1678- وفي استكمال تغطيتنا للحدث العلمي الكبير الذي بطله #اينشتاين ، ما الفرق بين الأمواج الثقالية وموجات الجاذبية؟
يبدو أن الأمواج الثقالية ستكون موضوع الحديث الفترة القادمة، وبسبب الخلط الذي حصل بين موجات الجاذبية والأمواج الثقالية، فستكون هذه فرصة لتوضيح الفرق بينهما، فبالرغم من تقارب الاسمين فإنهما أمرين مختلفين تماماً:
* الأمواج الثقالية:
في أبسط معنى لها هي تموجات في الزمكان تنبأ آينشتاين بها في نظريته عن النسبية العامة قبل حوالي 100 عام مضت، ويتم توليدها بواسطة تسارع (أو في الواقع تباطؤ) الأجسام ذات الكتل الكبيرة جداً في الكون، إذا ما إنفجر مستعر أعظم ، والأمواج الثقالية تحمل الطاقة بعيداً عن مكان الإنفجار بسرعة الضوء، إذا ما تصادم ثقبان أسودان، سيتسببان في هذه التموجات في الزمكان لتنتشر مثل التموجات على طول سطح بركة الماء، إذا ما دار إثنان من النجوم النيوترونية حول بعضهما البعض على مسافة قريبة جداً، سَتُحمل الطاقة بعيداً من النظام بواسطة الأمواج الثقالية، إذا ما تمكنَّا من رصد ومراقبة هذه الأمواج، فإن حقبة جديدة من علم الفلك المبني على الأمواج الثقالية ستكون ممكنة، ستسمح لنا بالتفريق بين التواقيع المميزة للأمواج الثقالية ومعرفة أي ظاهرة قامت بتوليد هذه الأمواج، على سبيل المثال، نبض فجائي من الأمواج الثقالية قد يشير أنها قادمة من إنفجار مستعر أعظم، في حين أن إشارة مستمرة متأرجحة قد تشير إلى ثقبين أسودين يدوران حول بعضهما البعض على مسافة قريبة قبل إندماجهما.
* أمواج الجاذبية:
هي اضطرابات فيزيائية تقودها قوة الجاذبية التي تعمل على الحفاظ على التوازن وهذا في داخل بيئة الكوكب، بعبارات أخرى هي محددة بالغلاف الجوي للكواكب والمسطحات والأجسام المائية، في حالة الظواهر الجوية، عندما يهب الهواء عبر محيط ثم يقابل جزيرة، على سبيل المثال، ذلك الهواء سيجبر على الارتفاع، بينما الرياح السفلية في الجزيرة ستبقى على ارتفاعات منخفضة بسبب الجاذبية، لكن ظاهرة الطفو ستعمل عكس الجاذبية ما يجعلها ترتفع للأعلى مجدداً.
والنتيجة غالباً هي منطقة تذبذب للهواء في الغلاف الجوي والتي يمكن أن ينتج عنها الغيوم في قمم الأمواج (أو أعلى نقطة)، حيث تتكاثف الرطوبة في الارتفاعات المنخفضة.
كذلك، في حالة المحيطات، تتشكل موجات الجاذبية السطحية عند الغلاف الجوي/السطح البيني للمسطح المائي، تهب الرياح على السطح مما يخرجه عن التوازن ما يجعل قوة الجاذبية التي تعمل على الحفاظ على التوازن تجبر السطح بالعودة إلى الأسفل ثانية، في حين تعمل ظاهرة الطفو في الماء على إعادته إلى الأعلى، الأمواج الناتجة عن الرياح، وحركة المد والجزر، وأمواج تسونامي كلها أمثلة على أمواج الجاذبية.
إذن، الخلاصة هي أن الجاذبية تقود كل من الأمواج الثقالية وأمواج الجاذبية، لكن كلهما تمتلكان خصائص مختلفة للغاية لذا علينا أن لا نخلط بينها.