#منكوشات_تطورية ما هي قصة الأركيوبتريكس ؟ هل هو الحلقة المفقودة فعلا بين الديناصورات والطيور ؟
في المنشورين السابقين من هذه السلسلة رأينا معا أولا : كيف هي متميزة الطيور بشدة عن الديناصورات والزواحف – وحتى عن الثدييات – بأجهزتها الفريدة وأعضائها المخصصة للطيران واعتراف علماء التطور أنفسهم بذلك
وثانيا : أنه بسبب ذلك ولوجوب وجود أنواع وسيطة متدرجة بين صفات وتشريح الديناصورات والطيور (يعني كائنات نصفها ديناصورات ونصفها طيور) وهو ما لم يحدث : فقد اضطر التطوريون لاختراع وتزييف وتلفيق وقبول حفريات وهياكل عظمية مغشوشة على أنها حلقات التطور المفقودة بين الديناصورات والطيور (مثل الأركيورابتور) : وهو الشيء الذي لم تمانع مجلة عالمية تطورية شهيرة مثل (ناشيونال جيوغرافيك) نشر خبره وتبنيه إعلاميا : رغم علمها المُسبق بتلفيقه !!!
(وهذا فيه دلالات كثيرة جدا لأي عاقل وخصوصا أن مثل هذه الحادثة العشرات !! فهل من متعظ ؟!!)
اليوم نتحدث عن أشهر حلقة مفقودة (بزعم التطوريين) وهو طائر الأركيوبتريكس ARCHAEOPTERYX
———————
عاش طائر الأركيوبتركس، السلف المزعوم للطيور الحديثة وفقا لأنصار التطور قبل 150 مليون سنة تقريبا. حيث يزعم التطوريون أن بعض الديناصورات الصغيرة مثل الفيلوسيرابتور VELOCIRAPTOR أو الدروماصور DROMAEOSAUR هي التي تطورت من خلال تحور أيديها إلى أجنحة ثم بدأت في الطيران !!
وعلى هذا افترضوا أن الأركيوبتركس شكلا انتقاليا تفرع عن أسلافه الديناصورات ويحمل صفات خليطة بين الزواحف والطيور !! وخصوصا أن الحفريات التي وجدوها له (أي مجموعة العظام المتبقية منه ما بين عظمة أو اثنين أو مجموعة) لم يكن من ضمنها عظمة القص STERNUM (وهي عظمة أسفل صدر الطيور وتثبت فيها العضلات المرنة للجناحين) !! وعلى هذا افترضوا وزعموا انه لا يملك عظمة قص مثل الطيور رغم أنه لديه جناحين إذن : هو الحلقة المفقودة بين الديناصورات والطيور وهو أصل الظيور من 150 مليون عام !!
فهل هذا الكلام صحيح ؟؟! (ولاحظوا أنه لا زال مذكورا في الكثير من الكتب المدرسية والجامعية إلى اليوم !!) وإليكم المفاجآت ….!
————–
في 23 يونيو عام 2000 م نشرت صحيفة (النيويورك تايمز) خبرا علميا صادما بعنوان :
اكتشاف حفرية تهدد نظرية تطور الطيور
“Fossil Discovery Threatens Theory of Birds’ Evolution” !
وتم نشر الخبر كذلك في مجلات علمية شهيرة مثل مجلة (Science) ومجلة (Nature) وفي قناة BBC الإخبارية !!.. وكان الخبر العلمي يحوي المفاجآت التالية :
– اكتشاف حفرية جديدة للأركيوبتريكس من الشرق الأوسط
– عمرها يعود إلى 220 مليون سنة !! (يعني ليس 150 مليون !!)
– مغطاة بالريش مثل الطيور تماما !!
– لديه عظمة قص مثل الطيور تماما !!
