يُرجى الضغط على الرابط التالي للاستماع للمقال:
هل حلمت يومًا بملء سيارتك بوقود الطائرات وتحويلها إلى سيارة صاروخية؟! مع الأسف، هذا مالايمكن فعله.. لماذا برأيك ؟!
قبل الدخول في معرفة الفرق بينهما، اسمحوا لنا أن نشارككم بعض المعلومات عن الطائرات، أو بالأحرى عن وقود الطائرات.
وقود الطيران هو واحد من العناصر الأساسية المستخدمة في مجال الطيران، يتم ضبطه وتقييمه بعناية فائقة وبدرجة عالية من قبل الهيئات الوطنية والدولية. على سبيل المثال، تقوم “منظمة الولايات المتحدة” “ASTM International” بتحديد المعايير العامة لوقود الطائرات التجارية؛
في حين أنّ وزارة الدفاع الأمريكية تضبط وتُنظّم معايير وقود الطائرات العسكرية.
هناك نوعان رئيسيان من وقود الطائرات jet A و jet B ، وهما يختلفان من حيث الجودة أو أفضلية الاستخدام وذلك تبعًا لدرجة التجمد، فنجد أنّ النوع jet B عادةً ما يُستخدم في العمليات العسكرية والمناطق ذات الأحوال الجوية السيئة.
يتكون كلًّا من وقود الطائرات وكذلك وقود السيارات من سلاسل هيدروكربونية (جزيئيات كيميائية تحتوي على عنصري الكربون والهيدروجين) مُشتقة من تكرير النفط، لكن الاختلاف بينهما هو فيما يحتويه كل منهما من هذه الهيدروكربونات التي تختلف فيما بينها سواءً بطول السلاسل المُشكّلة من ذرات الكربون والهيدروجين أو حتى بنوع الرابطة التي تربط بين هاتين الذرتين.
يتكون وقود السيارات من هيدروكربونات مختلفة تحتوي من 7 إلى 11 ذرة كربون مرتبطة بجزيئات الهيدروجين ولا تزيد على ذلك، بينما يحتوي وقود الطائرات على هيدروكربونات مؤلفة من 12 إلى 15 ذرة كربون، ويُطلق عادة على وقود الطائرات “كيروسين”.
من الناحية النظرية، يمكن أن تعمل الطائرات والسيارات على نفس الوقود، ولكن البيئات التي تنتقل عبرها الطائرات مختلفة تمامًا عن ظروف القيادة العادية، حيث يمكن أن تنخفض درجات الحرارة أثناء الطيران للطائرات إلى أقل من -30 درجة مئوية.
في هذه الحرارة المنخفضة، من المرجح أن يتجمد البنزين العادي، مما يؤدي في نهاية المطاف إلى توقف الاحتراق في المحرك. وهذا السبب الرئيسي الذي يجعل الكيروسين جيد كوقود للطائرات لأنه يمتلك درجة تجمد أقل. كما يمتلك أيضًا درجة وميض أعلى (flash point) (درجة الوميض: هي أدنى درجة يمكن عندها أن تُشكل المحروقات مع الهواء مزيجا قابلًا للاشتعال وتقع قليلًا تحت درجة الاشتعال)، مما يجعل الكيروسين أكثر أمانًا في حالات الاحتراق غير المرغوبة. ونظرًا لخصائصه تلك فإنّه يمتلك نطاق حرارة تشغيلية أوسع بكثير.
الفرق الآخر بين البنزين ووقود الطائرات هو الإضافات additives على وقود الطائرات: يتم إضافة المواد الكيميائية المضادة للسكون antistatic (مواد للحماية من الشحنات الكهربائية) والمركبات المضادة للتجمد de-icing agents والمضادة للتآكل anticorrosive والمضادة للبكتيريا، كلها تضاف إلى وقود الطائرات للتأكد من استيفاء الشروط في ظروف تحليقها في السماء.
يمكن استخدام وقود الطائرات في السيارات، ولكن فقط في محركات الديزل، حيث يتشابه الكيروسين والديزل بما يكفي للسماح بالقيام بالوظائف المشتركة وتقديم أداء مماثل، على الرغم من أننا لا نوصي بتشغيل طائرة على الديزل!
وعمومًا يمكننا تلخيص الموضوع بأنّ الفرق بين البنزين ووقود الطائرات هي جزيئات الهيدروكربون والمواد المضافة الموجودة في الوقود، لكن كلاهما مشتق من النفط الخام، وكلاهما يدير محركاتهما الخاصة على الاحتراق.