السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اما قبل
فاني احمد الله جل فى علاه ان هداني الى هذا العمل وما كنت لاهتدي لولا ان هداني واصلي واسلم على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد ﷺ وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين فاني اكتب هذا العمل خالصا لوجه الله فان اخطات فلى اجر وان اصبت فلى اجران
ثم اما بعد فقد شغل بالي فى الايام القليلة الماضية بعضا من الاسئلة عن حالنا كمسلمين وكعرب وهل نحن راضون عن الحال الذي نحن عليه الان؟ وهل نحن حقا متاخرون عمن حولنا علميا ثقافيا واقتصاديا؟ عزيزي القارئ نحن حقا متاخرون لكن السؤال الاهم هو ان نسال ما هو المعيار الذي هو على اساسه نقيس تاخرنا او تقدمنا فالمعيار الاساسي الذي يجب ان نقيس به هو كيف كنا فى الماضي -كمسلمين- ثم ننظر الى الذي انتهى به المطاف بنا الان؟ حقا انه انسحاق حضاري فقد تخلينا عن مبادئنا وديننا وقيمنا من اجل المادة ليس عيبا ان نطلع على الحضارات الاخرى وان نتشارك معا لكن العيب الحقيقي هو ان ننسحق لهذه الحضارات وننسى اننا نحن الذين صدرنا العلوم لهذه الحضارات حتى ازدهرت وذاع صيتها. يقول الشيخ محمد عبده عندما زار اوروبا “رأيت في أوروبا إسلاما بلا مسلمين وفي بلدنا مسلمين بلا إسلام” المشكلة الرئيسية هى اننا نسينا نسينا اشياء كثيرة واولها نسينا الاسلام وتخلينا ونسينا عدونا الحقيقي وصرنا نحن-العرب- نحارب بعضنا بعض فقد انجحنا استراتيجية العدو فى اخمادنا واطفاء نور حضارتنا لكن ترى ما الحل؟ الحل من وجهة نظري يكمن بداخلنا وقد يعلمه الكثيرون منا وهو الاتحاد مرة اخرى فى وجه العدو كما حدث فى مثل هذا اليوم فى حرب اكتوبر المجيدة نعم قد تدهورت احوالنا وتراجعنا لكن لكل جواد كبوة فلتكن هذه كبوتنا ولنستغلها احسن استغلال لنخرج منها افضل مما كنا ولنراجع ما قد نسيناه وتخلينا عنه فلنتوب اولا الى الله ثم نبدا فى ترتيب اولوياتنا وتوحيد صفوفنا وتكثيف جهودنا حتى تشرق شمس حضارتنا من جديد ولنحارب عدونا بنفس سلاحه الا وهو العلم وكلنا ثقة بالله اننا سننتصر لاننا على حق ولندرك جيدا ان العلم هو النور الذي منحنا الله اياه ولكننا لم نرع تلك النعمة ولم نصنها فنور الله لا يهدى لعاص ونحن كلنا عاصون وانا اولكم لكن علينا ان نستمسك بالعروة الوثقى التى لا انفصام لها ونحكم عقولنا قبل عواطفنا فى اتخاذ القرارات ولنا فى رسول الله ﷺ اسوة حسنة فى غزوة بدر وفى جيشنا المصري قدوة فى حرب السادس من اكتوبر وناخذها دفعة لنا من اجل اشراقة جديدة لا تنطفئ ابدا باذن الله وفقني الله واياكم الى ما يحبه ويرضاه سبحانك اللهم وبحمدك نشهد ان لا اله الا انت نستغفرك ربنا ونتوب اليك والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.