– وكذلك لديه عِراق ريش مجوف Hollow shafts in its feathers
وكل ذلك يدحض المزاعم التطورية السابقة جملة وتفصيلا !!! ويكفي أن زمن وجوده كطير يسبق ما زعمه التطوريون بـ 75 مليون سنة كاملة !! فهل تم نسف خرافات التطور كما يقول التطوريون دوما أننا لو وجدنا حفرية قبل وقتها فذلك يهدم التطور ؟!!
نترك لكم الإجابة (التطور عقيدة أيدلوجية لا أكثر ولا أقل) !!
وهذا نص أهم ما جاء في الخبر :
It has been discovered that the fossil, which is unearthed in the Middle East and estimated to have lived 220 million years ago, is covered with feathers, has a wishbone just like Archaeopteryx and modern birds do, and there are hollow shafts in its feathers. THIS INVALIDATES THE CLAIMS THAT ARCHAEOPTERYX IS THE ANCESTOR OF BIRDS, because the fossil discovered is 75 million years older than Archaeopteryx. This means that A REAL BIRD WITH ALL ITS CHARACTERISTIC FEATURES ALREADY EXISTED 75 MILLION YEARS BEFORE THE CREATURE WHICH WAS ALLEGED TO BE THE ANCESTOR OF BIRDS.
—————
إذن الأركيوبتريكس لم بكن إلا نوع منقرض من الطيور ذات الأسنان birds with teeth أو toothed birds كما ذكرنا من قبل
ورغم إذاعة التطوريون أن هذا الأركيوبتريكس لم يكن يستطيع الطيران : ورغم الخبر القاصم السابق عن حفرية الشرق الأوسط التي حسمت الخلاف (من المفترض ولكنهم لا زالوا يكذبون) : فإن الحقيقة كان المفترض التسليم لها منذ 1992 بالفعل !!
وهو تاريخ اكتشاف الحفرية السابعة للأركيوبتريكس ومعه عظمة القص لأول مرة واضحة بعكس ما زعموا !!
وإليكم ما اعترفت به مجلة نيتشر التطورية الشهيرة بخصوص ذلك (وانظروا كيف نقلت التشكيك من الطيران إلى التشكيك في الطيران لمسافات بعيدة) !! :
” تحتفظ العينة السابعة المكتشفة حديثا من الأركيوبتركس بجزء من قص مستطيل لطالما دار شك حول وجوده ولكنه لم يوثَق قط من قبل. ويشهد ذلك على قوة عضلات الطيران في هذا الطائر، ولكن قدرته على الطيران لمسافات طويلة ما زالت موضع تساؤل ” !!
The recently discovered seventh specimen of the Archæopteryx preserves a partial, rectangular sternum, long suspected but never previously documented. This attests to its strong flight muscles, but its capacity for long flights is questionable
المصدر :
NATURE, VOL. 382, AUGUST, 1, 1996, P. 401
—————
فهل رأيتم كيف أن التطور ليس إلا (عقيدة) يتم ترقيعها والالتفاف على أسباب انهيارها بشتى الصور ؟!
بعدما طعنوا في طيران الأركيوبتريكس بالمرة : صار يطعنون في أنه لا يستطيع الطيران لمسافات بعيدة (رغم اعترافهم بقوة عضلاته للطيران لوجود عظمة القص) !!
وهؤلاء كانت صدمتهم في التكوين غير المتماثل لريش الأركيوبتركس والذي لا يمكن تمييزه عن نظيره في الطيور الحديثة الموجودة اليوم !! وهو ما يشير إلى أن ذلك الطير كان بمقدوره الطيران على أكمل وجه مثل أي طائر أو كما قال عالم الحفريات البارز كارل أو. دانبر CARL O. DUNBAR :
” لا ريب في أن يُصنف الأركيوبتركس تحت فئة الطيور بسبب ريشه ”
because of its feathers [Archæopteryx is] distinctly to be classed as a bird
المصدر :
CARL O. DUNBAR, HISTORICAL GEOLOGY, JOHN WILEY AND SONS, NEW YORK, 1961, P. 310
—————
ويمكن إضافة معضلة أخرى إلى كل ما سبق وقد أشرنا لها من قبل وهي : أن الأركيوبتريكس من ذوات الدم الحار (عرفوها من خلال ريشه الذي يحافظ على دفء الجسم) وذلك بعكس الزواحف والديناصورات ذوات الدم البارد !!
