ما هو داء الباستوريلا؟
وما علاقته بالقطط والكلاب؟
هو إنتان يسببه نوع من الجراثيم لها نفس الاسم.
توجد جراثيم الباستوريلا متعايشة في القسم العلوي من الجهاز التنفسي للماشية والدواجن والحيوانات الأليفة وخصوصًا الكلاب والقطط. وغالبًا ما يرتبط الإنتان بالباستوريلا عند الإنسان بعضة الحيوانات أو الخدوش أو اللعق، وقد يحصل أيضًا دون التماس مع الحيوان.
لذا حتى وإن لم يكن حيوانك الأليف مريضًا، فقد تسبب عضته المرض.
إنتانات الجروح الناتجة عن عضة الحيوانات عادة ما تحوي العديد من الجراثيم، مما يخوِّل استخدام الصادَّات الحيوية واسعة الطيف ضد الجراثيم (الهوائية واللاهوائية سلبية الغرام). ومن الشائع جدًا أن توجد جراثيم الباستوريلا في الجروح الناتجة عن عضات الحيوانات وخصوصًا الناتجة عن عضات القطط والكلاب. هذه الإصابات قد تكون شديدة مع تظاهرات جلدية خلال 24 ساعة بعد العضة.
وهذه الجروح تظهر التهاب الأنسجة الرخوة سريع التطور. وعندما تصل الإصابة إلى الأنسجة الأعمق تتظاهر بأشكال عدة، كالتهاب الأوتار العضلية وأغمادها، التهاب المفاصل القيحي، وذات العظم (التهاب العظم والنقي). وفي بعض الحالات الأشد يمكن أن يحدث التهاب سحايا أو التهاب شغاف القلب.
ولحسن الحظ جراثيم الباستوريلا تعد من الجراثيم الحساسة وتستجيب للعلاج المعتمد على البنسيلينات.
قد تسبب الباستوريلا إنتانات في الجهاز التنفسي أو العصبي.
إن الإنتانات الناتجة من اختلاط عضات الحيوانات تحدث بنسبة تقدر ب 15-20% من عضات الكلاب، وبنسبة أكثر من 50% من عضات القطط، وإن الأسنان الحادة والطويلة للقطط يمكن أن تخترق جلد الإنسان بسهولة مسببةً جروحًا عميقة واخزة قد تصل إلى سمحاق العظم. وفي الواقع فإن جروح القطط أكثر احتمالًا أن تتطور لتشكِّل إنتانات في الأنسجة العميقة متضمنة التهاب العظم والنِّقْي، والتهاب السحايا (قد يغضب كثيرًا أصحاب القطط المتعصبون قليلًا :)، مفترض أن تكون القطط المنزلية أليفة، لا تعض ولا تؤذي، لكن في حال حصل الأمر فيجب أخذ الاحتياطات بسرعة).
وتعتبر القطط مسؤولة عن ما يقدر 60-80 % من الإصابة بالباستوريلا عند البشر، كما أن الباستوريلا توجد في 50% من عضات الكلاب.
#الأعراض
تتنوع التظاهرات المرضية الناتجة عن الباستوريلا تبعًا لمكان الإصابة، حيث تتظاهر موضعيًا باحمرار ودفء، وألم مع مضض بالإضافة لمفرزات قيحية، والتهاب الأوعية اللمفية، وتورم المفصل وتحدُّد حركته.
وعندما تكون الإصابة في الجهاز التنفسي فقد ينتج مضض (الألم عند الضغط) في الجيوب الأنفية، بحة، احمرار البلعوم، خراخر عند الإصغاء الصدري مع خفوت الأصوات عند القرع.
وقد تشمل الإصابة الجهاز العصبي المركزي: أضرار عصبية موضعية أو علامات سحائية.
أو الجهاز الهضمي: مضض بطني مع صلابة وألم ارتدادي، وضخامة الكبد والطحال مع مضض الزاوية الفقرية الضلعية.
أو العين: قرحة القرنية، واحتقان الملتحمة، وانخفاض حدة البصر.
أو جهاز القلب والدوران: انخفاض الضغط، تسرُّع القلب، نفخات قلبية جديدة، تظاهرات خثارية.
وتجدر الإشارة إلى أن التظاهرات السابقة تكون أشد عند المُضعَفين مناعيًا، وليس من الضروري أن تتظاهر جميعًا.
#العلاج
تعتمد المعالجة أساسًا على تنظيف الجروح موضعيًا مع إعطاء لقاح الكزاز واللقاح ضد السعار، بالإضافة إلى الصادَّات الحيوية المناسبة إما فمويًا أو وريديًا.
حيث يجب تنظيف الجرح وتطهيره وإزالة الأجزاء المتموتة غير الحيوية، مع تنظيف المكان المحيط بالجرح برفق بمحلول مطهر، ولتجنب إصابة إضافية للأنسجة يجب تجنب فرك الجرح بشكل مباشر.
ملاحظة: النقع لا يفيد في العلاج، وإنما الغسل الوفير بقثطرة صغيرة موصولة بمحقنة مملوءة بسائل معقم مما يساعد على تخفيض تركيز الجراثيم في الجرح.
أما من الناحية الجراحية فإن التقييم المبدئي لعضات الحيوانات تعتمد على تقييم خطر العدوى. العضات التي تصيب الوجه والرقبة والأجزاء القاصية من الأطراف وبالقرب من المفاصل تحمل الخطر الأكبر.
كذلك فإن الأشخاص الذين لديهم مشاكل صحية أخرى تؤثر على جهاز المناعة مثل (السكري، قصور الكبد المزمن، استئصال الطحال، الكحولية، الإصابة بفيروس عوز المناعة المتكسب HIV، أو الأسباب الأخرى كتناول الكورتيزون بشكل مزمن) فلديهم خطر أكبر للإصابة.
بعد الغسل والتنظيف يجب تنضير حواف الجرح للتخلص من الأجزاء المتموتة لتقليل خطر العدوى ولجعل خياطة الجرح أسهل.
كما أن رفع الطرف المصاب له أهمية في العلاج لتقليل الوذمة في الطرف (الأمر الذي يخفض من حدوث متلازمة الحجرات) ويحسِّن الدوران الدموي الموضعي. والجروح في الأطراف يجب أن يتم تثبيتها ورفعها بحزام.
المصادر: