مزاعم تطورية : “جينوم خردة” عديم الفائدة.
دراسة حديثة نشرت في دورية “نايتشر” لمجموعة من الباحثين من جامعة (برينستون) تظهر وظيفة جديدة لما زعم التطوريون أنه مجرد “جينوم خردة” عديم الفائدة.
وقد سجل الباحثون مقطعًا مرئيًا يظهر كيف يمكن لقطع الـ DNA التي كان يعتقد أنها عديمة الفائدة أن تعمل كمفاتيح تشغيل للجينات. يقول المقال المنشور عن الدراسة في مجلة (ساينس دايلي): “يعرف الباحثون الآن أن هذا “الحمض النووي الخردة” يحتوي على معظم المعلومات التي يمكنها تشغيل أو إيقاف الجينات. لكن الكيفية التي تقوم بها هذه الأجزاء -والتي تسمى معززات- بتثبيط وتنشيط جين مستهدف في بيئة مزدحمة كنواة الخلية لم يكن مفهومًا بشكل جيد إلى الآن. التقط فريق بقيادة باحثين من جامعة برينستون كيفية حدوث هذا في الخلايا الحية. والفيديو يسمح للباحثين بمشاهدة المعزِّزات أثناء البحث عن الجين والاتصال به لبدء نشاطه. وقد نشرت الدراسة في مجلة “Nature Genetics”.
كما يوحي اسمها؛ تعمل المعززات على التحكم في التعبير الجيني لجينات أخرى، وفي جينوم الثدييات يوجد ما يقدر بين 200000 إلى مليون معزز، والعديد منها يقع بعيدًا عن خيط DNA من مكان الجين الذي تنظمه، مما يثير السؤال عن كيفية تحديد القطاعات التنظيمية وتوصيلها بجيناتها المستهدفة. أجريت العديد من الدراسات السابقة على تلك المعززات في الخلايا غير الحية بسبب صعوبة تصوير النشاط الجيني في الكائنات الحية، وبالتالي يمكنها أن تغفل تفاصيل مهمة. في هذه الدراسة الجديدة، استخدم الباحثون تقنيات التصوير المطورة في برينستون لتتبع موضع المعزز والجين المستهدف في الوقت الذي يراقبون فيه نشاط الجين في أجنة ذبابة حية. قامت الدراسة على وضع علامات ترقيم باستخدام الفلورسنت على الجزء من الجينوم المعزز، وعلى الجين، وعلى جزئ الـ RNA الذي ينشأ فور بدأ عملية نسخ وتعبير الجين.
وبالرغم من كثرة الدراسات في هذا المجال والتي تؤكد أنه ليس في الجينوم أي “خردة ولا سمكرة”، فما زال بعض التطوريون يزعمون أن 90% من الجينوم هو مجرد خردة، ولابد أن يظل خردة!! لماذا؟ لأن التطور حقيقة علمية، وبما أن التطور حقيقة، إذا لابد أن يكون الجينوم خردة! متمثلين في ذلك المغالطة المعروفة بوضع العربة أمام الحصان، فمهما أظهر العلم خطأ افتراضاتهم وتوقعاتهم، يظل معظهم متمسكين بها رغم ثبوت خطأها بدل المرة مئات المرات!