ماذا تعرف عن أجهزة قياس ضغط الدم ؟
مقدمة :
يعد ضغط الدم إشارة حيوية هامة لدراسة الجهاز القلبي والوعائي ومجمل الوظائف التكاملية في الجسم، والعديد من الأمراض تنتج عن ارتفاع أو انخفاض ضغط الدم بل إن عدم انتظام ضغط الدم في حد ذاته مرض شائع.
لذا سعى الأطباء والعلماء منذ القدم إلى مراقبة وقياس ضغط الدم واختراع أدوات متقدمة لذلك الغرض، أما الآن فقد ظهرت عدة طرق لمعرفة قيمة ضغط الدم ولا تكاد أي عيادة طبيب تخلو من جهاز قياس ضغط الدم فهو من الأجهزة الأساسية للأطباء
وتنقسم الأجهزة إلى قسمين رئيسيين : قسم يعتمد الطرق المباشرة، وقسم يعتمد الطرق الغير مباشرة
————————–
أولا : الطرق المباشرة لقياس ضغط الدم :
وهي الطرق التي يتم بها اختراق النسج أو الأوعية الدموية وذلك لوصول أنبوب القسطرة إلى الدم وهو في الجسم البشري,
ويتكون الجهاز منهم عادة من أنبوب القسطرة، وصمام في إحدى نقاط الأنبوب، ومبدلة جهد، وأخيراً راسم إشارة يمثل التغيرات التي تطرأ على قيمة ضغط الدم.
ويتم القياس بوضع أنبوب القسطرة, بحيث تكون جهة فتحة أنبوب القسطرة بعكس جهة جريان الدم في الشريان، كما يكون في أنبوب القسطرة سائل ملحي يمنع التخثر أو تجلط الدم، كما أن كثافته من كثافة الدم وكذلك درجة لزوجته، وذلك لنقل ضغط الدم دون إعطائه أي تغيرات تذكر، كما أن هذا السائل الذي يملأ أنبوب القسطرة هو معقم، كما أنه يجب تنظيف وتعقيم الجهاز كل بضع دقائق وذلك لمنع تشكل أي خثرات أو تجلطات دموية في الجهاز، لا سيما في نهاية أنبوب القسطرة
وتنقسم هذه الأجهزة إلى نوعين وهي :
1- مبدلات جهد خارج الأوعية الدموية :
حيث يملأ الأنبوب بالسائل الملحي وذلك من آخر الأنبوب وحتى التقائه بالزئبق وذلك في المنطقة التي تشبه حرف u (كما في الشكل 1)
ويوجد أيضاً صمام ثلاثي الاتجاهات بين الاتجاه الشرياني والإتجاه الذي يصل إلى وعاء الزئبق، وهذا الصمام يستخدم عادة في حقن المريض ببعض المواد، أو لتنظيف الأنبوب، أما الزئبق فيطفو عليه قطعة من فلين معلق بها شي مثل القلم يرسم على الوراق الدوار مخطط بياني دال على تغيرات قيمة الضغط الدموي للمريض
كما يوجد أيضا فتحة لتنفيس الفقاعات المتجمعة بأنبوب الزئبق وذلك لضمان دقة القياس, أما الآن فقد تم تحديث هذا الجهاز واستعاض الأطباء عن أنبوب الزئبق بمبدلة كهربائية تحول الضغط الدموي إلى اشارات كهربائية، واستعيض عن الورق والراسمة بشاشة الكترونية تظهر الاشارات الكهربائية الدالة على ضغط الدم في شكل مخطط بياني وراسمة اشارة
ومن هذا النوع الأول تتجلى لنا وظيفة المبدلات وهي توليد جهود كهربائية معينة تبعاً لضغط الدم في الشرايين، ولذلك فهي تتكون بشكل أساسي من فراغ يتجمع به السائل الناقل للضغط، يليه غشاء مرن يتحرك تبعا لتغير الضغط في الشريان، ويتصل هذا الغشاء بأسلاك متحسسة للجهد الكهربي، والأسلاك بدورها تصل إلى جسر واستون (كما في الشكل 2) ويلي المبدلة الكهربائية شاشة الكترونية تظهر مخطط بياني دال على القيمة المتغيرة لضغط الدم، ويستعمل هذا الجهاز أثناء القيام بالعمليات أو في الحالات التي تتطلب متابعة تغيرات ضغط الدم
———
2- مبدلات جهد داخل الأوعية الدموية :
حيث في هذه الطريقة تكون المبدلات الكترونية وبقية العناصر موجودة مباشرةً بعد المستقبلات في الأوعية الدموية دون حاجة لأي ناقلات للضغط، ويتميز هذا الجهاز بدقته وعدم تأثره بالمؤثرات الخارجية البسيطة، ولذلك يستعمل أيضا عند إجراء العمليات، ويستغرق قياس الضغط غالباً دورة دموية واحدة، ويرسم إشارتها فوراً، وهو أسرع من أجهزة المبدلات الخارجية (كما في الشكل 3)
أما الجهاز فهو يكون عبارة عن أنبوب قسطرة يخترق الوعاء الدموي ويُـثبت في نهاية الأنبوب المستقبل أو المبدل، وهذا يفيدنا بأن الإشارة المقتبسة لن تتأثر بالخصائص الديناميكية لسائل القسطرة، كما يكون قطر أنبوب القسطرة أكبر من أجهزة استقبال الإشارة، أما المستقبلات في هذا النوع فهي تتكون بشكل رئيسي من العناصر الالكترونية، وأهمها تقنيات استقبال الإجهاد والضغط المعدنية، وأنصاف النواقل، والمكثفات المتغيرة، وأحياناً توجد بعض الألياف الضوئية، وقد استفاد الأطباء من هذا الجهاز في التغلب على مشكلة تسرب الهواء إلى أنبوب القسطرة.
