ماذا تعرفون عن متلازمة الضائقةِ التّنفسيةِ الوليديةِ (NRDS) ؟
يُصاب بهذه المتلازمة الأطفال حديثو الوِلادة عند عَدَمِ اكتمال نُموّ الرّئتين لديهم مع إمكانية توفير الأوكسجين الكافي، وتُصيب عادةً الأطفال الخُدّج.
لها عِدّة أسماء أُخرى:
مرض الغشاء الزجاجي (الهلاياني).
متلازمة الضّائقة التنفسية لِلرضع.
متلازمة الضائقة التنفسية لحديثي الولادة.
مرض عوز العامل الرئوي الفعال على السطح (surfactant SDLD).
ما سَبب الإصابة بـ NRDS؟
أ- غالبًا، عدمُ تواجد كمّية كافية مِن العامل الفعال على السطح في الأسناخ الـ surfactant.
ب- يحدُثُ أحيانًا أن يصابَ بهذا المرضِ أطفالٌ وُلِدوا في وقتهم الطبيعي، ويساهِمُ في ذلك بعض عوامل الخطورة، مِنها:
– إذا كانت الأم مصابةً بمرض السُّكّري.
– وزن الولد دون الطّبيعي.
– النّمو الضعيف لِلرئة، والذي يُمكن أن يُحدِثَ أمراضًا مُختلفة.
قد تُسبِّبُ المَشاكلُ الجينية سوءَ نُموّ الرئتين عند الجَنين، لكنّ ذلك نادرُ الحُدوث.
لكن ما هو العاملُ الفعّال على السطحِ الموجودُ في الرّئتينِ (الـ surfactant)؟
– مادّةٌ تَتكون مِن بروتينات وشحميات تُقَلِّل الشّد السّطحي (التوتر السطحي) في الأسناخ، وذلك بعد إفرازه مِن الخلايا الظهارية الإفرازية مِن النمط 2 الموجودة في جدار الأسناخ، حيث أنَّ التوتر السّطحي للسوائلِ التي تبطن الاسناخ بدون هذا العامِلِ 50 dynes/cm أما بوجوده فيكون بين 5 و30 dynes/cm أي أنَّها تقلله نصفَ إلى عُشُر ما هو عليه دون ذلك العامل. وبذلك تُساعد على إبقاء الرئتين مفتوحتان وتَمنَع انهيار أجزاء مِن الرّئة (الحويصلات).
– يبدأ إنتاج هذا العامل عادةً عند الجنين بين الأسبوعين 24 و28 مِن الحَمل، ويصل لكمّية مناسبة عِند مُعظَم الأطفال في الأسبوع 24 لِيساعدهم على التّنفس الطّبيعي بعد الولادة، ولذلك إذا وُلِد الطّفل قبل اكتمال نُضجه قد تكون كَمّيةُ هذا العامل في رئتيه غير كافيةٍ.
فلذلك يُقَدَّرُ بأن نصفَ الأطفالِ الذين وُلِدوا قبل مضي 28 أسبوع على الحَمل يُصابون بالـ NRDS، ولكن انخفضت تلك النّسبة في السنوات الأخيرة، وذلك لاستخدام حُقَنِ الستيرويد في حالة الولادة المُبَكّرة.
العلامات والأعراض:
غالباً ما تَظهر علاماتُ هذا المرض فورًا بعد الولادة، وتزداد سوءًا مع الأيام، ويُمكن أن تتضمَّن :
– ازرقاقَ الشّفاهِ وأصابعِ اليدَين والقدمَين.
– تَنَفُّسٌ سريع وضَحْل.
– تَهيُّجُ المنخرين.
– صَوتُ شخيرٍ عِند التّنفسِ.
عادةً يولد الأطفال الخُدّج في المستشفى، لذلك فإنَّ مُعظم الأطفال المصابين بهذا المَرَض يكونون مُسبقًا في المستشفى مِمّا يساعد على مُلاحظة الإصابة بهذا المَرَض وتلقِّي العلاجِ المُناسب. ولكن في حالة الوِلادة خارج المستشفى ومُلاحظَةِ تلك الأعراض، يجب استدعاء الإسعاف حالًا.
التشخيص:
هناك عددٌ مِن الفحوصات تُجرَى للكشفِ عن علاماتِ هذا المَرض واستبعادِ الأسباب الأُخرى المُحتملةِ وتتضمن:
-الفحصَ الجسدِيّ.
-فحصَ الدّم: لقياسِ كمّية الأكسجين في الدّم والتحقُّقِ مِن الإصابة بعدوًى.
-اختباراتَ قياسِ التأكسج: لقياس كمية الأوكسجين التي امتُصَّت إلى الدّم باستعمال جهازٍ حسّاس يُعلّق على الأذن أو إصبع القَدَمِ.
-الاشعة السينية للصّدر: للبحث عن مَظهرٍ عكرٍ مُميّز للـ NRDS في الرّئة.
العِلاج:
يحتاج مُعظم الأطفال المصابين به إلى مُساعدةٍ تنفُّسية، وذلك بتزويدهم بالأوكسجين، ورُبما باستخدامِ أحَدِ أشكالِ دعمِ التّنفس الصّناعِي.
يُمكن في كثيرٍ مِن الأحيانِ مُعالجةُ الأطفال المُحتاجين لِلتهوية بدواءٍ يُعطى في الرّئة مباشرةً يدعى السورفاكتانت الاصطناعِي، والذي يُساعِد على استرجاع الوظيفة الطّبيعية لِلرّئة.
في بعض الحالات يُمكِنُ منعُ حصولِ المَرَضِ أو على الأقل التقليل مِن حِدّته، وذلك بعلاجِ الأُمّ قبل الولادة بدواءٍ يُدعَى بِيتاميثازون (ستيرويد مضادّ للالتهاب).
المُضاعفات :
يمكن مُعالجة NRDS في أغلب الحالات بنجاحٍ، ونادرًا ما تحصل حالاتُ وفاةٍ في المَملكةِ المُتّحدة نتيجةَ الإصابة به.
لكن في الحالات الشّديدة مِنه يوجد خطرُ حدوثِ مزيدٍ مِن المَشاكِل، منها تَنَدُّب الرّئتين مِما يؤدّي على المَدى البعيد إلى مشكلاتٍ تَنفسية.
ويوجد أيضًا خطرُ حدوثِ أذِيّةٍ دِماغيةٍ، مما قد يؤدي إلى بعض المَشاكل الأُخرى، مِثل حُصولِ صعوباتٍ في التّعلم.
مُلاحظة: مُتلازمة الضائقة التنفسية الحادة (ARDS) على الرغم مِن تشابهِ اسمها واختصارها مع موضوعنا إلا أنَّه لا تُوجد علاقةٌ بَينَهُما، فالـ ARDS يحدث بسبب حالةٍ صِحّية دَفينةٍ خطرة، ويُمْكِن أنْ تُصيب النّاس مِن كافّة الفئات العُمُرِيّة.