هل تسألت يوماً وأنت تأكل حبات البوشار مع الأصدقاء سواءً في البيت أو في السينما أو على مدرجات #الملاعب …
الإجابة على هذا السؤال جاءت في دراسة حديثة وفريدة من نوعها…
مَنْ مِنّا لا يستمتع بمشاهدة تلك الحبوب الصفراء القاسية وهي تتحوّل إلى مادة منفوشة؛ خفيفة الوزن، ولذيذة الطعم، في دقائق معدودة؟
سحرٌ لا تمتلكه معظم أنواع الأطعمة الأخرى، بل ومشهد في غاية الروعة، عندما تقف في المطبخ مُتابعًا تحوّل حبّات الذرة المدهش.
تُصَنّف ذرة #البوشار كأحد أنواع الحبوب الكاملة، وتتألف حبة الذرة الواحدة من ثلاثة أجزاء رئيسة، وهي: النواة، والاندوسبرم (عبارة عن نسيج يقوم بتغذية جنين البذرة في النباتات) إضافةً إلى القشرة الخارجية.
يوجد أربعة أنواع من #الذرة، وهي: الذرة المنغوزة، والذرة السكرية، والذرة الصوانية، وذرة البوشار. والأخير هو النوع الوحيد الذي يصلح لتحضير البوشار، ذلك لأن القشرة في هذا النوع قابلة للانفجار في شروط محددة نظرًا لعدم سماكتها، على عكس باقي الأنواع.
وبحسب دراسة مسلية جديدة تم نشرها في مجلة “رويال سوسيتي انترفيس” فإنّ صوت الفرقعة وحركة الحبة هو نتيجة لتحرر بخار الماء.
فعندما تتجاوز الحرارة 100 درجة مئوية، يغلي الماء الذي يكون داخل حبة الذرة، ويصل لمرحلة التوازن الحراري نتيجة لضغط #البخار.
ومع زيادة ضغط البخار تتشقق القشرة. في هذه الأثناء تتباعد حبيبات النشاء وتشكل بتلات مثل ندف الثلج، ثم يقفز البوشار لعدة ميليمترات للأعلى ونسمع ذلك الصوت المحبب لنا.
ولفهم ما يجري داخل حبة الذرة، فقد قام كلًا من إيمانويل فيروت -من مدرسة البولتكنيك- وألكساندر بورومارينكو -من جامعة جرينوبل- بدراسة الآليات الحركية الحرارية (الترموديناميك) وآليات تشقق القشرة.
في بداية تجاربهم حاولوا أن يُحَضِّروا البوشار بواسطة الميكروويف في درجات حرارة مختلفة. من خلال تلك #التجارب لاحظوا أن فقط 34% من حبات الذرة تحوّلت إلى بوشار عند درجة حرارة 170 سيلسيوس، بينما تحولت 96% من حبيبات الذرة إلى بوشار عند درجة الحرارة 180 سيلسيوس.
في المرحلة الثانية، قاموا بوضع بعض حبّات الذرة على صفيح ساخن تبلغ درجة حرارته 350 درجة مئوية، وقاموا بتصوير العملية بواسطة كاميرا تصل سرعتها الى 2900 إطار في الثانية.فوجدوا أنه بِغُضون 6.9 ميلي ثانية بدأ غلاف الحبة بالتمزق، بعد ذلك لاحظ الفريق ظهور قدم مصنوعة من #النشاء المضغوط على الصفيحة (تم تصويره قبل مضي 13.8 ميلي ثانية) التمدد السريع لهذه القدم يؤدي قفز حبة البوشار إلى الأعلى (عند 20.7 ميلي ثانية) وشقلبتها في الهواء بزاوية دوران تبلغ 490 درجة، وللعلم فان لاعب الجمباز يستطيع التشقلب بزاوية 300 درجة كحد أقصى.
أخيرًا، قام الفريق بمزامنة الفيديو المصوَّر مع التسجيل الصوتي الذي حصلوا عليه من خلال ميكروفون ثُبِّتَ على ارتفاع ثلاثين سم فوق الصفيح. فوجدوا أنَّ الحبة تفتح جزء من النشاء دون إصدار أي صوت، ثم بعد 100 ميلي ثانية يبدأ تمزّق آخر في القشرة، مَتبوعًا بصوت الفرقعة بعد حوالي 6 ميلي ثانية. خلال هذه الفترة تتابع قدم النشاء طريقها باتجاه الصفيح الساخن مدفوعة كما يعتقد الفريق باندفاع بخار #الماء.
انخفاض #الضغط المفاجئ يثير اندفاعات داخل تجاويف حبة الذرة، تماماً كما يحدث في البراكين. أما أصوات الفرقعة فتكون نتيجة الاندفاعات المتتالية لبخار الماء المضغوط.