يعلمُ كثيرٌ من النساء، وربما لا يعلم الرجال سبب تغير شخصية بعض الفتيات في بعض الأحيان. فتراها تتصرف كأنها ليست نفسها! ما القصة؟ هل يقتصر الأمر على تغير خفيف في الشخصية والمزاج؟!
في الحقيقة هذا أمرٌ مثبت في الطب، ويُعرف بما يسمى متلازمة ما قبل الطمث. فهل تعرف أعراضها؟ هل تصاب بها كل النساء؟! وماذا الذي يجب فعله عند المرور بهذه الأعراض! هذا ما سنتعرف عليه في مقالنا التالي، وهو موجَّه للرجال والنساء:
● متلازمة ما قبل الطمث PMS) Premenstrual syndrome):
هي مجموعة من الأعراض التي تصيب العديد من النساء قبل ما يقارب أسبوع أو أسبوعين من الدورة الشهرية.
هل تصيب جميع النساء؟!
تشير التقديرات إلى أنَّ نحو 3 من كل 4 نساء يعانين في مرحلة ما من حياتهن من متلازمة ما قبل الطمث، بالنسبة لمعظمهن تكون الأعراض خفيفة، ولكن لوحظ أن أقل من 5% من النساء في سن الإنجاب يتعرَّضن لشكل شديد من متلازمة ما قبل الطمث ويسمى اضطراب ما قبل الطمث الاكتئابي (PMDD).
كما يُلاحظ ارتفاع معدل حدوث الـPMS عند النساء اللواتي يعانين من: التوتر الشديد، أو وجود تاريخ شخصي للاكتئاب أو اكتئاب ما بعد الولادة، أو وجود تاريخ عائلي للاكتئاب.
يوجد شقان للأعراض هما الشق العاطفي السلوكي، والشق البدني. وعادةً تختفي هذه العلامات والأعراض خلال أربعة أيام من بداية الدورة الشهرية عند معظم السيدات، وتتضمن العلامات والأعراض العاطفية والسلوكية:
• الضغط أو القلق.
• الحالة المزاجية المكتئبة.
• نوبات البكاء.
• التقلبات المزاجية والانفعالية والغضب.
• تغييرات في الشهية: حيث تزداد الرغبة في تناول الطعام.
• الانعزال الاجتماعي.
• التغير في الرغبة الجنسية.
• التهيُّج أو السلوك العدواني.
• مشاكل في النوم (إما نومٌ كثيرٌ أو قليلٌ جدًا).
• مشاكل في التركيز أو الذاكرة.
أما العلامات والأعراض البدنية فتشمل:
• ألم في المفاصل أو العضلات.
• الصداع.
• الإرهاق والتعب.
• زيادة الوزن المرتبطة باحتباس السوائل.
• انتفاخ البطن.
• إيلام الثدي.
• انتشار حب الشباب.
• الإمساك أو الإسهال.
• الحساسية من الكحوليات (عدم تحمله).
• قلة تحمل للضوضاء.
• التشنجات.
إن السبب الدقيق وراء متلازمة ما قبل الطمث غير معروف، ولكن هناك عدة عوامل قد تسهم في الإصابة بها مثل:
1. التغيرات الدورية في مستويات الهرمونات حيث تختفي هذه الأعراض مع الحمل وانقطاع الطمث.
2. التغيرات الكيميائية في الدماغ (تقلبات السيروتونين).
3. الاكتئاب.
ويجب
#التنويه إلى أن بعض النساء قد تتأثر بهذه التغيرات الهرمونية أكثر من غيرهن.
نعم، إن هذه الأعراض تزداد سوءًا في أواخر الثلاثينات أو الأربعينات وفي فترة ما قبل انقطاع الطمث.
● كيف تُشخَّص؟
لا يوجد أي اختبار خاص للكشف عن متلازمة ما قبل الطمث، ولكن هناك بعض الأمور ترجّح الإصابة بها:
– حدوث الأعراض لمدة 5 أيام قبل الدورة الطمثية لمدة لا تقل عن ثلاثة طموث متتالية.
– زوال هذه الأعراض خلال 4 أيام من بدء الدورة الطمثية.
– الامتناع عن القيام أو عدم الاستمتاع ببعض النشاطات العادية.
● والآن بعد أن تعرفنا على هذه المتلازمة وعلمنا ما هي أعراضها وكيف تُشخّص، بقي أن نتساءل عن
#العلاج، فهل يجب أن نلجأ للأدوية لعلاجها؟
في الحقيقة يعتمد ذلك على شدة الأعراض، فعندما تكون الأعراض خفيفة إلى معتدلة غالبًا ما نستطيع السيطرة عليها عبر تغيير نمط الحياة واتباع الحمية الغذائية. أما إن كانت الأعراض شديدة بحيث تؤثر على الحياة فهنا يجب أن نلجأ للعلاج فيصف الطبيب بعض الأدوية (مثل موانع الحمل الهرمونية، ومضادات الاكتئاب، ومضادات الالتهاب اللاستيروئيدية، ومدرات البول).
– ملاحظة: يجب أن يصف هذه الأدوية طبيبة مختصة، فإن كانت لا تحتاجها المرأة فلن تحصل منها إلى على آثارٍ سلبية.
● ونختم مقالنا مع بعض
#النصائح للتخفيف من أعراض متلازمة ما قبل الطمث:
1- التعديل على النظام الغذائي: مثل تناول وجبات صغيرة ومتعددة، التقليل من تناول الأطعمة المالحة للحد من احتباس السوائل، والتركيز على الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات المعقدة (كالفواكه والخضروات) والأطعمة الغنية بالكالسيوم.
2- تجنب الكافيين والكحول.
3- التخفيف من التوتر بالوسيلة الأنسب: مثل الاسترخاء.
4- ممارسة الرياضة بانتظام خلال الشهر.
5- الحصول على قدر كاف من النوم (نحو 8 ساعات يوميًا).
6- الابتعاد عن التدخين.
ملاحظة ختامية من (الباحثون المسلمون) للنساء والأزواج:
النساء: تذكّري عزيزتي أنتِ لستِ بمفردك فالعديد من النساء تشعرن بهذا الضيق قبل موعد الطمث، ونوجهكِ لاتباع النصائح المذكورة في المقال للتخفيف من صعوبته وحاولي ألا يؤثر الأمر على علاقاتك وحياتك عبر الابتعاد عن المنازعات، وطلب المساحة الشخصية، والدعم من العائلة والمقربين لتخطي هذه الفترة بأقل مشاكل ممكنة، ولكن في حال كانت الأعراض شديدة وتؤثر على حياتك وعلاقاتك الاجتماعية فننصحكِ باستشارة طبيبة أخصائية.
الأزواج: حاولوا تقدير هذا الأمر إن كانت زوجاتكم ممن تصبن بهذه الحالة. وتذكروا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (رفقًا بالقوارير). فساعدوهن في تخفيف هذه المدة وتخطيها. أدام الله المحبة والمودة بينكم!
دمتم بصحة وعافية!