لماذا ارتفع معدل الوفيات بكورونا إلى 6%؟!
هل هو ارتفاع حقيقي؟!
ذكرنا في مقالنا “الفرق بين كورونا والانفلونزا وحساسية الأنف والرشح” أن معدّل الوفيات الخام العالمي للمصابين بفيروس الكورونا الجديد حوالي 3-4٪، أما الآن فقد ارتفع معدل الوفاة العالمي ليصل إلى 6٪ فما الذي حصل؟! وهل حقًا ارتفعت النسبة؟
?(ملاحظة: الأرقام والنسب مأخوذة بتاريخ 11/4 يوم إعداد المقال؛ فستكون هنالك اختلافات بسيطة).
في الحقيقة قد تتفاجؤون إن قلنا لكم أن النسبة هي نفسها القديمة في كل بلدان العالم تقريبًا. لكن هنالك 6 دول ارتفع فيها المعدل بدرجة كبيرة ما جعل الناس يظنون أن النسبة مرتفعة في كل العالم. حيث ارتفع معدل الوفاة في بعض البلدان مثل (إيطاليا، إسبانيا، فرنسا، بريطانيا، بلجيكا، هولندا) التي سجلت وحدها (هذه الست) أكثر من 60٪ من حالات الوفاة العالمية. فبلغ إجمالي حالات الوفاة بها مجتمعة 63,214 حالة ليصل معدل الوفاة في كلٍ منها بالفيروس إلى أكثر من 11٪. لكن باستثناء هذه الدول، نجد أن متوسط الوفاة العالمي في بقية دول العالم يساوي 3.5٪! (كالنسبة القديمة).
قد يرجع اختلاف معدل الوفاة من دولة لأخرى لعدة أسباب منها:
? الأعمار الوسيطة في هذه البلدان:
تعلمون أن أغلبَ حالات الوفاة بالكورونا تكون لكبار السن (حفظهم الله وهدى غير المسلمين منهم). وكما تلاحظون أكثر حالات الوفاة تم تسجيلها في القارة العجوز أوروبا حيث يتخطى العمر الوسيط في البلدان المذكورة سابقًا الأربعين عامًا (أي نصف السكان تحت هذا العمر، والنصف الآخر فوقه) فمثلًا العمر الوسيط في إيطاليا حوالي 46 عام! لذا من الطبيعي جدًا أن تكون النسبة مرتفعة هناك.
ويعتبر العمر الوسيط في هذه البلدان مرتفع جدًا إذا قارناه بالعمر الوسيط في بلدان مثل مصر (حوالي 24.6 عام) وسوريا (حوالي 25.6 عام) وحتى الصين التي يبلغ العمر الوسيط فيها بين 38.4 عام.
? الإمكانات والإستعدادات الطبية:
تؤثر إمكانيات الدول على معدل الوفيات، حيث تساهم الإمكانات المتوفرة والاستعدادات في توفير العناية للحالات الحرجة، مما يقلل حالات الوفاة. وقد أرجعَ مسؤول لجنة الصحة الوطنية بالصين NHC ارتفاع معدل الوفاة في ووهان عن معدل الوفاة الوطني بالصين إلى نقص الموارد، حيث لا يوجد سوى 110 سرير رعاية حرجة في المستشفيات الثلاثة التي تم إرسال معظم الحالات إليها.
? عدم معرفة العدد الحقيقي للإصابات:
نسبة الوفيات تؤخذ من قسمة عدد الوفيات على عدد من أُثبتت إصابتهم، لكن كل الذين يموتون بالفيروس تقريبًا يُعرف أنهم ماتوا به، أما المصابين فالنسبة الغالبة منهم تكون لديهم أعراض خفيفة، فلا يذهبون لتلقي العلاج ولا تُكشف إصابتهم. وهذا أمر شائع عند تقدير معدل الوفاة في بداية انتشار عدوى فيروسية -جديدة- لذا يعتبر معدل الوفاة الحالي غير مُعبِّر عن النسب الحقيقية للوفيات.
وقد أكد هذا “نيل فيرغسون” خبير الصحة العامة في كلية إمبريال في المملكة المتحدة، إن “أقرب تخمين” هو أن هناك 100,000 شخص مصاب بالفيروس مع أن الحالات المؤكدة كانت فقط 2000 حالة في ذلك الوقت. الرقم الوحيد المعروف حاليًا هو عدد الأشخاص الذين ماتوا من بين الأشخاص الذين تم إبلاغ منظمة الصحة العالمية عن إصابتهم، وبالتالي لا يزال من المبكر جدًا الإدلاء بأي تصريحات قاطعة حول معدل الوفيات الإجمالي لفيروس كورونا الجديد.
في الختام خذوا بالأسباب، وكأنها كل شيء وتوكلوا على الله وكأن الأسباب ليست بشيء. وراجعوا مقالنا عن طرق الوقاية.
دمتم سالمين.