والسؤال :
هل يا ترى هناك كائنات وسيطة بين الزواحف والطيور تحمل خصائص انتقالية بين ذوات الدم البارد وذوات الدم الحار ؟!
————-
والآن تبقى آخر شبهتان وهما : وجود مخالب في طرف الجناحين ووجود أسنان (رغم تعرضنا لهما من قبل)
– فأما بالنسبة للمخالب :
فهناك أنواع من الطيور الحية اليوم تملك مخالب في أطراف جناحيها !! وهي طيور مائة بالمائة في كل تكوينها (وهذا من طلاقة قدرة وإبداع الخالق عز وجل وعدم تحدده بما يحدد التطوريون به أنفسهم بغير مسوغ) !!
وذلك مثل طائر الطَّوْرَق TOURACO و الهوآتزن HOATZIN واللذين لهما مخالب تمكنهما من التمسك بالأغصان !!
– وأما بالنسبة للأسنان :
فأولا : أسنان الأركيوبتريكس أو الطيور المنقرضة لا تطابق أسنان الزواحف ولا الديناصورات كما رأينا وشرحنا من قبل (وسنعيده بعد لحظات) – وثانيا : مَن قال أن وجود الأسنان هو سمة خاصة بالزواحف فقط ؟!! اليوم نحن نعرف زواحف ليس لديها أسنان !! فهل بذلك تم استبعادها من تصنيف الزواحف مثلا ؟!!
فالسلحفاة (وهي من الزواحف) ليس لها أسنان ولكن فم شبه منقاري قوي قد تصل قوة ضغطه إلى 80 كيلو جرام يطحن به الطعام !! فهل نستثني السلحفاة من الزواحف لأنها بلا أسنان ؟! أم تراهم يجعلونها من الطيور لأنه لها شبه منقار ؟!
—————-
يقول علماء الطيور المشهورون : إل. دي. مارتن L. D. MARTIN ، وجيه. دي. ستيوارت J. D.STEWART ، وكيه. إن. ويتستون K. N. WHETSTONE أن للأركيوبتركس وغيره من الطيور المشابهة :
” أسنانا مفلطحة غير مشرشرة وجذور عريضة. بيد أن أسنان الديناصورات رباعية الأطراف سلفها من الزواحف : هي ذات أسنان مشرشرة وجذور حادة ”
have teeth with flat-topped surfaces and large roots. Yet the teeth of theropod dinosaurs, the alleged ancestors of these birds, are protuberant like saws and have narrow roots
المصدر :
L. D. MARTIN, J. D. STEWART, K. N. WHETSTONE, THE AUK, VOL. 97, 1980, P. 86.
————-
كما قارن هؤلاء الباحثون أيضا عظام كاحل طائر الأركيوبتركس wrist bones مع مقابلها في أسلافه الديناصورات الزواحف المزعومة : ولم يجدوا أي تشابها بينهما !!
نفس المصدر السابق :
L. D. MARTIN, J. D. STEWART, K. N. WHETSTONE, THE AUK, VOL. 97, 1980, P. 86;
وهذا أيضا :
L. D. MARTIN, “ORIGINS OF THE HIGHER GROUPS OF TETRAPODS,” ITHACA, COMSTOCK PUBLISHING ASSOCIATION, NEW YORK, 1991, PP. 485-540.
———–
وكشفت دراسات أجراها علماء تشريح من أمثال إس. تارسيتانو S. TARSITANO ، وإم. كيه. هيخت M. K. HECHT ، وإيه. دي. ووكر A. D. WALKER أن جون أُستروم JOHN OSTROM أن التطوريين قد أخطئوا تفسير ما رأوه من أوجه تشابه بين أوصال الأركيوبتركس والديناصورات !!
