ماذا تعرف عن جسيم النيوترينو ؟
أحد أغرب الجسيمات في الفيزياء الدقائقية هو النيوترينو Neutrino “ويعني حرفياً : الجسيم الصغير المتعادل”
وهو يوجد نظرياً في كل مكان في الكون وهو ثاني جسيم منتشر بعد فوتونات الضوء
تم استنتاج وجود النيوترينو من قبل ولفغانغ باولي كحل لظاهرة تحلل بعض النظائر المشعة بتحلل أشعة بيتا التي هي عبارة عن إلكترونات.
فعند تحلل العنصر المشع إلي عنصر آخر يحدث فقد معين في الطاقة، هذا الفقد في الطاقة هو عبارة عن الفرق بين طاقة العنصر المشع، وطاقة العنصر الناتج
يتكون هذا الجسيم بكميات ضخمة خلال التفاعلات النووية وتعتبر الشمس اكبر مصدر كوني قريب لهذه الجسيمات والتي تتداخل مع المادة بصورة ضعيفة جداً لدرجة أنها إذا انتقلت مسافة 4 سنوات ضوئية (32 مليون مليار كيلومتر) خلال الرصاص الصلب فإن عددها سينقص بنسبة 2% فقط
إحتمالية تداخل هذه الجسيمات مع المادة تزداد بازدياد طاقة هذه الجسيمات, لكن حتى الحزم عالية الطاقة من هذه الجسيمات والتي يتم تكوينها في معجلات الدقائق يمكنها اختراق 32 مليون كيلومتر من الرصاص قبل ان تفقد نصف كميتها
من حسن الحظ ان هذه الجسيمات لا تتداخل مع المادة, إذ أنك يخترق منها جسدك في الثانية الواحدة قرابة 650 مليار نيوترينو مصدرها الشمس, ويتداخل منها 30 فقط مع جسمك وواحدة منها فقط تحمل طاقة
لكن الطاقة التي يحملها هذا الجسيم ضعيفة جداً لدرجة أن الطاقة المترسبة من التعرض لهذه الجسيمات لمدة 60 مليار سنة تعادل الطاقة المتحررة عندما تعطس
و لتأخذ صورة أوضح عن قابلية نفاذ هذه الجسيمات فإن جسم الانسان البالغ يحتوي حوال 20 ملغرام من البوتاسيوم-40 وهو نظير مشع يتحلل تدريجياً الى منتج نهائي يتضمن النيوترينو, وبسبب هذا النظير فإن كل شخص يبعث حوالي 340 مليون نيوترينو يومياً
هذه الجسيمات خفيفة الى الحد الذي يمكن القول عنه “عديم الوزن”.
الصورة المرفقة : هي لكاشف كاميوكاندي الفائق المستخدم في الكشف عن النيوترينو , جامعة طوكيو©