مرفق فيديو ساعة من اللقاء في أول تعليق
وإليكم تفاصيل اللقاء كاملا – وفيه أجزاء ليست في الفيديو
(ونعتذر عن أية مشاكل في التصوير أو مزامنة الصوت والتي تداركناها في اللقاء الثاني معه الذي تم بحمد الله يوم 30 سبتمبر 2018
البروفيسور الجزائري العالمي كمال يوسف تومي متخصص الهندسة الميكانيكية والروبوتات بمعهد ماساتشوستس MIT بأمريكا – والذي وافق على إجراء اللقاء معنا أثناء تواجده في الرياض – فتعامل معنا كوالد ناصح لأبنائه – وكأخ أكبر – واختار أن يجلس معنا (بكل تواضع منه) في مكان عربي بسيط وهو الذي سافر وعمل في قرابة 40 دولة
———————
ملخص اللقاء :
تم اللقاء في الرياض – ليلة الاثنين 23 محرم 1438هـ/ 24 أكتوبر 2016م – بساحة البجيري – القرية النجدية
يمكن تقسيم اللقاء إلى ما دار في الفترة الأولى (في قاعة تراثية) – ما دار في الفترة الثانية (عشاء خاص VIP) – ما دار في الفترة الثالثة (في نفس القاعة بعد العشاء) – علماً بأن اللقاء كان مخصص له من 8:30 إلى 10:30 مساء : ولكن الحمد لله كان البروفيسور سعيداً جداً بلقاء الشباب واستمر اللقاء قرابة منتصف الليل – وإليكم أهم ما دار فيه ….
———————
الفترة الأولى …
1- الترتيب للقاء
تم الاتفاق على اللقاء والتنسيق له مع سكرتاريا البروفيسور عن طريق الأخ ماجد عبد الغني كونه أحد دارسي دورات في MIT بأمريكا وعلى اطلاع بنشاط البروفيسور كمال – حيث علم بحضوره للسعودية / الرياض لإلقاء محاضرة في جامعة الملك سعود بعنوان (مستقبل الروبوتات) صباح يوم الثلاثاء 24 محرم 1438هـ/ 25 أكتوبر 2016م – فتمت المراسلات قبل ذلك بوقت كاف يصل إلى أكثر من شهر ونصف تقريباً
———————-
2- مكان تراثي
كان موعدنا الرسمي هو من الساعة 8:30 إلى 10:30 مساء الاثنين 23 محرم 1438هـ/ 24 أكتوبر 2016م – حيث مررنا على البروفيسور في فندق الفور سيزون بالرياض وذلك ليستقل معنا السيارة الخاصة إلى المكان الذي تم اختياره لقضاء الأمسية اللطيفة مع البروفيسور كمال – حيث كان مكاناً تراثياً معبراً عن الأجواء العربية (كنوع من أنواع التغيير عن أجواء الفنادق والأجواء الرسمية) – وبالفعل كان اللقاء في ساحة البجيري في القرية النجدية مع عشاء خاص VIP في مطعم القرية
———————–
3- الحضور
حضر اللقاء مجموعة من الشباب المحب للعلم والمعتز بإسلامه والفخور بعلم وتدين البروفيسور كمال والذي يقيم الحُجة على كل مَن يزعم أن الدين يعيق الإنجاز في العلم أو يقف في طريق وصول صاحبه إلى التميز والعالمية – فحضر اللقاء شباب من : الجزائر والسعودية ومصر والأردن والسودان
———————–
4- استنكار
في السيارة وقبل الوصول إلى القرية النجدية دار حديث بيننا وبين البروفيسور كمال – حيث وضحنا فيه ما هي مبادرة (الباحثون المسلمون) وما هي أهدافها – وما هي أهميتها اليوم وسط الكثيرين الذين صاروا يتخذون من الصفحات العلمية ستاراً لنشر أفكار الإلحاد والشذوذ الجنسي والخمر ولحم الخنزير والإباحية والتطور الصدفي العشوائي – وقد استنكر البروفيسور كمال كل ذلك وخصوصاً موضوع التطور الصدفي العشوائي (وسوف يتم الإشارة إليه في اللقاء عند حديثه عن الروبوتات ومدى إبداع الله في خلقه الذي يقلده العلماء)
