متلازمة القولون العصبي
حالة شائعة
كثيرةٌ هي أمراض الأمعاء، ولكن من أكثرها شيوعًا هي متلازمة القولون العصبي (Irritable Bowel Syndrome). وهي اضطراب شائع يؤثر على الأمعاء الغليظة. يُسبب أعراضًا تتضمن التشنج والانتفاخ وغازاتٍ وإسهال أو إمساك، وهي حالةٌ تحتاج إلى اهتمام على المدى الطويل.
وللاطمئنان فإن القولون العصبي لا يسبب تغيرًا في نسيج الأمعاء، ولا يزيد من خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم. وفيما يلي نتحدث عن هذه المتلازمة بما قد يفيد.
بسم الله نبدأ:
يعاني قليل من المصابين من أعراض وعلامات شديدة. بعض المرضى يستطيعون التحكم بالأعراض من خلال اتباع حمية غذائية مثلًا، ويمكن علاج الأعراض الشديدة بالأدوية والاستشارة الطبية.
الأعراض
أكثر ما يعاني منه هؤلاء المصابون:
1- ألم بطني، تشنج أو انتفاخ يزول كليًا أو جزئيًا من خلال حركة الأمعاء.
2- زيادة الغازات.
3- إسهال أو إمساك أو كليهما (أي يتناوبان).
4- وجود مخاط في البراز.
وأحيانًا تسوء هذه الأعراض، وأحيانًا تتحسن حالة المريض أو تختفي الأعراض تمامًا.
متى تتوجب زيارة الطبيب
في حال ظهور أعراض تنذر بخطر مثل:
– خسارة الوزن.
– إسهال ليلي.
– نزيف المستقيم.
– فقر الدم بعوز الحديد.
– القيء غير المفسر.
– البلع بصعوبة.
– الألم الذي لا يزول بتمرير الغاز وحركة الأمعاء.
–
المحرضات:
يمكن لأعراض القولون العصبي أن تتحرض من خلال:
1- الطعام: كثيرٌ من الناس يعانون من أعراض شديدة عند تناول أو شرب بعض الأطعمة أو المشروبات، بما في ذلك القمح ومنتجات اللبن والحمضيات والفاصولياء والملفوف والحليب والمشروبات الغازية.
2- التوتر: يعاني معظم المصابين بالقولون العصبي من سوء الأعراض خلال فترات التوتر المتزايدة.
3- الهرمونات: النساء أكثر عرضة للإصابة بالقولون العصبي بمرتين عن الرجال؛ الأمر الذي يشير إلى أن التغيرات الهرمونية تقوم بدورٍ في هذا؛ حيث إن العديد من النساء يجدن أن الأعراض تزداد سوءًا خلال فترات الحيض.
عوامل الخطر:
العوامل التي تزيد من احتمالية الإصابة بهذه المتلازمة:
– الأشخاص تحت الخمسين.
– القولون العصبي أكثر شيوعًا عند النساء. ويعد العلاج بالإستروجين قبل أو بعد انقطاع الطمث (سن اليأس) من عوامل الإصابة به أيضًا.
– وجود أي إصابات بهذا المرض في العائلة.
– مشكلة في الصحة العقلية: كالقلق والاكتئاب وغير ذلك مما يرتبط بمتلازمة القولون العصبي.
المضاعفات:
إسهال أو إمساك مزمن يمكن أن يسبب البواسير.
نصائح الباحثون المسلمون:
ليس هناك نظام غذائي واحد يستطيع أن يتبعه جميع الأشخاص المصابون بالقولون العصبي، ولكن هناك الكثير من الأشياء التي يمكن أن تساعد. وفيما يلي بعض النصائح العامة للتقليل من أعراض القولون العصبي، حيث يجب:
1- محاولة الابتعاد عن الموترات وتهدئة النفس، وهو الأمر الأهم. (راجع مقالاتنا حول الصحة النفسية، مفيدة جدًا إن شاء الله، تجدها في التعليق الأول).
2- التمارين الرياضية.
3- الابتعاد عن الأطعمة والمشروبات التي تسبب هذه الحالة عند المريض (قد تختلف الأطعمة من شخص لآخر، ولكن عمومًا يجب عدم الإفراط في الدهون، وعدم الإفراط في الشاي أو القهوة).
4- مضغ الطعام جيدًا.
5- تجنب الأطعمة التي يصعب هضمها كالملفوف والقرنبيط والفاصولياء والبصل والفواكه المجففة.
6- قد يصف الطبيب بعض الأدوية المستخدمة في هذه الحالة، بعضها قد يؤخذ تباعًا (مثل الخميرة في بعض الحالات) وبعضها عند التوتر أو حصول نوبة.
ملاحظة هامة: في حالات الإمساك يُنصح بتناول الأطعمة الغنية بالألياف مثل: الشوفان والجزر، أما في حالات الإسهال فينصح بالتقليل منها. لكن إن كانت حالة الإسهال أو الإمساك أشد فيمكن الرجوع للطبيب أو الصيدلاني.
والابتعاد عن التوتر هام للغاية، وفي الشدات النفسية تذكر قول الله تعالى: {{إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا * إِلَّا الْمُصَلِّينَ}} والآيات التي بعدها [المعارج].
وطبعًا هنالك أدوية يصفها الطبيب لتخفيف تأثير الأعصاب على الجهاز الهضمي في هذه الحالة.