في هذه الأيام يحتفل نصارى العالم بميلاد (عيسى) عليه السلام (الإله المولود عندهم !!) أو (ابن الإله المولود !!) أو (الأقنوم الثالث في الثالوث الإلهي المولود !!) أو (الناسوت المولود !!)
حيث جعله نصارى الشرق يوم 7 يناير
في حين يحتفل به نصارى الغرب يوم 25 ديسمبر
فهل يمكن أن يكون للعلم رأي في كل ذلك ؟ ولماذا يوم 25 بالذات ؟؟
نريد ميزان لهذا الكلام تاريخيا وعلميا (فلكيا) ؟
مع نظرة سريعة على قصة سانتا كلوز وشجرة عيد الميلاد
ولنبدأ في نقاط مختصرة كما عودناكم …
تكمن أشهر إشكالات تحديد موعد ميلاد (عيسى) عليه السلام عند النصارى فيما ورد في إنجيل لوقا من أن ميلاده كان أثناء (الاكتتاب) الذي أمر به القيصر (أوغسطس)
(الاكتتاب هو إحصاء الأفراد أو المواطنين في الأماكن الخاضعة لحكم الرومان)
وأما المشكلة :
فهو أن ذلك الاكتتاب (تاريخيا) يضعنا في موعدين لميلاد المسيح عليه السلام : كل منهما بعيد عن موعده الحالي !!
فأحدهما ((بعد)) الميلاد بسبع سنوات (يعني 7 ميلادي) !!
والآخر ((قبل)) الميلاد بـ 7 سنوات !!
فيشير إلى الاكتتاب الذي ذكره المؤرخ (يوسفوس) وهو الذي كان في عام 7 بالتقويم الميلادي الحالي !! وهذا يضع النصارى في موضع حرج – أولا من جهة اختلاف التاريخ كما هو واضح : وثانيا لأن المسيح عليه السلام بهذه الصورة يكون قد بدأ في (الدعوة) قبل سن (الثلاثين) عاما : وهذا مخالف لتعاليم الناموس عندهم !!
وهو الأقوى (تاريخيا وعلميا وفلكيا) :
فهو أن (الاكتتاب أو الإحصاء) الذي وُلد فيه (عيسى) عليه السلام كان الاكتتاب الذي يسبق عام واحد ميلادية بـ 7 سنوات كاملة !! وهو اكتتاب الوالي (ساتورنينس) الذي
ذكره (ترتيليان) !!
فإذا جئنا لرأي العلم (الفلك خصيصا) – فقد ذكرت الأناجيل أنه صاحب ميلاد (عيسى) عليه السلام أن ثلاثة مِن كهان المجوس قد رأوا كوكبا يتجه مِن المشرق (إيران) إلى بلاد الشام فتتبعوه (لأن ذلك يعني عندهم ميلاد إنسان عظيم في هذا التوقيت والمكان)
ونحن لا نعتقد بالطبع باعتقادات المنجمين والكهان في النجوم والكواكب ولكن : يُمكننا الاعتماد على حقيقة ظهور هذا الكوكب بالفعل وإتجاهه مِن المشرق إلى بلاد الشام – حيث بتأويل ذلك فلكيا يتضح أن هذه الظاهرة :
هي ظاهرة اقتران كوكبي (المشترى) و(زحل) !!
الاستنتاج السابق هو ما أكده بالفعل الكاتب (فريدرك فرار) فى كتابه (حياة المسيح) !! وهو أن الفلكى الكبير (كيلر) حقق وقوع اقتران المشترى وزحل حوالى سنة 747 رومانية (أي ما يوازي 7 سنوات قبل التأريخ الميلادي الحالي) !!
فيقول :
” إن قران (المشترى) و(زحل) يقع فى المثلث نفسه مرة كل عشرين سنة .. ولكنه يتحول إلى مثلث آخر بعد مائتى سنة .. ولا يعود إلى المثلث الأول بعد عبور فلك البروج كله إلا بعد انقضاء 794 سنة و 4 أشهر و12 يوم ” !!
