end-product derived from the enzymatic hydrolysis of the glucosinolate present in the plant. BITC is a chemopreventive agent that is thought to prevent cariogenic and other genotoxic compounds from reaching or reacting with target sites on the treated tissue. ( At a concentration of 133.3 μg/ml, BITC was found to have virucidal activity against Herpes simplex virus 1
– كما يحتوي الأراك على الكبريت (بنسبة معيّنة) بالإضافة إلى الزيوت الطيارة ومادة الSalvadorine، ولهذه المواد تأثير مضاد للبكتيريا وتنفرد مادة الSalvadorine بقدرتها على تنشيط اللثة، في حين تتميز الزيوت الطيارة مع طعم السواك وتأثير التسوك عمومًا بقدرتها على تحفيز إنتاج اللعاب مما يساعد على معادلة وتنظيم الباهاء (الأس الهيدروجيني) مما يمنع التسوس؛ حيث إنَّ التسوس يحدث بفعل الحمض الذي تصنعه البكتيريا.
– كما وجد أن غسل الفم بمستخلص السواك يمنع التسوس أيضًا عن طريق تحفيز الغدة النكافية التي تعمل على رفع الباهاء.
– وفي بحث قام به باحثون بمعهد Karolinska بالسويد على قطع من السواك على الآجار وجدوا أن للسواك تأثيرًا قويًا مضادًا للبكتيريا المرتبطة بالتسوس والتهاب اللثة؛ كما لوحظ أن السواك ينتج زيادة ملحوظة في الكلوريد؛ حيث يثبط التركيز العالي من الكلوريد تكوين جير الأسنان ويساعد في إزالة البقع من سطح الأسنان؛ وكذلك يحتوي على الكالسيوم، وتشبُع اللعاب بالكالسيوم يعزز إعادة تمعدن مينا الأسنان المهم لصحتها.
– وُجد أن للأراك نشاطًا مضادًا للميكروبات خاصة الجذر بفعل المكونات الأنيونية (أي سالبة الشحنة)، بل إن تأثير الجذر تفوق على تأثير غلوكونات هيكسيدين الصوديوم المضاد للميكروبات sodium hexidine gluconate وعلى هيبوكلوريت الصوديوم Sodium hypochlorite المستخدمة في غسولات الفم.
-يحتوي السواك على السيليكا التي تعمل ككاشطة، والتي – بالاستعمال المتكرر للسواك – يمكنها تقليل الترسبات البكتيرية – أحد أسباب انحسار اللثة -، كذلك تساعد على إزالة البقع من سطح الأسنان، ويحتوي السواك على الراتنجات التي تكوّن طبقة على مينا الأسنان فتحميها من التسوس، بالإضافة إلى الtanins التي تساعد في تقليل الترسبات والتهاب اللثة وكذلك فيتامين C الذي يعمل على التئام الجروح.
– كما يحتوي السواك على إنزيمات ومواد أخرى مضادة للأكسدة مما يجعل السواك أداة جيدة للحفاظ على نظافة الفم.
– وُجد أن المستخلصات المائية للسواك تقلل نمو الفطريات مثل Candida albicans بالإضافة إلى النشاط العالي المضاد ل Aspergillus flavus وغيرها من الفطريات.
Saadabi reported a high antifungal activity of the Salvadora Persica extract against Aspergillus fumigatus, Aspergillus flavus, Aspergillus niger, and Candida albicans
وفي دراسة أُجريت على الفئران أثبتت مستخلصات السواك فعالية في التسكين بعد حقنها به، كما أوصى باحثون باستعمال مستخلص السواك باعتباره مسكّنًا طبيعيًا لألم الأسنان.
● ما استفادته الشركات التجارية من هذه الأبحاث العلمية:
– نتيجة لما سبق أوصت منظمة الصحة العالمية باستخدام السواك، وبالفعل استخدمته المجموعة التشيكية”Yoni” في حملتها الدعائية عن فرشاة أسنان طبيعية تعمل كفرشاة ومعجون في نفس الوقت دون ذكر أنه سواك وكنا قد نشرنا عن ذلك مقال سابق.
