هل من المعقول أنّك لا تعلم سوى معلومات سطحية عن الواقيات الشمسية؟!
ليس دائمًا وضع واقٍ شمسي قبل الخروج كل صباح هو نوع من الترفيه فحسب؛ أو للفتيات اللاتي يخشين اسمرار بشرتهن في الأيام الحارة. لكن الأمر أعقد من هذا بكثير!
تزيد الأشعة فوق البنفسجية التي تصلنا عبر الشمس من احتمالية الإصابة بسرطان الجلد بنسبة تصل إلى 90%، وذلك اعتمادًا على كمية الأشعة التي يمتصها الجلد ومدى قوتها. ويُشير أحد الأبحاث المنشورة عنها على موقع skincancer.org أنّ واحدًا بين كل خمسة أمريكيين معرض للإصابة بسرطان الجلد في وقت ما في حياته.
فالأشخاص الذين هم تحت خطر الإصابة بسرطان الجلد (نذكرهم لاحقًا في المقال) يمكنهم الحد من كمية الأشعة فوق البنفسجية التي تمتصها جلودهم باستخدام واقٍ شمسي على نحو منتظم. وبالطبع لكل بشرة نوع خاص من الواقي يناسبها، لذا يُنصح باستشارة الطبيب أولًا قبل اختيار أحد المنتجات.
لعلّك تسأل الآن عن آلية عمل الواقي الشمسي!
باختصار شديد، يؤدي الواقي الشمسي دورًا من اثنين: فهو إمّا يعكس الأشعة التي تصل إلى الجلد ويبعثرها قبل أن تصل إلى خلايا الجلد، أو يمتص الواقي الشمسي نفسه هذه الأشعة بدل أن يمتصها الجلد.
لمَ يُكتب على الواقي الشمسي أنّه يحمي من الأشعة B؟ ماذا يقصد بهذا؟!
في الحقيقة هنالك أكثر من نوع لأشعة الشمس فوق البنفسجية، نخص منها النوعان A و B في هذا المقال.
أمّا الأشعة A فمعلوم أنّها أضعف من الأشعة B رغم أنّ كليهما ينفذ إلى سطح الأرض ويُهدد بسرطان الجلد، لكن يمكن للأشعة A أن تتخلل الجلد بعمق أكبر من الأشعة B؛ مما يؤدي إلى تدمير الخلايا والإصابة فيما بعد بالسرطان (طريقة غير مباشرة). أمّا الأشعة B فهي تُسبب السرطان بشكل مباشر عند التعرض الزائد لها خاصة لمن لهم تاريخ في الإصابة بضربات الشمس.
ما هي الأنواع المناسبة؟
يركز الناس جلّ اهتمامهم عند اختيار واقي الشمس على #عامل_الحماية من الشمس SPF؛ وهو مقياس لقدرة واقي الشمس على حماية جلدك من أشعة الشمس فوق البنفسجية من النوع B. فإذا كان عامل الحماية في واقي الشمس الذي تستعمله يصل إلى 15، فأنت محمي بدرجة كافية من هذا النوع من الأشعة المسبب للسرطان.
لكن، وبعد أبحاث، وُجِدَ أنّ أشعة الشمس فوق البنفسجية من النوع A أيضًا تتسبب في سرطان الجلد -وليست الأشعة B وحدها-؛ حيث أنّها تخترق الجلد بعمق لتسبب التجاعيد دون أن تحرق الجلد كاملًا. كما أنّها تتسبب في كثيرٍ من التغيرات التي تطرأ على الجلد مع تقدم السن.
من هنا، نجد أنّ من أهم عوامل اختيار واقٍ شمسي أن يكون:
– ذا حماية واسعة المدى حتى يحمي الجلد من أشعة الشمس فوق البنفسجية من النوعين A و B.حيث تجد العبارة التالية مكتوبةً عليه “Broad Spectrum Protection”.
– ذا عامل حماية من الشمس لا يقل عن 15.
أمّا من لديه جلد حساس، أو من يتناول دواءً يُسبب حساسية ضوئية، أو من كان مصابًا بسرطان سابقًا أو أحد أفراد عائلته، فيُنصح باستخدام واقٍ ذو معامل حماية SPF لا يقل عن 30.
– مقاوم للماء: وهذا لمن يمارسون السباحة أو الرياضة عمومًا، حتى لا يضيع مفعول الواقي عند الغوص في الماء أو مع التعرق. لكن هذه الأنواع المقاومة لها مدة زمنية محدودة للتعرض للماء تتراوح ما بين 40 إلى 80 دقيقة على الأكثر ثم تبدأ كفاءتها بالتناقص، وبعدها يجب إعادة وضع واقي الشمس من جديد.
– يمكنك اختيار النوع الذي تفضله سواءً كريم أو جل أو بخاخ spray؛ كلها تؤدي نفس المفعول.
– هناك أنواع مخصصة للأطفال قد يصفها الطبيب. فقد يفيد الواقي الشمسي الخاص بالأطفال أصحاب الجلود الحساسة ومن يعانون من أمراض جلدية، وبالنسبة لمن يعانون من حساسية جلدية، يُنصح بعدم استخدامهم لواقيات شمسية تحتوي على الكحول أو الروائح العطرة أو المواد الحافظة.
وأخيرًا، بعد اختيار النوع المناسب، لا تنسَ أن تضعه قبل خروجك ب15 إلى 30 دقيقة، وإذا طالت مدة خروجك عن ساعتين فأعد وضعه من جديد.
وتذكر أنّه مهما كانت جودة الواقيات الشمسية التي تستخدمها عالية؛ إلا أنّ البقاء في الظل (لمن هم تحت خطر الإصابة بسرطان الجلد) قدر الإمكان (خاصّة في وقت الظهيرة) وارتداء ملابس تغطي معظم الجلد مع القبعة ونظارة الشمس، كل هذا لا يقلّ أهمية عن وضع الواقيات الشمسية قبل الخروج.
نسأل الله لكم صيفًا ممتعًا.