معلومات عن الإندومي Indomie – ما له وما عليه
في البداية يجب أن نتعرف على بعض النقاط الهامة عموما وهي :
1- الغذاء والشراب الطبيعي هو أفضل غذاء للإنسان وللطفل وخصوصا مع تنوعه بما يوافق احتياجات الجسم – وغالبا ما لا يقع الضرر مع كثرة تناوله مع الأيام أو تكراره مع الأيام إذا لم يكن يتحسس البعض منه أو يؤثر على أمراض معينة لديهم.
2- أما الغذاء والشراب التجاري المحفوظ فبجانب أنه عرضة لوقوع التجاوزات فيه من بعض رؤوس الأموال التي لا تراعي ضميرا ولا مبادئ في مقابل كسب المال وانتشار التوزيع : فإن الإكثار منه واتخاذه وجبة أو مشروب أساسي يومي أو بصورة شبه يومية هو أمر غير مفضل عموما .. وذلك لأنه حتى المواد الصناعية الحافظة أو مكسبة اللون أو النكهات التي تكون فيه وتجيزها الهيئات الغذائية وغيرها : فهي تجيزها بكمياتها المحدودة في التناول – وأما كثرتها فقادرة على إصابة الإنسان بالأمراض على المدى القريب أو البعيد للأسف – بمعنى آخر : ليس مجرد أن الغذاء أو الشراب المعين تجيزه الهيئات الرسمية أن ذلك يفتح الباب على مصراعية لتناوله بصورة دائمة أو شبه دائمة.
3- هناك مزيد عناية واهتمام خاصين بالمرأة الحامل وكذا بالمواليد والأطفال في أعمارهم الأولى – وذلك لأهمية ما تتناوله الحامل في تلك الفترة على الجنين وهو في وقت التكوين – وأيضا جسم الأطفال ما بعد الولادة وإلى سن الأربع والخمس سنوات إلى سبع سنوات في مرحلة بناء الجسم.
والآن يمكننا البدء في الحديث عن الإندومي …
—————————————————–
1- تعتبر الإندومي Indomie (وأحيانا تكتب الإم كابيتال IndoMie) هي أشهر شعيرية سريعة التحضير Noodles في العالم اليوم – وهي من إنتاج شركة إندوفود سوكسيس ماكمور الإندونيسية (ومن هنا نفهم معنى الاسم حيث “إندو” مأخوذة من إندونيسيا و “مي” مأخوذة من كلمة الشعرية بالإندونيسية).
2- بدأ إنتاج هذا النوع من الشعرية سريعة التحضير لأول مرة في إندونيسيا منذ 1969 – وقد بدأت أولا بنكهة مرقة الدجاج – ولم يكن يتوقع أحد أن تنتشر بعدها بهذه الصورة الرهيبة في جميع أنحاء البلاد والبلاد المجاورة كذلك بل والبعيدة !! حيث ساهمت سرعة تحضيرها وسهولته في اعتماد الملايين عليها كغذاء سهل التحضير وسريع لدرجة أنه لم يأت عام 1982 إلا وقد بدأ طرح نكهات أخرى غير مرقة الدجاج لتناسب التنوع والأذواق أكثر.
3- ومع هذا الانتشار الضخم (حيث صارت أشهر شعيرية سريعة التحضير في العالم) ظهر متضررون أو منافسون في سوق الغذاء الذي تأثر بوجودها – وبالتالي بدأ بث الشائعات عنها لتخويف الناس منها ومن مكوناتها واستغلال جهل عامة الناس بالأسماء والمفاهيم العلمية لهذه المكونات لبث الرعب فيهم بقصص ومبالغات ليست حقيقية – وقد ساهم في انتشار كل ذلك لسنوات عدم تطور طرق التواصل في الإنترنت ساعتها كما هي عليه الآن وخاصة بالنسبة للمراكز والهيئات الغذائية الرسمية ومواقعها الرسمية – حيث كان من السهل جدا لأي إشاعة غير مثبتة أو مدعمة بمصدر رسمي ورابطه أن تنتشر عبر الإيميلات الشخصية وكذلك عبر المنتديات والمواقع غير المتخصصة (مثل إشاعات حول طحن واستخدام عظام الحيوانات بدلا من عجين الشعيرية الأصلي – وإشاعات حول الأضرار الرهيبة لملح غلوتامات أحادي الصوديوم MSG والذي رمزه العالمي E621 – بالإضافة إلى التحذير من ضعف مكوناتها الغذاية وتنوعها المطلوب للجسم وخاصة الأطفال – والتحذير من تسببها في السمنة – وكذلك إعطاء ارتباط بها أشبه بالإدمان).
