البواسير
ماذا تعرف عنها؟
كثيرًا ما نسمع أنَّ البعضَ قد أجرى عملية البواسير دونَ أنْ نعلمَ ما يعني ذلك، وهل يُمكِن أنْ تصيبنا حيث أنَّها شائعة جدًّا؟ دعونا نتعرَّف على هذا المرض!
إنَّ البواسير هي تَورُّم في أوردةِ الشَرَج أو المُستقيم (القِسم الأخير مِن الأمعاء الغليظة المُمتدَّة حتى فَتحةِ الشَرَج) كما في توسُّع الأوردةِ في الدوالي، وقد يُسبِّب مرور البُراز على هذا التورُّم في الوعاء نزيفه!
قد تَنتُج البواسير عن العديدِ مِن الأسباب، لكنَّ أسبابها في الغالب غير معروفة؛ فقد تَنتُج عن الجُهدِ أثناء التغوُّط أو مِن زيادةِ الضغطِ داخل تلك الأوردة أثناء الحمل.
ويُمكِن أنْ يكونَ الباسور داخل المستقيم أو تحت الجِلدِ حول الشَرَج.
في بعضِ الأحيان لا تُحدِث أيَّة أعراض، وفي أوقاتٍ أخرى قد تُسبِّب الحَكَّة وعدم الارتياح والنزيف. وأحيانًا قد تتشكَّلُ خثرة (تجلُّط في الدم) ممَّا يؤدِّي إلى تشكيل الباسور الخثاري؛ ولا يكونُ هذا خطيرًا لكنَّه قد يكونُ مؤلِمًا للغاية!
لحُسن الحظ، هناك العديد من الخيارات الفعَّالة لمُعالَجَة البواسير، ويرتاح معظم الناس بمجرد المُعالَجَة المنزليَّة وتغيير نَمَطِ الحياة.
الأعراضُ الناتِجةُ عن البواسير يُمكِن أنْ تتضمَّن:
1- نزفٌ خفيف أثناء التغوّط (تلاحظ غالبًا كمياتٍ صغيرةٍ مِن الدم الأحمر الزاهي).
2- حكَّة وتهيُّج في المنطقة الشَرَجية.
3- الألم وعدم الارتياح.
4- تورُّم حول الشَرَج.
5- كتلة بالقرب من الشَرَج حسَّاسة ومُؤلِمَة.
تَعتمِدُ أعراض البواسير غالبًا على موقعها؛ حيث يوجد:
1- بواسير داخليَّة:
هذه تَقعُ داخل المستقيم!
وغالبًا لا تستطيع رؤية أو الشعور بهذا النوعِ مِن البواسير؛ حيثُ إنَّها نادرًا ما تُسبِّب عدم الارتياح، لكِن التهيُّج أثناء مرورِ البُراز يُمكِن أنْ يَضرَّ بسطح البواسير ويَدفعها إلى النزيف.
من حينٍ لآخر، يُمكِن للجُهدِ أثناء التغوُّط أنْ يَدفعَ البواسير الداخليَّة إلى فَتحِ الشَرَج ويُعرَف هذا باسم الباسور الجاحِظ أو الهابِط والذي يُمكِن أنْ يُسبِّبَ الألم.
2- البواسير الخارجيَّة:
تكون هذه تحتَ الجِلد حولَ فتحةِ الشَرَج؛ ممَّا يُسبِّب الحكَّة أو النزيف عند التهيُّج.
3- البواسير الخثاريَّة:
في بعضِ الأحيان يُمكِن للدم أنْ يَلحقَ بالبواسير الخارجيَّة ويُسبِّب جلطة، وهذا النوع يُسبِّب ألمًا حادًّا وورمًا والتهابًا، وكتلةً صلبةً قُربَ الشَرَج.
متى يجب أن ترى الطبيب؟
يكونُ النزيفُ أثناء التغوُّط هو الإشارةُ الأكثر شيوعًا للبواسير، لكِن طبيبك سيقوم باختبارٍ سريري وبعض الاختبارات الأخرى لتأكيد البواسير واستبعاد الأمراضِ والحالاتِ الخطيرة.
لا بُدَّ لكَ مِن أنْ تتحدَّث إلى طبيبك إذا كنتَ تعلم أنَّك تُعاني مِن ذلك، وإذا ما كان ذلك يُسبِّب الألم والنزيف بشكلٍ مُتكرِّر، وإذا لم يتحسَّن بالعِلاجات المنزليَّة.
