على مر العقود الماضية تضاعف إنتاج الطاقة بواسطة الرياح إلى ثلاثة أضعاف، ما جعلها أضخم مصادر الطاقة المتجددة في الولايات المتحدة.
هناك ما يزيد على ستة وخمسين ألف مولد للرياح في إحدى وأربعين ولاية، تساعد في إنتاج ما يزيد على 6% من إجمالي الإنتاج القومي للكهرباء، موفرةً مئة ألف وخمسة آلاف وظيفة، ومدرةً دخلًا يقدر بمليار دولار في الاستثمارات العامة والخاصة.
صرحت وزارة إنتاج الطاقة الأمريكية أنه على الرغم من أن أغلب ذلك الإنتاج على اليابسة –باستثناء إنتاج ضئيل على ساحل جزيرة رود- تطمح الولايات المتحدة في نشر توربينات الإنتاج على المياه البحرية.
وأوضحت دراسة جديدة من “ييل” أن الشروع بهذه التطويرات لن يكون بسيطًا كما يبدو ولن يكون سهلًا.
كتب تومر فيشرمان، طالب ما بعد الدكتوراة بمدرسة ييل المختصة بشؤون الغابات والطبيعة، في جريدة Nature Sustainability، وأيضًا توماس غرايدل، الأستاذ الفخري:
“إن ندرة الموارد المعدنية اللازمة لبناء التوربينات على السواحل وبعض المشاكل البيئية والاقتصادية والسياسية والجغرافية تشكل تحديًا في تنفيذ هذا المخطط”.
قال فيشرمان إن التوربينات المماثلة لتلك التي في جزيرة رود ضخمة جدًا تضاهي في طولها نصب واشنطن التذكاري، وأجزاء مراوحها ضخمة أيضًا، كما أنها تحتاج إلى مغناطيس ضخم شديد القوة مكون من عنصر نيوديميام، وهو عنصر أرضي نادر جدا، وتحتاج كميات ضخمة جدا منه؛ نحو ألفَيْ باوند للمغناطيس الواحد.
يجري تعدين كل نيوديميام العالم في الصين، وهناك الأرخص والأسهل من حيث القيود البيئية المفروضة.
يقول فيشرمان إن تلك المغناطيسات يجري بناؤها في اليابان ثم تشحن إلى فرنسا، ثم تقوم فرنسا بتجميعها مع التوربينات وهناك من المشاكل ما يعوق ذلك، كالمقاطعة التجارية بين أمريكا والصين، وهو ما قد يشكل عنق زجاجة في سلسلة الشحن.
ويقول فيشرمان إن مخططات وزارة الطاقة لا تضع توفر النيوديميام في الحسبان، إذ قامت الولايات المتحدة بتعدين النيوديميام في الماضي في جبال كاليفورنيا، ولكن هذه العملية توقفت بناءً على مشاكل مالية وبيئية منذ سنوات عديدة مضت.
اختص بحث فيشرمان وجرايدل بالمشاكل المحتملة، ووضعا حسابات محددة بناءً على خطط وزارة الطاقة، ووجدا أن وضع برنامج محلي لإنتاج طاقة الرياح على السواحل سيتسبب في أسئلة عن استهلاك الموارد البيئية، والطلب الإقليمي، وقابلية إعادة تدوير تقنية التوربينات وخصوصًا إعادة استخدام النيوديميام.
قال فيشرمان إن حساباتهم بإمكانها بدء محادثة واقعية حول إمكانية إنتاج هذه التوربينات وهو ما يُعتقد أنه ممكن مع إدارة مناسبة.
وأضاف أيضا أنه لا يمكننا التوثق من فاعلية إنتاج الكهرباء عن طريق التوربينات في البحر على الرغم من وجود إيجابيات، حيث نجح لدينا توليد كهرباء الرياح على اليابسة على الرغم من أنه أضاف طبقات من التعقيد لكنْ هناك شيء واعد.
وأضاف أيضا أن ما سيقومون به الآن هو عمل خطة لدراسة جدوى الوقت وحجم الإنتاج إذ إنهم سيبدؤون من الصفر، وهو ما يعطيهم الوقت الكافي للقيام بها بشكل صحيح تحت ظل بحث علمي جيد، وهي بداية جيدة!
المصدر :
https://www.sciencedaily.com/releases/2019/04/190402164523.htm