الغازاتُ المسيّلة للدموع هي مواد عضويَّةٌ هالوجينيةٌ تُهيِّج الأغشية المُخاطيَّة للعين والجهاز التنفسيّ العلويّ مُسببةً إدماعًا غزيرًا لا إراديًّا وشعورًا بحُرقةٍ بالعين وشعورًا بالاختناق وصعوبةٍ في التنفس وربما سعالٍ وعطاسٍ، أما التعرّض الكثيف يُسبب تقيؤًا وإسهالًا وربما يكون سبب التهييج هو تفاعله مع مجموعة sulfhydryl الموجودة في الإنزيمات، والغازات المسيّلة للدموع -في الحقيقة- ليست غازاتٍ (في الظروف العادية) بل مواد سائلةٍ أو صلبةٍ تتناثر بأحجامٍ دقيقةٍ جدًا في الهواء (Aerosol) بفعل مواد مساعدةٍ للتناثر مثل methylene chloride .
تم استخدامها أول ما اُستخدمت لأجله بمعناها الحديث في الحرب العالميَّة الأولى كسلاحٍ كيميائيٍّ وفيما بعد تم تطويرها وتوقف استخدامها في الحروب بسبب تأثيرها الضعيف والقصير نسبيًّا.
يوجد عدة أنواعٍ من الغازات المسيّلة للدموع تشترك جميعها في وجود المجموعة Z=C-C-X حيث Z هي ذرة كربونٍ أو أكسجينٍ، وX هي ذرة برومٍ أو كلورٍ، وأكثر الغازات المسيّلة للدموع شيوعًا هي 1-chloroacetophenone ويُعرف اختصارًا ب (CN) ويَتدرج لونُه من عديم اللون إلى رماديٍّ، ورائحتُه قريبةٌ من رائحة التفاح وكذلك 2-chlorobenzylidene malononitrile، ويُعرف اختصارًا ب(CS) ولونُه أبيضُ وله رائحةٌ حريفةٌ تُشبه الفلفل، والأول أكثر تأثيرًا من الثاني من حيث الحُرقة ولكن مدة تأثيره أقل، وهناك مواد أُخرى تُستخدم كغازاتٍ مُسيّلة للدموع مثل xylyl bromide و ethyle bromoacetate و benzyl bromide و bromoacetate وغيرها.
كيف تتعامل مع الغازات المسيّلة للدموع؟
في البداية عليك الابتعاد عن مصدر الغاز وحاول البقاء في أعلى مكانٍ مُمكنٍ لأن تلك الغازات أثقل من الهواء وفي حالة امتلاكك لقناعٍ مضادٍ للغازات فعليك لبسه بإحكامٍ، أما في حالة عدم امتلاكك إياه فهناك بعض الأشياء التي يُمكنك فعلها مثل أن تتنفس من خلال ملابسك وإذا شعرت أن الملابس تشبّعت بالغاز توقف عن ذلك، كما يمكنك لبس نظارات سباحةٍ مُحكمةٍ.
تتفاعل تلك الغازات مع الرطوبة فعليك تجنّب وضع أي مستحضراتٍ مثل تلك الواقية للشمس أو غيرها، وعليك تجنب لبس العدسات اللاصقة.
تتمثل الإسعافات الأوليّة فيما بعد بغسل الوجه بمحلولٍ ملحيٍّ مُعقّمٍ أو بماءٍ حتى تبدأ الحرقة بالانخفاض ويمكنك غسل الوجه بالمشروبات الغازية، وبالنسبة للجلد الذي تعرّض للغازات فعليك غسله جيدًا بالماء والصابون، وبالطبع لابد من توفير مكانٍ يحوي الأكسجين الوافر لمن يَشعر بصعوبةٍ في التنفس وفي بعض الحالات يمكن استخدام أدوية الربو، تجنب الغسل بالماء السّاخن لأنه سيفتح مسام الجلد للكيمياويات، وكذلك عليك خلع الملابس التي تعرّضت للغاز وغسلها جيدًا أكثر من مرةٍ قبل إعادة لبسها.
هناك بعض الأشياء التي يَنصح بعض الناس بها ويرونها فعّالةً اعتمادًا على تجاربهم الشّخصيّة، ولكن ليس لها سندٌ علميٌّ حتى الآن مثل غسل الوجه باللبن ووضع معجون أسنانٍ أسفل العينين وتناول مضادات حموضةٍ وكذلك إذابتها في الماء ورشّه على الوجه.
المصادر :
https://www.aftermath.com/content/tear-gas-neutralizer
https://www.britannica.com/technology/tear-gas
https://www.thoughtco.com/tear-gas-what-it-is-and-how-it-works-604103
https://www.thoughtco.com/what-to-do-if-exposed-to-tear-gas-604104
https://says.com/my/news/tear-gas-101
https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC1127513/
https://newssafety.org/safety/advisories/protecting-yourself-from-tear-gas/
https://bcachemistry.wordpress.com/tag/chemistry-of-tear-gas/
https://democrati.net/2011/11/21/how-to-deal-with-tear-gas/
https://www.independent.co.uk/news/world/world-history/what-is-tear-gas-and-what-are-its-effects-9670302.html