4- ولذلك فلم يتم تسجيل حالة اعتراض واحدة (رسمية) ضد الإندومي من جهة غذائية أو متخصصة طوال عشرات السنين الماضية : إلا حالة واحدة فقط من جارتها (تايوان) – حيث نشرت جريدة The China Post في شهر نوفمبر 2010 أن مكتب الصحة في تايبي بتايوان أعلن أن أحد مكونات الصلصة المرفقة مع الإندومي هي مادة حافظة تستخدم في مستحضرات التجميل وهي الميثيل بارا هيدروكسي بنزوات ورمزها E218
ورغم أن هذه المادة مصرح بها غذائيا من منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأغذية والزراعة العالمية : إلا أن شركة الإندومي رفضت هذا الاتهام من الأصل (وقد تم اعتبار الأمر أحد أوجه صراع الشركات في الصين نتيجة شعبية الإندومي المتزايدة)
وبالفعل في 6 ديسمبر من نفس العام 2010 (يعني في اقل من شهر) عادت الإندومي للأسواق التايوانية من جديد.
والآن …..
تعالوا نتناول كل نقطة من الإشاعات والتحذيرات السابقة بشيء من التوضيح والشرح المبسط.
5- أما عن إشاعات تكونها من عظام حيوانات : فبعيدا عن أية فيديوهات يمكن فبركتها أو نسبتها إلى الإندومي – فالأمر نفسه مستبعد – أو على الأقل لن يمر على جميع هيئات الغذاء في العالم وفي كل البلدان الذي لو تم اكتشافه ولو مرة واحدة كفيل بإغلاق شركة الإندومي إلى الأبد وتغريمها أموالا دولية طائلة – وعلى العموم :
فلو تناولنا منطقة الجزيرة العربية على اعتبار احتوائها إلى حد كبير على هيئات غذائية تخضع إلى حد معقول للقوانين والاتفاقات الدولية الصارمة وكذا الرقابة الداخلية :
فسنجد أنه لم يعترض على الإندومي أحد إلى اليوم.
وكذا في باقي بقاع العالم من استراليا وأسيا إلى الأمريكتين مرورا بأفريقيا وأوروبا.
ومع ذلك :
يبقى الكشف الدوري عالميا ومحليا كل فترة هو عامل الأمان والضبط من العينات الذي يمكن الاطمئنان له والاعتماد عليه – وخصوصا مع الانتشار الواسع جدا للإندومي لرخص سعره.
6- بالنسبة لملح غلوتامات أحادي الصوديوم MSG والذي رمزه العالمي E621 وتنتجه شركة أجي نو موتو Ajinomoto اليابانية :
Ajinomoto
والذي بالغت الإشاعات في وصفه والتخويف منه باعتباره (القاتل الصامت) !! أو المدمر لخلايا المخ ونمو الأطفال وذكائهم ومدمر للذاكرة إلخ إلخ :
فالعلم يقول غير ذلك !!
وأن المادة في كمياتها المحدودة القليلة : هي في ظل المسموح به بل وموجودة في الكثير من الأطعمة بالفعل – وأن بعض الأعراض التي قد تصيب أشخاص معينين هي بسبب (حساسيتهم) من تلك المادة وليس لشيء فيها نفسها – وإليكم الكلام التالي ننقله كاملا من موقع (الهيئة العامة للغذاء والدواء) السعودية Saudi Food & Drug Authority أو اختصارا sfda :
اضغط هنا
وجاء فيه عن مادة مادة جلوتامات الصوديوم الأحادية وعلاقتها بسلامة الأغذية :
هي عبارة عن ملح مكون من الصوديوم والجلوتامات مشتقة من حمض الجلوتاميك أحد الأحماض الأمينية المكونة للبروتين. وعليه فإن مادة الجلوتامات توجد بصفة طبيعية في اللحوم والدواجن والأسماك والألبان وحليب الأم وغيرها من الأغذية.
تعرف هذه المادة أيضاً بمسميات أخرى مثل: (أكسنت – فيتزين – أجينوموتو) وتستخدم هذه المادة منذ القدم في المطبخ الآسيوي كمعزز للنكهة وكانت تستخدم على هيئة مستخلص أعشاب بحرية. وفي عام 1906م أكتشف اليابانيون أن المادة الفعالة في هذا المستخلص عبارة عن جلوتات وسجل كبراءة اختراع لحساب شركة Adjinomoto اليابانية في عام 1909م.
وبالرغم من ارتباط استخدامها بالأكلات الآسيوية، إلا أنها الآن تستخدم على نطاق واسع في الكثير من الأطعمة وفي وجبات المطاعم السريعة في معظم دول العالم.
يؤدي تأثيرها المشترك مع حمض الجلوتاميك في البروتين النباتي لمضاعفة الإحساس بالنكهة في المادة التي تضاف لها ثماني أضعاف نكهة المكونات الأصلية، ولذلك انتشر استخدامها لزيادة استساغة الأغذية البروتينية وتقليل الحاجة لإضافة ملح الطعام.