– كما قامت إحدى العلامات التجارية لشركة Johnson & Johnson العالمية بإصدار غسول الفم Listerine Miswak Mouthwash الذي يحتوي على مستخلص السواك، وكانت الأبحاث قد أشارت إلى أن غسول الفم المحتوي على مستخلص السواك يقلل نزيف اللثة وبكتريا تسوس الأسنان.
– كذلك قامت شركة Sarakan بالمملكة المتحدة بإنتاج معجون أسنان يحتوي على مستخلص الأراك، وأوضحت دراسة أن معاجين الأسنان التي تحتوي على مستخلص السواك أكثر كفاءة في إزالة جير الأسنان مقارنة بالمعاجين العادية.
– كما تم أنتجت علكة بمستخلص السواك بواسطة شركة في تونس (لا نعلم هل ما زالت تعمل تلك الشركة أم توقفت) فليس الأمر بعجيب، ففي دراسة على 72 حالة يعانون من التهاب لثة معتدل، وُجد أن هناك نقص واضح في الترسبات والالتهاب والنزيف بعد استخدام علكة مستخلص السواك.
– لأن مستخلص السواك يحتوي على مواد مضادة للفطريات والميكروبات والتأكسد، فقد اقترح باحثون إدخال مستخلصات السواك في صناعة المواد الحافظة بعدما اختبروه على لحوم وأثبت فعاليته؛ إذ زاد مستخلص السواك من فترة الصلاحية وبدون أي أثار جانبية.
● السواك وفرشاة الأسنان:
– أجريت دراسةُ مقارنةٍ على مستخدمي السواك ومستخدمي فرشاة الأسنان وشملت 25 كائنًا دقيقًا بالفم فوُجدوا احتواء لعاب مستخدمي السواك على عدد أقل بشكل ملحوظ من البكتيريا المسببة للتسوس مقارنة بلعاب مستخدمي فرشاة الأسنان ما عدا نوع واحد من البكتيريا.
– أظهرت دراسة أُجريت في السودان أن ظهور التسوس عند مستخدمي السواك أقل من ظهورها عند مستخدمي فرشاة الأسنان.
– كما كشفت دراستان أن السواك يزيل جير الأسنان في مراحله المبكرة أفضل من فرشاة الأسنان.
– كذلك أظهرت دراسة أخرى أن السواك أفضل من فرشاة الأسنان من حيث العناية باللثة، كما لوحظ في دراسة مختلفة أن نسبة حدوث ألم في الأسنان لدى الذين يستخدمون السواك بانتظام أقل مما هو عند مستخدمي فرشاة الأسنان مع ضرورة الانتباه لاستخدامه بالطريقة الصحيحة وفقًا للسنة النبوية.
● ملاحظة ختامية من الباحثون المسلمون سعيًا منا لرفع المستوى الصحي في الأمة:
1- كان رسول الله رحمةً مهداة، وشرع لنا الله عن طريقه ما تصلح به حياتنا، وبعض الأمور التي شرعها متكاملة مع الأخرى؛ فاستخدام السواك مثلًا ثم تناول شيءٍ بعده مباشرةً (من يتناولون البسكويت طيلة النهار مثلًا) يعيد هذا التناول الغذاء للجراثيم في الفم ويغير من باهاءه (حموضته) فعلينا الانتباه لهذا الأمر.
1- يتفاوت الناس في إصاباتهم بمشكلات الأسنان؛ فتجد شخصًا لم ينظف أسنانه في حياته، ومع ذلك لم يزر طبيب الأسنان سوى عند اقتلاع الأسنان اللبنية – أو ربما لم يزره حتى – وأنت تنظف بالفرشاة يوميًا، ومع ذلك تزور الطبيب كل 4 سنين، لكن اتباع القواعد الصحية ينقص الضرر لديك عما قد يحدث في حال لم تتبع القواعد الصحية. وقد قدمنا لك في هذا المقال فائدة على هذا المستوى إن شاء الله.
3- استخدام السواك لا يعني حرمانك من فرشاة الأسنان، لن تموت إذا استخدمت الاثنان بل تحصل على فائدتين (فائدة النهار في السواك وفائدة ما قبل النوم وبعد الفطور بفرشاة الأسنان)
4- لا تنسى النية لوجه الله، فجزاء الآخرة خيرٌ من جزاء الدنيا.
5- {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ} [سورة الأعراف الآية: 157].
ودمتم أصحاء
المصادر: 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11