————
وهكذا يمكننا تلخيص الفوائد لطرق القياس المباشرة في أنها :
– لا تتأثر دقة قياسها بالحركات السيطة
– تتمتع بدقة عالية وومستوى كبير من السرعة والتكرارية
– يتم القياس في فترة قصيرة وهي مدة دورة دموية واحدة
————————–
وأما الطرق غير المباشرة لقياس ضغط الدم فمنها :
1- الطريقة التقليدية و الأسهل:
وهي طريقة لا تحتاج لأي جراحة أو ثقب للأوعية الدموية,
حيث أنها تكون مؤلفة من جهاز مكون من كم خارجي يلبسه الشخص، ويحوي داخله كم آخر قابل للنفخ، ومعه أنابيب صغيرة لنقل الهواء، وقبضة متصلة بالكم القابل للنفخ تفيدنا في نفخه ليضغط بالهواء على ذراع الشخص,
وأما الطريقة نفسها فهي تكون بارتداء الشخص المراد فحص ضغط دمه للكم القابل للنفخ بداية من منطقة وجود المرفق (الكوع) إلى المنطقة التي تعلوه من العضد أو الذراع، أما الشخص الفاحص : فيقوم بنفخ الكم بواسطة القبضة الرافعة لضغط الهواء حتى يصل ضغط الهواء في الكم إلى أعلى من ضغط الدم في الشرايين، حينها يقوم الشخص الفاحص بوضع السماعة الطبية تحت الكم وفوق الشريان، وبعد ذلك يقوم الفاحص بتخفيض الضغط ببطء إلى أن يصل الضغط في الكم إلى قيمة الضغط الانقباضي فيتدفق الدم محدثاً صوتا تلتقطه سماعة الفاحص، ثم ينتهي هذا الصوت عند قيمة الضغط الانبساطي، أما تحديد قيمة الضغط عند سماع صوت تدفق الدم فيكون إما باستخدام المؤشر الزئبقي، أو باستخدام ساعة الهواء والمؤشر، أو أن يكون الجهاز المقاس به الكتروني يمتلك حساسات للصوت الضعيف، وهو منتشر حاليا في المنازل أكثر من العيادات، وقد حاول الأطباء تطوير الجهاز الزئبقي لأن الزئبق مادة سامة لكنه الأدق، إلى أن هذه الطريقة قابلة للخطأ حيث تؤثر عليها حركات المريض البسيطة والتي قد تنتج تفاوت ونسبة من الخطأ (الشكل 4)
ونلاحظ في (الشكل 5) رسما بيانيا لقيم الضغط الانقباضي، حيث تمثل القمم العليا للتابع تغير قيم الضغط الشرياني، وأما القمم السفلى فهي لقيمة الضغط الانبساطي، وأما ظهر السهم الاخضر فقيمة الضغط في الكم أثناء تنفيسه.
—————
2- مفعول دوبلر واستخدامه في قياس ضغط الدم :
حيث يستخدم جهاز دوبلر الأمواج فوق الصوتية والتي تكون غالباً من رتبة “8 MHz” وهي أمواج لا تسمعها الأذن البشرية، ويتكون الجهاز من محول، وملتقط، ومضخم صوت، وأحياناً شاشة عرض, ويجب أن يرافقه كم أيضا للبس قابل للنفخ.
يكون المحول متصلا بجهاز لتوليد الأمواج فوق الصوتية، وتكون هذه الأمواج موجهة إلى الشريان الدموي، كما يحوي المحول ملتقط أو مستقبل وذلك لالتقاط الأمواج المرتدة عن الشريان الدموي بعد تغيرات ناتجة عن اهتزاز الشريان نتيجة الضغط الدموي الشرياني، وتكون هذه التغيرات مابين “40 إلى 500 HZ” ومن ثم تترجم هذه التغيرات إلى صوت ويتم ذلك في المضخم (كما في الشكل 6)
وأما طريقة العمل : فيتم ربط أو لبس الكم على المكان المراد القياس عنده، ثم يبدأ الفاحص بنفخ الكم عبر قبضة رافعة للضغط أيضا، وعند قيمة معينة سيسمع الفاحص صوتا لفتح وإغلاق الشريان، وكل صوت يختلف بالطبع عن الآخر، وعند سماع الفاحص لذلك الصوت : يبدأ برفع الضغط داخل الكم بمزيد النفخ فيه، وعندما يتلاقى صوت الفتح مع صوت الغلق : تكون هذه القيمة هي قيمة ضغط الشريان في حالة الانقباض, ثم يبدأ بخفض الضغط في الكم، وعند التقاء صوت الغلق مع صوت الفتح تكون هذه هي قيمة الضغط الانبساطي (كما في الشكل 7)
وأخيرا :
نلاحظ عدم انتشار هذا النوع من الأجهزة لحلول الجهاز الزئبقي عنها