منكوشات تطورية – ما هي حدود التهجين ؟ هل يمكن تزاوج الإنسان والشيمبانزي حقا ؟؟ على مَن يضحك هؤلاء (الباحثون) ؟!!
لعله من المُضحك المُبكي أن يصل الخداع والغش العلمي والاستخفاف بأبناء المسلمين غير المتخصصين من الصفحات التي (تدعي العلم) وهي تروج لخرافات الإلحاد والتطور إلى هذا الحد من البشاعة !! وللأسف :
كله باسم العلم !!
منذ آلاف السنين وقد عكف العلماء والمفكرون على تصنيف أنواع الكائنات الحية حسب صفاتها المشتركة لسهولة التعامل معها تحت تصانيف عديدة – فمنها البحرية والبرية والطائرة – ومنها ذوات الهياكل العظيمة ولكن بغير عمود فقري – ومنها بعمود فقري – ومنها ما يلد ومنها ما يبيض – ومنها ذوات الدم الحار ومنها ذوات الدم البارد – ومنها ما يُرضع مواليده (الثدييات) وهكذا …
ومثل هذه التقاسيم تعرضنا لتاريخها من قبل في سلسلة منكوشاتنا التطورية ليتعرف الناس على حقيقة (التصنيف) وأنه موجود قبل خرافة التطور الحديثة التي ظهرت بعد الثورة العلمانية في أوروبا وتقعدت على يد داروين ..
وكذلك لعل القاريء في كتاب أصل الأنواع لداروين 1859م يجده نقل موافقته على افتراضات لامارك من قبله في أن التهجين هو أحد طرق ظهور أنواع جديدة تماما من الكائنات الحية (يقصد حتى مختلفة عن الأبوين بمرور الوقت) حيث قاس لامارك وداروين ذلك على إمكانيات التهجين التي تحدث بالفعل سواء طبيعيا أو بتدخل الإنسان رغم أن (لاحظوا : رغم أن) داروين نفسه اعترف في كتابه بأنه لم ير ولو مثالا واحدا على ظهور نوع جديد بالتهجين عن الأبوين – أو بالتعبير العلمي الحديث في عصر الجينات والحمض النووي الذي لم يحضره داروين : لا يخرج الهجين أبدا عن الصفات الموجودة سلفا في أبويه !! وإنما يحدث خلط وخلط وخلط (مهما تكررت عمليات التهجين) ولكنها لا تخرج أبدا عن محيط (الحوض الجيني Genetic pool) الذي يميز الأبوين !!
ولكن التطوريون لم يهدأ لهم بال منذ انطلاق خرافات داروين ورؤيته في كتابه الثاني (أصل الإنسان) لأجناس البشر (المتخلفة في نظره مثل الزنوج وسكان القارات الأصليين في استراليا وغيرها) أنه كان يراهم في مرحلة وسط من التطور بين القرود والغوريلات !! وعليه :
فقد عكف منذ بدايات القرن العشرين الكثير من العلماء السوفييت والأوربيين على تجارب غريبة لمحاولة إثبات هذه الرؤية (الحيوانية) للإنسان وتأكيد (قرابته المزعومة) مع الشيمبانزي الذي يعدونه أقرب الحيوانات إليه على شجرة التطور الخيالية وأنهما أبناء عمومة يتبعون نفس العائلة في القردة العليا Great apes وخصوصا :
وأن فارق الكروموسومات بينهما صغير (البشر 46 كرومسوموم في حين الشيمبانزي 48) وهو يقارب حالات التهجين التي يتم إجراؤها مثلا بين نوع الحمار (62 كروموسوم) وبين نوع الحصان (64 كروموسوم) فينتج البغل (البغل Mule هو هجين بين الحمار الذكر والفرس الأنثى وأما النغل Hinny فهو هجين بين الحصان الذكر والأتان الأنثى) ولكنه يكون دوما بغلا عقيما (63 كروموسوم) – وهو ما يعني نظريا (وفقا لخرافات التطور) أنه يمكن التهجين بالفعل بين الإنسان والشيمبانزي !!
الآن .. سوف نعرض عليكم أشهر حالات الفشل الذريع بالمراجع والأخبار الموثقة إظهاراَ للمستوى المتدني الذي وصلت إليه صفحات (الباحثون) في استخفافهم بعقول واحترام متابعيهم للأسف : ثم بعدها سنذكر لكم حالات التهجين الحقيقية التي لها نهاية مسدودة دوما لا تتخطاها كما اعترف داروين نفسه في كتابه كما قلنا …
—————————————–
1-
فمن أشهر حالات الفشل كانت تفاصيل تلك التجربة التي أعلنت عنها جامعه كامبيرديج وذكرته فى ورقة علمية نشرت عام 2008م.
