على أنّ هذا الذي يسميه القوم حرّية للمرأة، ليست حرّية إلاّ في التسمية، أمّا في المعنى فهو كما ترى:
إما شرود المرأة لالتماس الرزق؛ حين لم تجد الزوج الذي يكفيها، أو الأب الذي يعولها، أو يكفيها ويقيم لها ما تحتاج إليه؛ فمثل هذه حرّة حرّية النكد في عيشها! وليس بها الحرية، بل هي مستعبدة للعمل شر ما تستعبد امرأة”.
– “وإما انطلاق المرأة في عبثاتها، وشهواتها مستجيبة ؛ بذلك إلة انطلاق حريّة الاستمتاع في الرجال ، بمقدار ما يشتريه المال ، أو تعين عليه القوّة أو يسوغه الطيش أويجلُبْهُ التهتك، أو تدعوا إليه الفنون؛ فمثل هذه هي حرّة حرية سقوطها؛ وما بها الحرية ، بل يستعبدها التمتع.
و الثالثة حرية المرأة في انسلاخها من الدين و فضائله، فإنّ هذه المدنية قد نسخَتِ حرامَ الأديان و حلالَها بحرام قانونيّ و حلال قانونيّ، فلا مسقطة للمراة و لا غضاضةَ عليها قانونيا … فيما يعد من قبِلُ خِزْيا أقبحَ الخزي و عاراً أشدّ العار؛ فمثل هذه حرّة حرية فسادها، و ليس بها حرية، و لكن تستعبدها الفوضى.
– “و الرابعةُ غطرسة المرأة المتعلمة، و كبرياؤها على الأنوثة و الذكورة معاً؛ فترى أنّ الرجل لم يبلغ بعدُ أن يكون الزوج الناعم كقفاز الحرير في يدها، ولا الزوج المؤنثَ الذي يقول لها نحن امرأتان … فهي من أجل ذلك مُطْلَقة مُخَلاّةٌ،كيلا يكون عليها سلطان ولا إمرة، فمثل هذه حرة بانقلاب طبيعتها وزيغها، وهي مستعبدة ،لهوسها وشذوذها وضلالها، شرَّ ما يكون الاستعباد.
حرية المرأة -في هذه المدنية- أَوَّلُها ما شئتِ من أسماء وأوصاف، ولكن آخرها دائماً: إما ضياع المرأة، أو سقوط المرأة”