حيث يَختلِطُ على الناس (وحتى على بعضِ الأطباء للأسف!) البواسير بالشّق الشَرَجي والذي تكلمنا عنه مُسبقًا.
لا تَفترِض أنَّ النزيف الشَرَجيّ يَنجُم عن البواسير فقط وخصوصًا إذا تجاوزتَ “الأربعينَ” مِن عُمرك، فحذارِ أنْ تجعلَ ذلك قاعدةً لديك!
فقد يَنجُم هذا النزيف مِن أمراضٍ أخرى والتي تتضمَّنُ سرطان القولون والسرطان الشَرَجي.
إذا كنتَ تُعاني من نزيفٍ دائم مع تَغيُّرٍ مَلحوظٍ في عادةِ الأمعاء (bowel habits)، أو كان لديكَ تَغيُّرٌ في لونِ البُراز أو الاتساق، فعليكَ استشارة طبيبك؛ فهذه الأنواع من البُراز قد تُشيرُ إلى نزيفٍ أكثر اتساعًا في الجهازِ الهضمي.
أسبابه؛ لتتجنبها:
1- الجُهد أثناء التغوُّط.
2- الجلوس لفتراتٍ طويلة على المرحاض.
3- الإمساك أو الإسهال المُزمِن.
4- الحَمل.
5- الجِماع من الدُّبر.
6- نظامٌ غذائي مُنخفِض الألياف.
مضاعفاته:
مضاعفات البواسير نادرةٌ جدًّا، لكِن يُمكِن أنْ تتضمَّن:
1- فَقرُ الدم:
فَقدُ الدمِ المُستمِرّ مِن البواسير يُمكِن أنْ يُسبِّب فَقرَ الدم (فَقرُ الدمِ المُتعلِّق بالكريات الحمراء السليمة).
2- البواسير المُختَنِقَة:
إذا توقَّف توزُّع الدمِ في البواسيرِ الداخليَّة فقد يُسبِّب ذلك اختناقها، مُسبِّبَةً بذلك ألمًا حادًّا.
أمَّا الآن و بعدَ أنْ تَعرَّفنا على هذا المرضِ وأعراضه وأسبابه المُحتَمَلَة ومضاعفاته، لا بُدَّ لنا مِن أنْ نَذكرَ طُرق الوقاية منه!
إنَّ الطريقَ الأفضل للوقاية هو المحافظة على برازك خفيفًا حتى يَمرُّ بسهولة، وذلك يَتحقَّق باتِّباع النصائح التالية:
1- أكْلُ الطعامِ الحاوي على نِسَبٍ عاليةٍ مِن الأليافِ؛ كالتوت والإجاص والشمندر والجزر واللفت والسبانخ، وعمومًا معظم الخضار الخضراء (خيار- بقدونس…).
ولا بُدَّ لكَ مِن أنْ يَكون إضافة الألياف إلى غذائك ببطء لتَجنُّب الغازات!
تَناوَل مُكمِّلات الألياف: وذلك في حالِ عدم الحصول على الكميَّة الكافية مِن الألياف في الطعام.
2- القيام بالتمرين.
3- الراحة عند التغوُّط (عدم بَذلِ الجُهد):
عليكَ أنْ تتجنَّبَ الجُهد وحَبس نفسك أثناء تمرير البُراز.
4- وأخيرًا علينا أنْ نتجنَّبَ الجلوسَ الطويل، وأنْ نُخصِّصَ فتراتٍ من المَشي بين فتراتِ الجُلوس الطويلة، وهذه أهمُّ نصيحة! فالجلوسُ الطويل (خصوصًا طلاب العِلم) قد يُسبِّب إصابتهم ويُفاقمها؛ فعليهم بالمواظبة على المَشي أو التمارين الرياضية.
5- شربُ الكثيرِ مِن السوائل:
شرب مِن 6 إلى 8 أكواب من الماء أو السوائل الأخرى.
ونقولُ لكم: لا بُدَّ لنا مِن أنْ نَشكُرَ الله تعالى على نِعَمه التي قد أنعمها علينا ومنَّ علينا بكلِّ هذه الأنواع المُختلِفة مِن الأغذية، التي ستساعدُنا في الحِفاظ على جسدِنا مُعافًا وقويًا؛ فالتنوُّع في تناوُل الخضار والفواكه يعطينا كميةً جيَّدةً من الألياف، ويزيدك من الأجر مع النيَّة! فقد قال الله تعالى: {{فَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلَالًا طَيِّبًا وَاشْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ}}]النحل: 114[