الرابط :
اضغط هنا
وهي التجربة التي قام فيها أحد العلماء فى مجال (علم الحيوان) ويُدعى إيليا إيفانوف Ilia Ivanov وقد أثارت جدلا كبيرا جدا في وقتها من ناحية (أخلاقيات العلم) نفسه (والتي طبعا لا وزن لها عند التطوريين الذين ينظرون للبشر على أنهم مجرد حيوانات)
العجيب أن تلك التجربة لم يُفصحوا عن نتائجها إلا فى عام 1990 رغم أنها تمت قبل ذلك بقرابة 56 سنة !!
حيث سافر هذا التطوري إلى أفريقيا لجلب مجموعة قرود لتنفيذ التجربة التي أيدته فيها المؤسسات العلمية فى فرنسا وجنوب أفريقيا – وكان الرجل خبيرا بارزا فى مجال التلقيح الصناعى وحاصل على جائزة نوبل فى دراسة الغديات الهضمية فى الجهار الهضمى
مشروع التجربة الغريبة التي عرضها كان في 1910 وهى تهجين الانسان والقرد – والتي لم يتم الموافقة عليها إلا فى عام 1924 وبدأ يحصل على أثر ذلك بالفعل على مبالغ مالية لجلب العديد من حيوانات القرود والقيام بالتجربة من خلال التلقيح الصناعى
حيث قام بتلقيح حيوانات منوية من ابنه فى أنثى شيمبانزى !!!
ولأن العكس كان صعبا (أي أن تقبل امرأة أن يتم حقنها بحيوانات منوية لشيمبانزي قد تنجح بداخلها كما أوهمها التطوريون فتحمل بهجين !!) فقد أراد حقن بعض النساء بدون علمهن بحيونات منوية من الشامبنزى حيث لم يكن يرى وجود أي مشكلة أخلاقية فى ذلك (تطوري مثالي) !!! وقد أيدته وقتها في تجاربه الجمعية الأمريكية لتقدم الالحاد Association for the Advancement of Atheism
(هل لا زلتم مصرين على عدم العلاقة بين خرافة التطور الحيوانية والإلحاد ؟!)
ومما قالوه أن :
1- هذه التجربة ستنجح وسينتج عنها هجين من الانسان والقرد !!
2- ستكون تلك التجربة دليلا دامغا على أن الإنسان تطور من أصول حيوانية !!
3- سيشارك فى تلك التجربة كل من الشيمبانزى والأورانجتان والغوريلا
لكن … كانت الصدمة لهم فى عام 1927 عندما قامت المؤسسات العلمية بالاطلاع على نتائج التلقيح والتهجين التي تمت عشرات المرات فوجدوا أن مصيرها جميعا كان ((الفشل الذريع)) ولم ينتج اى كائن هجين !!!
العجيب أن المؤسسات العلمية الإلحادية والتطورية (ورغم فشل التجارب) منحته مزيدا من الاموال ليكرر التجارب مرة أخرى !! إلا أنه تم القبض عليه فى عام 1930 – ثم تم نفيه و مات عام 1932 !!
مات : بعد أن أعطى دليلا (عمليا) و (تجريبا) (حقيقيا) وليس (خيالات وافتراضات) على أن الإنسان والشيمبانزى ليس لهما أصلا حيوانيا مشتركا في قرابة عائلية واحدة كما تزعم خرافة التطور ومروجوها إلى اليوم (وعلى رأسهم الباحثون المخادعون) !!!
ملف pdf من ورقة واحدة للاستزادة :
اضغط هنا
والآن نختم بقضية شهيرة واحدة فقط حتى لا نطيل عليكم – وكانت من أغرب القضايا حتى على مستوى الإعلام والجماهير ….
————————–
2-
هل سمع أحدكم بالشيمبانزي الغريب أوليفر Oliver ؟؟
لقد كان شيمبانزي غريب الشكل وغريب المشية الشبيهة بالإنسان عندما ينتصب – وكانت لهذه الغرابة نصيب في اشتهاره إعلاميا في الربع الأخير من القرن الماضي : إلى أن تعلق به التطوريون (دوما احلامهم سابقة خيالهم) حيث بدأوا في إثارة الشك لدى العلماء في كون أوليفر هو أول هجين ناجح بين الإنسان والشيمبانزي !!
ولكن بالفحص المختبري على حمضه النووي عام 1996م : أثبت أنه شيمبانزي عادي تماما !!! وأن عدد كروموسوماته (48) وليست (47) كما كانوا يدعونه كهجين !!..
