« نسي قاسمٌ -غفرً الله له- أن للثياب أخلاقًا تتغير بتغيرها، فالتي تُفْرغُ الثوب على أعضائِها إفراغَ الهندسة، وتلبس وجهَها ألوانَ التصوير, لا تفعل ذلك إلاّ وهي قد تغير فهمُها لِلفضائل؛ فتغيرَتْ بذلك فضائِلُها، وتحوّلتْ من آياتٍ دينيةٍ إلى آياتٍ شعرية. ورُوحُ المسجدِ غيرُ روح الحانة، وهذه غيرُ رُوحِ المرقص، وهذه غيرُ روحِ المخدع، ولكل حالةٍ تلبس المرأةُ لبسًا فتُخفي منها وتُبدِي. وتَحريكُ البيئةِ لِتتقلب، هو بعينهِ تحريكُ النفس لتتغيرَ صفاتُها. وأين أخلاقُ الثيابِ العصريةِ في امرأةِ اليومِ, من تلك الأخلاقِ التي كانَتْ لها منَ الحجابِ؟ تبدلتْ بمشاعرِ الطاعة، والصبرِ، والاستقرار، والعِناية بالنسلِ، والتفرًُّغ لإسعاد أهلِها وذويها, مشاعرَ أخرى، أوَّلُها كراهيةُ الدارِ والطاعةِ والنسل؛ وحسبُك من شرٍّ هذا أولُه وأخفُّه! ».