وقد تراجع (كيلر) بالحساب إلى الخلف : فتبين له أن ذلك القران بينهما على هذا النحو قد وقع سنة 747 رومانية فى المثلث (النونين) أو (الحوتين) !! وأن المريخ قد لحق بهما
سنة 748 رومانية – ويظهر من هذا الحساب أن المسيح ولد فى نحو السنة الخامسة أو السادسة قبل الميلاد !!
كل ما سبق قد يعده البعض مجرد (استنتاجات) قد تصيب أو تخطيء لأنها بإمكانيات عصره – ولكن منذ بضعة سنوات قام مجموعة مِن علماء الفلك برسم صورة تحاكي صفحة السماء في زمان (عيسى) عليه السلام !!
حيث وجدوا أن هناك احتمالا ثالثا أن تكون (نجمة عيد الميلاد) عند النصارى التي اقتادت كهان المجوس في ذلك الوقت هي على الأرجح توحيد واضح لكوكبي الزهرة والمشتري !! والذين كانا قريبين جدا مِن بعضيهما البعض فيضيئان بشكل براق للغاية كـ :
(منارة للضوء) ظهرت بشكل مفاجيء في السماء !!
وبالعودة لذلك التحديد الجديد نجد عالم الفلك (ديفيد رينكي) يُؤكد أن تاريخ الميلاد كان في يوم 17 يونيه (أي في الصيف وليس الشتاء) في العام 2 قبل الميلاد !!
ويمكن مطالعة التفاصيل الدقيقة لهذا الحدث وكلام العالم نفسه عنه والتعليقات عليه في العنوان التالي :
” المسيح وُلد في يونيه – يقول فلكيون ”
‘Jesus was born in June’, astronomers claim
روابط من التيليجراف وغيرها : 1 2 3
فقد جاء في إنجيل (لوقا) الإصحاح 2- 8 عند ميلاد (عيسى) عليه السلام :
” وكان في تلك الكورة : رعاة (جمع راعي) مُـتبدين (أي ظاهرين) يحرسون حراسات الليل على رعيتهم (أي ما يرعونه من الأغنام) ”
ومُحال كما هو معروف أن يرعى الرعاة أغنامهم ليلا في فصل الشتاء مع برودة الجو الشديدة والرياح القوية وإمكانية نزول المطر !! وإنما يمكن أن يكون الرعي ليلا فقط في فصل الصيف بكل اطمئنان
فنجد كلاما إلى (مريم) عليها السلام بعد ولادتها يقول :
” وهـزي إليكِ بجذع النخلة تـساقط عليكِ رطبا جنيا ” سورة مريم 25
ومعلوم أن (الرطب) يظهر في تلك المناطق غالبا صيفا على النخل وليس شتاء !!
إذن …
9))
لقد اعتبر يوم 25 ديسيمبر ميلادا للمسيح عليه السلام لأول مرة بعد مرور أكثر من 300 سنة ميلادية وتحديدا في زمن حكم الامبراطور الروماني قسطنطين (وهو الإمبراطور الذي جعل المسيح ابن الله كما اعتادوا في دينهم الروماني الوثني حيث الإله الأكبر له زوجة وأبناء إلخ – وهو الذي أحرق كل الأناجيل التي كتبها مقربون من حياة المسيح عليه السلام ونسخوا منها نسخا في البلاد (مثل إنجيل برنابا ويهوذا ومريم المجدلية وتوما وغيرهم الكثير وأبقى 4 أناجيل فقط وهي متى ولوقا ومرقس ويوحنا) !!
حيث اختار قسطنطين هذا اليوم كميلاد لعيسى عليه السلام لأن الرومان في دينهم الوثني كانوا يحتفلون بيوم ميلاد إله الشمس (سول إنفكتوس) !! والذي كان يُسمى بعيد الساتورناليا !!