———————–
5- السؤال عن عوائق إبداع الشباب
جلسنا في القاعة التراثية المحجوزة لنا – حيث تم التعريف السريع بالبروفيسور كمال الذي أبدى سعادته بالجلسة العربي وراحته فيها (الجلسة العربي تكون على سجاد الأرض ومعها وسائد وأرائك للاستناد عليها) – بل وشكر الحاضرين على إتاحة هذا اللقاء (وهذا من تواضعه الجم إذ نحن كنا الساعين لهذا اللقاء والأسعد بقبوله له) ثم بدأنا أول الأسئلة وهو عن وسائل النهضة بالتعليم لإخراج إبداعات الشباب الموهوبين ؟
———————–
وكان ملخص إجابة البروفيسور كمال هو حديثه عن الشباب عموما وما يحتاجونه من تأسيس أخلاقي وعلمي وتكاتف من ظروف المجتمع لصالحهم – كما أشار البروفيسور كمال لأهمية الإيمان في قلب الشاب أو الباحث لأنه يحمل نية صافية لإفادة الناس بينه وبين الله – وهذا ما قد يهون عليه الكثير من المصاعب – فالله تعالى يجازيه ويبارك له في وقته – حتى أن البروفيسور ذكر أنه قد ينام ساعات قليلة جداً من الليل أحياناً تصل إلى ساعتين أو ثلاث ولكنه يدعو الله قبلها أن يرح قلبه وعقله وأن يوقظه لصلاة الفجر !!
فسبحان الله على مَن إذا قلت ساعات نومهم اتخذوها حُجة للنوم عن صلاة الفجر !! أي العكس تماماً
———————–
6- لغة صعبة
وهنا ملحوظة هامشية – وهي المعاناة الواضحة للبروفيسور من أول حديثه المتواصل مع الشباب بسبب تحدثه بأكثر من لغة وخاصة الإنجليزية (والبروفيسور عمل في قرابة 40 دولة) – ولذلك فقد أخبره الشباب بأنه يمكنه التنويع في كلامه بأكثر من لغة كما يريد أو يستخدم المصطلحات الإنجليزية عند الحاجة وهم سيفهمونها لأن أكثر الجالسين هم على درجات عالية من التعليم والتخصص
———————–
7- السؤال عن صفات الباحث العلمي الناجح
حيث سألنا البروفيسور عن أهم صفاته الشخصية التي وجد أنها كانت خير معين له في وصوله إلى تفوقه ومكانته الحالية ويرى أنها مفيدة لكل باحث يريد تحقيق حلمه أو اختراعه بعيدا عن الشهرة والتكسب المادي ؟
———————-
وكانت إجابة البروفيسور كمال في البداية هي توضيح أن الغرض المادي أو الشهرة والبدء بهما عند بعض الشباب هو مسلك خاطيء تماماً وغير حكيم – وأما الصواب فهو أن الإنسان يستشعر أنه في هذه الدنيا لغاية – وأنها غاية حسنة – ومن ثم عليه تطوير نفسه لتحقيق هذه الغاية – وعليه عدم الاكتفاء بقشور التخصص الذي يريده والمعلومات التي على السطح فقط – عليه بتثقيف نفسه في مجاله كل يوم – وفي سبيل كل ذلك هناك بالتأكيد معاناة ومصاعب – لذلك فالصبر مطلوب – وخصوصا أن المسلم دونا عن أي احد آخر إذا جاءه شيء جيد فإنه يجمد الله – وإذا أتاه شيء غير مرغوب فإنه يعلم أنه لحكمة – لذلك فهو لديه نظرة متفتحة ومستبشرة أكثر للحياة
———————–
8- السؤال عن الصدمات والسقطات في طريق الباحث