توضح الدراسات التي مولتها هيئة الغذاء والدواء الأمريكية في عام 1995م أنه لم يتضح علاقة هذه المادة ببعض الأمراض التي يشاع أنها تسببها مثل الزهايمر Alzheimer وبعض الأمراض العصبية الأخرى، ولكن وجد من خلال الحالات المرضية التي ترصدها بعض الجهات الصحية في بعض البلدان أنها يمكن أن تسبب لبعض الأشخاص بعض الأعراض التي تعرف عادة بمتلازمة المطاعم الصينية مثل : (الصداع – أحمرار الوجه – التعرق – الإحساس بالشد في منطقة الوجه – تنمل وحرقة في الفم – زيادة نبض القلب – ألم في الصدر – ضيق تنفس – غثيان)، الأمر الذي أدى إلى إجراء الكثير من الدراسات التي تهدف إلى تقييم سلامة هذه المادة ومدى مأمونية استخدامها.
وتعتبر الجهات الرقابية والهيئات الدولية المعنية بسلامة الغذاء مادة جلوتامات الصوديوم الأحادية مادة مضافة مأمونة إلى الحد الذي لا ترى معه العديد من هذه الجهات ضرورة وضع حدود للكمية التي تستهلك منها. ففي أمريكا أدرجت هذه المادة منذ عام 1959م ضمن قائمة “المواد المصنفة على أنها مأمونة عموماً”.
GRAS Generally Recognized As Safe
نكتفي بالنقل إلى هنا ويمكن متابعة القراءة من الرابط الذي وضعناه لمَن يريد : وخصوصا باقي التأكيدات الدولية الأمريمية والأوروبية على سلامة المادة في ذاتها ونصيحة المصابين بالحساسية من الإندومي بعدم تناولها او التقليل جدا منها.
وهذا رابط آخر من شركة (سواب Sawab) المنتجة للإندومي وفيه حديث عن نفس المادة : وفي آخر الرابط تجدون روابط أخرى كثيرة عربية وأجنبية عن نفس المادة لمَن أراد الاستزادة :
اضغط هنا
ونتابع …
7- بالنسبة لضعف مكونات الإندومي الغذائية : فهذا صحيح – وقد حاولت الشركة تعويض ذلك مؤخرا بإضافة بعض أجزاء الخضروات إلى الوجبة – ولكن يبقى حقيقة أن الإندومي هي أقرب للمعكرونة في تكوينها الكربوهيدراتي الأساسي والذي غالبا ما تتسبب نشوياتها في الإصابة بالسِمنة مع الوقت ومع مداومة تناوله وكأنه (وجبة) كافية في المرة الواحدة (وهو ما تفعله الكثير من الأمهات للأسف مع أطفالهن لسهولة وسرعة التحضير مع رخص الثمن وكذلك الكثير من الطلبة والعزاب).
إذن :
للحيلولة دون التأثر سلبا من تناول الإندومي وخصوصا كـ (وجبة) : فالنصيحة الشهيرة هي تقديمه مع مكملات غذائية أخرى هامة مثل بعض الخضروات كالبازلاء والجزر والبصل أو البطاطس – وكذلك البيض أو بعض اللحوم أو الدجاج أو الأسماك ونحوه ….
أيضا :
يُفضل لتمام الاطمئنان عدم استخدام كامل المرفقات مع الإندومي من نكهات وصلصة ونحوه – وإنما يمكن استخدام كمية قليلة منها لا تزيد عن النصف تقريبا.
وأما بعض الأشخاص الذين يبالغون في الاحتياط لصحتهم :
فإنهم بعد وضع الإندومي في ماء ساخن : ينقلونه إلى ماء ساخن آخر قبل الأكل – والغرض من ذلك هو أن الماء الساخن الأول ينزل فيه ما قد يكون ضارا من أي مواد حافظة – فلا يتبقى إلا الإندومي فقط في الماء الساخن الثاني.
8- وأخيرا يتبقى بعض المخاوف من أن التركيبة نفسها (أي بعض المواد مع بعضها) قد يكون لها تأثير بالفعل على الدماغ (ولكن ليس في ضعف الذاكرة أو التلف كما روجت الإشاعات) ولكن في زيادة نسبة الدوبامين الذي يُسبب الشعور بالراحة والسعادة (مثل تأثير المخدرات) – وهو ما لم يتم تأكيده بدراسة عملية موثقة بعد على حد علمنا.
وبالطبع لا يصح وصف البهجة التي تصاحب اكلة خفيفة بأنها كشعور الدوبامين !!
وفي النهاية – وكما قلنا في البداية – :
من المرجو في مجال الأغذية والأشربة التجارية المحفوظة : عدم الإكثار منها – ولا اعتبارها غذاء (أساسي) أو (يومي) أو (نداوم عليه) .. وإنما يمكن جعله حسب الحاجة أو كل فترة أو كلما اشتهته النفس .. هذا أءمن من وجهة نظرنا.
مع متابعة جديد الدراسات حول كل ذلك كل فترة.
والله يحفظنا ويحفظكم..