10))
والحقيقة أنه ليس الرومان فقط !! فقد كان يوم 25 ديسيمبر عيدا لغالب الشعوب الوثنية القديمة التي عبدت الشمس !! وذلك لأنه من بعد يوم 25 ديسمبر يبدأ طول النهار في الازدياد يوماً بعد يوم خلال السنة مقابل الليل …
وأما أمثلة تلك الأمم الوثنية القديمة التي كانت كلها تحتفل بيوم 25 ديسمبر :
والمعلومات السابقة كلها حقائق تاريخية مذهلة توضح التشابه الكبير الذي صارت إليه العقيدة النصرانية (وخصوصا في الصلب والفداء من ابن الإله للعالم عن خطيئة البشر) والتي جسدها كتاب :
(16 مصلوبا لتخليص العالم – المسيحية قبل المسيح) !! لكيرسي جرافيز :
The World’s Sixteen Crucified Saviors –
Christianity Before Christ – Kersey Graves
حيث ذكر فيها الـ 16 شخصية التالية :
الحقيقة أن شجر الكريسماس الذي يزينه النصارى في احتفالاتهم هو كذلك من العادات الوثنية الموروثة والتي تم إقحامها في الوعي النصراني !!
حيث اعتادت بعض الأمم القديمة التي عبدت من دون الله عدة آلهة أخرى وعظمتها ونسبت إليها الخير أو الشر أو النفع أو الضر مثل الأرض والرخاء والربيع والشمس والنور والظلام … إلخ : فهم اول من ابتدع تزيين الأشجار في موعد محدد من العام !!
ذلك الكلام يمكن قراءته بسهولة في موسوعات العالم القديم مثل قاموس (ووردسوورث للمعتقدات والأديان) :
Wordsowoth Dictionary of Beliefs & Religions
والذي يثبت أن مثل تلك العادات : كانت عند الدول الرومانية والاسكندنافية القديمة في أوروبا والتي كانت تعبد وتقدس الشمس في يوم 25 ديسمبر من كل عام !!
ولذلك ليس غريبا أن نجد في نفس كتاب النصارى أنفسهم (في العهد القديم) تحذيرا إلهيا من عدم تقليد تلك الأمم !! حيث جاء في سفر (أرميا 10 – 2 : 5) :
” هكذا قال الرب : لا تتعلموا طريق الأمم !! ومن آيات السماوات لا ترتعبوا لأن الأمم ترتعب منها !! لأن فرائض (أي طقوس) الأمم : باطلة !! لأنها شجرة (أي الشجرة التي تعظمها الأمم الوثنية) يقطعونها من الوعر !! صنعة يديّ نجار بالقدوم !! بالفضة والذهب : يزينونها !! وبالمسامير والمطارق يشددونها فلا تتحرك !! هي كاللعين في مقثأة فلا تتكلم !! تحمل حملا لأنها لا تمشي !! لا تخافوها لأنها لا تضر !! ولا فيها (أي بمقدورها) أن تصنع خيرا ” !!
وأما عن سانتا كلوز (أو بابا نويل كما يسمونه) : فلها أكثر من قصة واقتراح – سنكتفي بعرض واحدة من أشهرها وأكثرها قبولا عند النصارى وهي :
قصة القديس نيكولاس Nicholas وهو أسقف (ميرا) Myra – وقد عاش في القرن الخامس الميلادي، حيث قالوا أنه كان يقوم أثناء الليل بتوزيع الهدايا للفقراء ولعائلات المحتاجين دون أن تعلم هذه العائلات مَن هو الفاعل، ثم تصادف وأن توفي في ديسمبر !!
وأما الصورة الشهيرة المعروفة إلى اليوم لسانتا كلوز بلباسه الأحمر : فقد ولدت على يد الشاعر الأمريكي كليمنت كلارك مور Clement Clarke Moore والذي كتب قصيدة (الليلة السابقة لعيد الميلاد) The Night Before Christmas عام 1823
نرجو أن نكون أفدناكم بهذه المعلومات التي قد لا يعرفها البعض
.