حيث وجهنا سؤالاً للبروفيسور كمال بخصوص هل تعرض لمثل هذه الصدمات في حياته العلمية من قبل ؟ لأن بعض الشباب إذا وقعت له مثل هذه الصدمات أو السقطات فقد يتراجع أو ينهار أو يتوقف ؟
وأجاب البروفيسور كمال أنه تعرض لمثل هذه الأشياء من قبل كثيراً .. ولكنه تعود أن يواجهها ولا يهرب منها أو يتراجع أو ينهار – وكان يتمثل في ذلك قول سيدنا موسى عليه السلام : ” إن معي ربي سيهدين ” – حيث كان لديه الثقة دوماً في إعانة الله تعالى له لأنه مخلص في نيته لله
———————–
9- إجابة طريفة
وهنا نأتي لواحدة من أكثر لحظات اللقاء طرافة – وذلك حينما سألنا البروفيسور كمال عن أمل معين له أو هدف أو مشروع معين يريد أن يحققه في مجال الروبوتات أو الهندسة الميكانيكية ولم يحققه بعد ؟
فكانت الإجابة بطريقة طريفة من البروفيسور كمال أنه لا يستطيع أن يقول ذلك ? فهي أسرار عمل
———————–
10- سؤال عن المجال الذي يعمل فيه البروفيسور أكثر ؟
وبعد اللحظات الطريفة السابقة : أعدنا السؤال مرة أخرى حيث الآن مثلاً صرنا نرى دخول الروبوتات مع مجال النانوتكنولوجي في مجال الطب والوصول لأجزاء دقيقة داخل جسم الإنسان لأداء مهام معينة أو علاجه – فهل هذا المجال يعمل فيه البروفيسور كمال ؟ أم يميل أكثر لمجال الروبوتات الأخرى مثل روبوتات اكتشاف أماكن معينة مثل ما تحت الماء وهكذا ؟
فأجاب البروفيسور بأنه في مجالهم ومع فرق عملهم هم جاهزون للعمل في كل ما يخدم الإنسان
————————
11- قصة السمكتين
ويواصل البروفيسور كمال كلامه فيذكر مثالا على ما سبق وهو مساعدة الإنسان مثلاً في اكتشاف ما تحت الماء في بيئته الطبيعية بدون تدخل من الإنسان – وهي قصة الصورة الشهيرة للبروفيسور وهو ممسك بسمكتين ملونتين صغيريتين من الروبوتات
————————
حيث ذكر أن بلاد سنغافورة كانت تريد استكشاف بيئتها البحرية المحيطة بها في الأعماق (مثل السمك والنباتات والقاع ونحوه) ولكن دون أن تؤثر على شيء (لأن الأسماك مثلا تهرب عند اقتراب الإنسان منها لأنه لديها قدرات استشعار وإحساس دقيقة ورهيبة) – ومن هنا جاءت فكرة عمل سمكتين تشابهان كثيراً السمك الحقيقي بحيث يمكنهما النزول للأعماق وجمع المعلومات المطلوبة – وهو ما تطلب مجهوداً كبيراً جداً لمحاكاة بعض صفات وحركة السمك الحقيقي الذي يفوق الروبوتات بأضعاف مضاعفة من الدقة والانسيابية والإحكام
————————
12- البروفيسور كمال والإلحاد
وهنا سألنا البروفيسور كمال : أنه كثيراً ما نشير في مقاطعنا في الباحثون المسلمون إلى علم محاكاة الطبيعة أو البيوميميتيك – فهل يستفيد البروفيسور كمال من دراسة الكائنات الحية أيضاً ؟ وهنا يجيب البروفيسور أن نعم – مثل دراسة السمك قبل عمل هاتين السمكتين – فواصلنا سؤاله قائلاً : ما رأيك يا دكتور أنه هناك بعض الناس يقولون أن مثل هذه المخلوقات الدقيقة سواء تلك الأسماك أو غيرها : يمكن أن يظهر بالصدفة والعشوائية ؟
