مشافي الشام في العهد الأيوبي
الجزء الأول: مشفى القيمري
لقد تمتعت دمشق بسمعة طيبة في المجال الصحي والطبي خلال فترة حكم صلاح الدين الأيوبي 1171-1193 فلمع فيها حوالي 21 اسمًا في مجال الطب، وقد دوَّن ذلك الكاتب ابن أبي أصيبعة 1203-1270 وسنتحدث في هذا الجزء عن مشفى القيمري في دمشق:
هو “بيمارستان القيمري” في دمشق وهو مشفى غير مشهور مثل البيمارستان النوري فهنالك من دوَّن 60 مشفى في الديار الإسلامية ولم يذكر القيمري بينهم. قد يكون مكانه المخفي بين الأسواق هو أيضًا سبب لعدم شهرته والغموض الذي يدور حوله.
يقع البيمارستان القيمري في حي الصالحية على التلة المطلة على دمشق القديمة. وهذه المنطقة ذاتها التي سكنها المقادسة وغيرهم بعد الغزو الصليبي وأيضًا حوت من هرب من المغول، وضمن الحي يوجد مسجد محي الدين ابن عربي وبجانبه يوجد مشفانا وقد وُضعت رخامة على بابه نُقش عليها أنه من تأسيس أسرة سيف الدين يوسف القيمري. حينما تدخل إلى الداخل تجد بناء يتخلله الحجر أسود اللون يعود للنموذج المتبع خلال الفترة المملوكية.
وقد كرّس المؤرخ تيري ألن حوالي 8 صفحات تصف فيه مزاياه المعمارية كما شرح عنه بزيادة عن باقي المشافي في دمشق وحلب والتي سنذكرها في بقية أجزاء السلسلة.
كما ذكر تفاصيل عن المبنى في الداخل حيث يحوي على حوض ماء رباعي الزوايا في وسط الفناء ومحاطة من جميع جهاتها بأربع غرف مقوسة أو ما يسمى محليًا ب “ليوان” أو “إيوان”.
ويُذكر أن جانبًا من المشفى كان مخصصًا للمرضى الإناث كما كان المشفى مزود بعنفة جر مياه “ناعورة” على النهر المجاور “يزيد” وهو أحد فروع نهر بردى.
المدخل المقفل مزود بباب خشبي يرجح أنه حديث نسبيًا حيث كانت بنيته لا تتماشى مع حقبة تاريخ إنشاء المشفى ويوجد أعلى الباب نقشات تاريخية مزخرفة لكنها لا تعطي معلومات عن المشفى أو ما يحصل داخله. كما كان الباب محاطًا بمواد أشبه بالنفايات.
بناء المشفى غير مفتوح للزوار من العامة.