منَّ الله علينا بأنْ خلق لنا عينين نرى بهما العالم، لكن قد يصيب هذا العضو -شأنه شأن باقي الأعضاء- بعض الشذوذات.
يمكن تصحيح الشذوذات التي تصيب قرنية العين من خلال ارتداء نظارة أو القيام بعملية جراحية، لكن ما القرنية؟
القرنية: هي الجزء من العين الذي يعمل على المساعدة في تركيز الضوء الداخل إلى العين لعمل الصورة على الشبكية، تمامًا كما تعمل عدسة الكاميرا التي تُركز الضوء الداخل إلى الفلم، ويمكن تسمية هذا العملية بـ (انكسار الضوء): وهي عبارة عن انحناء وتركيز الضوء على نقطة على الشبكية. أحيانًا يكون شكل قرنية العين غير مثالي، فتكون الصورة المتكونة على الشبكية خارج البؤرة مشوشة وغير واضحة. وتسمى هذه العيوب بـ (العيوب الانكسارية)
وهنالك ثلاثة أنواع رئيسية للعيوب الانكسارية، وهي: بعد النظر، وقصر النظر، واللابؤرية.
– الأشخاص الذين يعانون من قصر النظر يجدون صعوبة في رؤية الأجسام البعيدة بنفس وضوح رؤية الأجسام القريبة جدًا.
– أما الأشخاص المصابون ببعد النظر فيعانون صعوبة النظر إلى الأجسام القريبة لكنهم يرون الأجسام البعيدة بوضوح.
– أما اللابؤرية فيحدث فيه تشوه الصورة الواقعة على الشبكية؛ نتيجة وجود عيوب في القرنية أو عدسة العين. أحيانًا تقترن بعض الحالات اللابؤرية مع بعد النظر أو اللابؤرية مع قصر النظر، وقد صُمم لها نظارات أو عدسات عينية بغية تصحيح العيوب في الرؤية.
توجد عمليات جراحية تصحح العديد من عيوب التركيز البؤري وتسمى تلك العمليات بـ (الجراحة الانكسارية)، وهي:
1- عملية بضع القرنية التشععي: وفيها يستخدم سكين دقيق حاد جدًا لعمل شقوق في سطح القرنية تؤدي إلى تغيير شكل القرنية.
لكن بعدها أصبح يستخدم الليزر لتصحيح الشذوذ، وذلك من خلال كشف الطبقة الوسطى في القرنية وتبخيرها حسب اللازم باستخدام الليزر، ومنها:
2- عملية اقتطاع القرنية ضوئي الانكسار (PRK): أول عملية لتصحيح شكل القرنية واقتطاعه بواسطة الليزر وطور استخدام الليزر بعد ذلك في عملية الليزيك (LASIK) حيث يستخدم نفس النوع من ذلك الليزر الدقيق في كلتا العمليتين .
3- عملية تصحيح تحدب القرنية باستخدام الليزر (الليزك LASIK):
وفي هذه العملية يستخدم ليزر خاص بدقة عالية لإزالة جزء من القرنية؛ مما يغير في شكل القرنية ويصحح الشذوذ فيها وقوة تركيز الضوء على الشبكية.
الفرق بين الجراحتين الأخيرتين هو الطريقة التي يتم بها تعرية الطبقة الوسطى للقرنية (storma) قبل تبخيرهما بواسطة الليزر. في العملية الأولى: يتم قشط الطبقة السطحية للقرنية لتكشف عن الطبقة الوسطى للقرنية، أما في عملية الليزيك: فيتم ثني طرف الطبقة السطحية للقرنية للخلف (وليس كشطها) على شكل سديلة لتكشف عن الطبقة الوسطى للقرنية.
يوجد أنواع أخرى من عمليات التصحيح تستخدم الحرارة للمساعدة بإعادة تشكيل القرنية، ومصدر الحرارة قد يكون ليزرًا لكنه مغاير لليزر المستخدم في العمليتين السابقتين.
لا أحاجكم الله لمثل هذه العمليات؛ لكن وجب التنويه عنها لحاجة البعض لها دون علمه بها.