وهنا يرد البروفيسور كمال بالاستنكار وأنه لا يؤمن بمثل هذه الأشياء من إلحاد وغيره – ولا بأن الإنسان ولا الكائنات الحية يجيئوا صدفة – فمثلاً الكرة الأرضية بدرجة ميلها أمام الشمس الدقيقة ليتسبب عن ذلك الفصول الأربعة – وأيضاً دقة المسافة بينها وبين الشمس إذ لو اقتربت أكثر أو ابتعدت أكثر لكان الموت المحقق – وأخذ البروفيسور يذكر من هذه الأمثلة الكثير ليؤكد على تميز الأرض وتخيل الحياة المقفرة مثلاً على سطح القمر بلا حياة ولا نباتات أو شجر إلخ
————————
13- القدوة بالأفعال لا بالأقوال فقط
وهنا سألنا البروفيسور كمال : ما هي الأشياء المعينة التي تزرعها في أبنائك ليواجهوا بها الحياة ؟
وكان مختصر إجابة البروفيسور كمال هي أن القدوة والأفعال هي الأهم من الأقوال – فحتى الأطفال صغيري السن ينتبهون إلى أفعال والديهم وسيقلدونها أو يتأثرون بها (عمل رجل في ألف رجل خير من قول ألف رجل في رجل)
————————
14- رسالة التدريس
انتقلنا لسؤال آخر وهو : هل دور البروفيسور كمال في التدريس يقف عند حد التعليم الأكاديمي فقط ؟ أم أنه يهتم كذلك بحالة الطالب سواء دراسات عادية أو عليا أو دكتوراه وتشجيعه إذا شعر منه بانهزامية أو خوف فشل إلخ ؟
فأجاب البروفيسور كمال بأنه نعم .. فإنه عليه مسؤولية – ولا يجب أن يأخذ الإنسان وظيفته كمصدر للدخل والراتب فقط – فالوظيفة وسيلة وليست غاية (يقصد وسيلة لمنفعة الناس والعلم في الأصل) – فهناك أشياء أخرى في الوظيفة – فمثلاً عندما يدخل عليك الطالب وترى في وجهه شيئاً غير عادياً فإنك تسأله عن ظروفه لتساعده – فالإنسان ليس آلة
————————
15- الموهبة لا تغني عن الدراسة والمثابرة
وهنا كان سؤال آخر منا وهو : معلوم أن هناك دور كبير للموهبة والذكاء الفطري عند أي إنسان أو باحث – ولكن يوجد أيضا شق آخر يمكن تنميته لمَن يحلم بالسلك الأكاديمي أو تحقيق أهدافه العلمية – فكيف يمكن تقوية هذا الشق من البحث أو القراءة أو متابعة الأخبار الجديدة والاحتكاك بالخبرات
فأجاب البروفيسور كمال : أنه حتى الإنسان الموهوب إذا لم يتدرب ويطور موهبته ويثقلها فسيفقدها – ولكن الإنسان يضع هدفاً ويثابر على تحقيقه حتى لو طال به الوقت
————————
16- نصيحة للمهتمين بمجال الروبوتات
امتداداً للسؤال السابق سألنا البروفيسور عن نصيحة خاصة لمحبي مجال الروبوتات ؟
فأجاب أن مجال الروبوتات أولا قد صار مجال مهم لأنه يجمع بين أكثر من تخصص مثل الهندسة الميكانيكية والبرمجيات والإلكترونيات – فضلاً عن تطبيقاته المتعددة اليوم مثل الطب والصناعة وخدمة الإنسان – وعليه : فكل طالب عليه أن يرى إلى أي مجال يميل أكثر في الروبوتات ؟ هل مجال البرمجيات أم التصميم مثلاً أم التحكم ؟ أيضاً الكثير من البلدان وخاصة ذات الكثافة السكانية العالية – كان منذ سنوات مستوى التعليم منخفض فكان يعمل أكثرهم في المصانع ونحوه – أما الآن مع ارتفاع مستوى التعليم والشهادات العليا فصار على هذه الوظائف أن تشغلها الروبوتات – وبذلك صار مجالاً ضرورياً ومهماً