A geneticist from the University of Chicago examined Oliver’s chromosomes in 1996 and revealed that Oliver had forty-eight, not forty-seven, chromosomes, thus disproving the earlier claim that he did not have a normal chromosome count for a chimpanzee.
المصدر :
Anonymous (1996). “Mutant Chimp Gets Gene Check”. Science 274 (5288): 727.
وحتى بعد هذه الصدمة (العلمية) (التجريبي) : ظل بعض التطوريين إلى اليوم يطعن في نتائج الحمض النووي وهم يعز عليهم ترك مثل هذا القريب الحبيب الذي يؤكد حيوانيتهم.. ولكن : ما الغريب إذا كان كل الملحدين والتطوريين ينادون بالعلم والتجارب والأخذ بها : إلا ان تأتي بما لا يوافق هواهم …؟
والآن .. ما هي حدود التهجين الحقيقي ؟؟
—————————
يمكن الحصول على هجين Hybrid من الحالات التالية :
1-
التهجين بين سلالتين مختلفتين (Subspecies) وذلك كما في حالة تزاوج النمر السيبيري مثلاً مع النمر البنغالي.
2-
ويمكن أن يحدث أيضا ًبصورة أقل نتيجة تزاوج نوعين مختلفين (Species) ضمن الجنس الواحد (Genus) .. ومثال على ذلك تهجين الأسد مع أنثى نمر ويُسمى الهجين هنا (Liger) ..! أو تهجين النمر مع أنثى الأسد ويُسمى الهجين هنا (Tigon) !!
3-
ويمكن أن يحدث ولكن في حالات نادرة بين جنسين مختلفين (Genera) ومثال على ذلك الخروف والماعز (وغالبا ًما يولد ميتا ًأو يُولد مشوها مريضا ولا يُعمر طويلا ً)
4-
ويمكن أن يحدث ولكن بصورة نادرة جدا نتيجة التزاوج بين عائلتين مختلفتين (Family)
وفي الغالب كلما تباعد الأب والأم في التصنيف فإن التهجين يأتي عقيما أو مريضا ولا يُعمر او يُولد ميتا كما قلنا .. وفي الغالب الهجين أيضا لا يكون الاختيار الأمثل في بيئته !! فمثلا هجين الأسد مع أنثى النمر (اللايجر) يكون ضخما جدا جدا !! فيفقد بذلك قوة انقضاض الأسد ويفقد كذلك خفة وسرعة النمر !! وأيضا البغل : لا فيه قوة تحمل الحمار ولا فيه سرعة ورشاقة الفرس !!
وهكذا أنواع هجين كثيرة أخرى تفقد شكل فرائها الذي تتخفى به في بيئتها !! أو تفقد صفات تحميها من الحر أو البرد !! يعني حتى الانتخاب الطبيعي أو الطبيعة لا تشجع على استمرار هذا الهجين (فضلا عن أنه عقيم) ولكن :
ماذا لو تم تلقيح ذلك العقيم صناعيا بالوسائل الحديثة الموجودة في الطبيعة ؟؟ الإجابة : مهما تم تكرار التوالد للهجين فإنه يعود من جديد إلى نفس صفات الأبوين ولا يظهر له عضو جديد تماما مثلا لم يكن فيهما من قبل كما زعم التطوريون وداروين رغم اعترافه بأن التهجين طريقه مسدود أمامه !!
ورغم كل تلك الحالات المتنوعة للتهجين التي رأيناها الآن : فإنه لا يقع أبدا بين الإنسان وأي حيوان آخر مهما تقارب معه في العائلة (بزعم التطوريين) أو في التصنيف العام (ثدييات مثلا) حتى ولو تقارب مع الإنسان في عدد كرومسوماته الـ 46 !!
لا نقول بالاستحالة بين الإنسان والكلب مثلا (لأن كروموسمات الكلب 78) ولكن حتى بين الإنسان والأرنب (كروموسوماته 44) أو الإنسان والفأر (كروموسوماته 42) !! فهذا التقارب في الكروموسمات يرشح تلك الحيوانات لعمل تجارب عليها تفيد الإنسان في الادوية والعلاجات والتشريح ونحوه – ولكن لا يقول أي عاقل أبدا أنه يمكن التهجين بين الإنسان وأي حيوان آخر …!
اللهم إلا الملحدة والتطوريون والباحثون الذين يستميتون في إثبات أنهم (حيوانات) وأن مَن يصدقونهم وينخدعون بهم أيضا (حيوانات).
إذن : ما دامت هذه رغبتهم فلهم ما شاءوا هم ومَن يصدقهم – ولكن أبدا لن نسمح لهم بتغليف تلك الأكاذيب السمجة بغلاف العلم !!