طفيلي الملاريا من الطفيليات التي اكتسبت شهرةً حول العالم؛ وذلك لما يفتك به من ضحايا بعد أن يتربع على عرشه في كريات الدم والكبد….
الملاريا مرضٌ تسبّبه طفيلياتٌ من فصيلة المتصوّرات التي تنتقل بين البشر من خلال لدغات أجناس بعوض الأنوفيلة الحامل لها، التي تُسمى (نواقل الملاريا).
هناك خمسة أنواعٍ من المتصوّرات التي تسبّب الملاريا البشرية، ونوعان منها هما (المتصوّرة المنجلية والمتصوّرة النشيطة) تسببان تهديدًا كبيرًا.
المتصوّرة المنجلية: هي طفيلي الملاريا الأكثر انتشارًا في القارة الإفريقية، وهي مسؤولةٌ عن معظم الوفيات الناجمة عن الملاريا على الصعيد العالمي.
المتصوّرة النشيطة: هي طفيلي الملاريا السائد في معظم البلدان خارج إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.
الملاريا من الأمراض الحموية الحادة، وتظهر أعراضه بعد مضي سبعة أيامٍ أو أكثر (10 أيامٍ إلى 15 يومًا في غالب الأحيان) من التعرّض للدغة البعوض الحامل له.
قد تكون الأعراض الأولى (الحمى والصداع والارتعاش والتقيّؤ) خفيفةً وقد يصعب التنبؤ من خلالها بالإصابة بالملاريا، ويمكن أن تتفاقم الإصابة بالملاريا المنجلية إذا لم تُعالج في غضون 24 ساعةً إلى مرضٍ وخيمٍ يؤدي إلى الوفاة في كثيرٍ من الأحيان.
ويظهر على الأطفال المصابين بحالاتٍ وخيمةٍ واحد أو أكثر من الأعراض التالية:
فقر دمٍ وخيمٍ.
أو ضائقةٌ تنفسيةٌ من جرّاء الإصابة بحماضٍ استقلابي.
أو ملاريا دماغيةٌ.
وعادةً ما يُشاهد لدى البالغين أيضًا تعرّض أعضاء متعدّدةٍ من أجسامهم، وقد تظهر لدى بعض الأشخاص في المناطق التي تتوطنها الملاريا مناعةٌ جزئيةٌ ضدّ المرض ممّا يفسّر حدوث حالاتٍ عديمة الأعراض (الطفيلي موجودٌ لكن دون تسبيب أعراضٍ).
تتعدد طرق الوقاية من هذا المرض لكن يبقى القضاء على الطفيلي باستخدام جهاز المناعة البشري وسيلةً فعالةً للقضاء علي هذا المرض. وهنا يأتي الحديث عن عقار السناريا sanaria.
هو لقاحٌ صُمم بالتقنيات الحيوية للوقاية من مرض الملاريا، وذلك بحقن طفيلي الملاريا الحي المعالج تقنيًا في الأشخاص الأصحاء لكن يضاف لتلك الحقنة دواء الكلوروكين وهو قاتل الملاريا.
يقوم الجسم بالتعامل مع هذه الطفيليات الميتة على أنها الملاريا فعليًا فينتج أجسامًا مضادهً تقيه خطر الإصابة عند التعرض الفعلي لهذا الطفيلي المسبب للمرض؛ وبهذا يستطيع الجسم القضاء على الملاريا قبل انتشارها ووصولها للكبد.
وقد خضع هذا العقار للتجربة؛
جُرب اللقاح على مجموعةٍ صغيرةٍ من الأصحاء عددهم 67 شخصًا، تسعةٌ منهم أظهروا أفضل نتائج الوقاية مع العلم أن هؤلاء التسعة تلقوا أعلى جرعات العقار.
ما تبقى منهم أظهرت نتائجهم استجابةً تتراوح من 33٪ إلى 67٪ مع العلم أنَّ هؤلاء تلقوا جرعاتٍ أقل، لهذا خلصت التجربة إلى أنَّ نتائج اللقاح تكون أكثر إيجابيةً بالجرعات العالية، وهذا لا يمنع استخدامه لأنَّه لا يبدي آثارًا جانبيةً خطيرةً بالجرعات العالية.
مع العلم أن اللقاح لا يزال في المرحلة الثانية من التجربة والتي تعني إجراء التجارب على مجموعةٍ من الأصحاء.
وتأتي المرحلة الثالثة وهي إجراء التجارب على المرضى في دول إفريقيا والمعد لها فيما بعد في دولة الجابون.
دمتم بصحة وعافية