المصدر :
S. TARSITANO, M. K. HECHT, ZOOLOGICAL JOURNAL OF THE LINNAEAN SOCIETY, VOL. 69, 1980, P. 149; A. D. WALKER, GEOLOGICAL MAGAZINE, VOL. 117, 1980, P. 595.
حيث حلل إيه. دي. ووكر منطقة الأذن لدى الأركيوبتركس واكتشف أنها شديدة الشبه بنظيرتها في الطيور الحديثة الموجودة اليوم
المصدر :
A.D. WALKER, AS DESCRIBED IN PETER DODSON, “INTERNATIONAL ARCHAEOPTERYX CONFERENCE,” JOURNAL OF VERTEBRATE PALEONTOLOGY 5(2):177, JUNE 1985.
—————–
وفي مقالة بعنوان : زوال نظرية ’الطيور هي ديناصورات
THE DEMISE OF THE ‘BIRDS ARE DINOSAURS’ THEORY
كتب عالم الأحياء الأمريكي ريتشارد إل. ديم RICHARD L. DEEM عن الأركيوبتركس وادعاء تطور الطيور عن الديناصورات ما يلي :
” تبين نتائج الدراسات الحديثة أن أيدي الديناصورات ذوات الأقدام قد اشتقت من الأرقام واحد، واثنين، وثلاثة، في حين أن أجنحة الطيور، على الرغم من تشابههما من ناحية البنية، مشتقة من الأرقام اثنين، وثلاثة، وأربعة… وهناك مشكلات أخرى تواجه نظرية “الطيور هي ديناصورات”. فالطرف الأمامي للوحوش ذوات الأقدام أصغر بكثير (بالنسبة لحجم الجسم) من الطرف الأمامي للأركيوبتركس. كما أن “الجناح البدائي” الصغير للوحوش ذوات الأقدام ليس مقنعا جدا، خاصة عند الأخذ في الاعتبار وزن هذه الديناصورات الثقيل للغاية. ويجب ألا ننسى أن الغالبية العظمى من الوحوش ذوات الأقدام تفتقر إلى عظام المعصم شبه الهلالية، وتستعيض عنها بعدد كبير من عناصر المعصم الأخرى التي لا يوجد أي تماثل بينها وبين عظام الأركيوبتركس. وبالإضافة إلى ذلك، ففي كل الوحوش ذوات الأقدام تقريبا، يخرج العصب السادس من الجزء الجانبي من قحف المخ (الجمجمة)، بالإضافة إلى عدة أعصاب أخرى، بينما في الطيور، يخرج هذا العصب من الجزء الأمامي من قحف المخ، عبر فتحة خاصة به. كما توجد مشكلة أخرى صغيرة ألا وهي أن الغالبية العظمى من الوحوش ذوات الأقدام ظهرت بعد ظهور الأركيوبتركس” !!
المصدر :
RICHARD L. DEEM, “DEMISE OF THE ‘BIRDS ARE DINOSAURS’ THEORY,”HTTP://WWW.YFILES.COM/
—————-
الخلاصة :
تشير هذه الحقائق مرة أخرى بكل تأكيد إلى أن لا الأركيوبتركس ولا الأنواع الأخرى من الطيور القديمة المشابهة له كانوا أشكالا انتقالية. ولا تشير الحفريات إلى أن أنواع الطيور المختلفة تطورت من بعضها البعض. بل على العكس، يثبت سجل الحفريات أن طيور اليوم الحديثة وبعض الطيور القديمة مثل الأركيوبتركس عاشت في الواقع مع بعضها البعض في نفس الوقت. وصحيح أن بعضا من أنواع هذه الطيور، مثل الأركيوبتركس والكونفيوشسورنيس CONFUCIUSORNIS ، قد انقرض، لكن الحقيقة المتمثلة في أن بعض الأنواع التي كانت موجودة فيما مضى قد تمكنت من البقاء حتى يومنا هذا لا تدعم في حد ذاتها نظرية التطور