وأنت جالس في المقعد الأخير من السيارة، عيناك مركزتان على الكتاب الذي تقرؤه، وبحسب رؤيتك المحيطية لما حول الكتاب فإنّ محتويات السيارة ثابتة. ولكن، مع مطبّات الطريق، والتفاف السيارة بين الفينة والأخرى، وازدياد سرعتها أحيانًا، فإنّ أذناك تقولان لك: كلا، أنتَ تتحرّك (حيث يوجد فيهما مركز التوازن)؛ وهذا ما يسبب الدوران والغثيان عند البعض، فيما يسمى بـ “دوار الحركة”.
يقوم كلّ من: بروفيسور الأعصاب (تيموثي سي. هاين Timothy C. Hain)، ومدير مختبر (Man Vehicle) في جامعة MIT (تشارلز م. اومان Charles M. Oman) بشرح الأمر لك:
ليستطيع الإنسان تحديد موقعه، يقوم الدّماغ بتجميع المعلومات من مختلف المصادر، بما فيها البصر، اللمس، والأذن الدّاخليّة والمفاصل.
ويُعدّ دور الأذن الدّاخلية مهمًا لأنها تحتوي على مجسّات لنوعي الحركة: حركة زاوية (القنوات الهلالية) وحركة خطّية (Otoliths). هذه المجسّات تسمّى “الجهاز الدهليزي”.
في الحالة الطبيعية، تتفق جميع المعطيات والحواس. ولكن عندما لا تتفق (كما يحصل معك وأنت في السيارة ) يزداد الصّراع وبالتالي تُصاب أنت بدوار الحركة (والذي قد ينتج عنه توهان مكاني وغثيان وقد يحصل قيء).
ما #الحل؟
إذا شعرت بالغثيان في حالة السيارة فكلّ ما عليك فعله هو النظر من النافذة؛ فسائق السيارة -مثلًا- لا يُصاب بالغثيان، وذلك ليس لأنه يحصل على معلومات دقيقة من أذنه الداخلية وعينيه فقط، بل لأنه هو نفسه يتحكم بالسيارة ويستطيع توقع الالتفافات والتسارع والتباطؤ.
والأمر نفسه شائع كثيرًا في السفن، فيحدث الشعور بالغثيان عادة إذا كنت في الطوابق السفلى حيث لا يمكنك رؤية ما في الخارج. ويحدث أن يلازمك هذا الشعور بعدما تعود إلى اليابسة لساعات أو ربما لأيام؛ لذلك اصعد على ظهر السفينة حيث يمكنك رؤية الأفق.
ولا ننسى رحلات الفضاء، فبعد أن اعتاد جسمك على الجاذبية الأرضية وتأثيرها على أجسادنا، سيخلق خروجك إلى الفضاء حيث “لا جاذبية” تضاربًا حسيًا. ويعاني (75%) من روّاد الفضاء من دوار الحركة أثناء رحلتهم الأولى.
وبحسب هذا الفرضيّة، فإنّ الشّعور بالغثيان والقيء حالما يتضارب النّظام الدهليزي يؤدي إلى زوال سبب الاضطراب.
كما أنَّ هنالك بعض الأدوية يمكن أن تساعد في مثل هذه الحالات (منها الهيوسين) قد يصفها لك الطبيب للمساعدة أيضًا على تخفيف حصول هذه الحالة.