قبل الصادات الحيوية، كان العفن المنزلي يستخدم لعلاج حالات العدوى الجرثومية في كل من اليونان ومصر والهند. سجلت هذه الطريقة طبيًّا في العقد الأول من القرن السابع عشر في كتاب With Fire And Sword حيث استُخدم البولندا لعلاج حالات العدوى، والبولندا هو عبارة عن خبز مرطب مع شبكات عنكبوتية.
بين 1870 و1928 لاحظ العديد من الأطباء أن جزءًا من هذا العفن والذي يُدعى بالبنسيليوم Pencillium هو الذي يستطيع محاربة العدوى. في 1928 لاحظ ألكسندر Alexander Fleming بالصدفة أن الذي يقتل البكتريا هو بالضبط مادة ينتجها العفن وليس العفن ذاته، حيث لاحظ أن مستعمرات من الجراثيم العنقودية المذهبة قد قتلت أو توقف نموها من خلال العفن النامي على نفس الطبق (طبق بيتري).
بعد عشر سنوات تم عزل وتنقية البنسلين واستخدامه كأول مضاد حيوي. أعاد الباحثون تجارب فليمينغ واستطاعوا إنتاج كميات جيدة من البنسلين والقيام بالتجارب على الحيوانات والتجارب السريرية. هذا الاهتمام لم يكن من قبل الباحثين فقط، وإنما أيضًا الشركات الدوائية كانت مهتمة جدًا بهذا الاكتشاف وبدأت بإنتاج البنسلين لأهداف تجارية. وقد استخدم على نطاق واسع لعلاج الجنود خلال الحرب العالمية الثانية، وفي نهاية الأربعينات انتشر على نطاقٍ أوسع حتى أصبح متاحًا للعامة.
مع نجاح البنسلين بدأ سباق إنتاج المضادات الحيوية الأخرى.
بعض الأدوية تؤثر على عدد كبير من المتعضيات، تسمى حينها بالمضادات الحيوية واسعة الطيف (منها بعض مشتقات البنسلين)، بينما يوجد أدوية لها تأثير على عدد قليل من المتعضيات تسمى بالمضادات الحيوية ضيقة الطيف.
ما أهمية هذا الاكتشاف؟
قبل عصر المضادات الحيوية، كان 90% من الأطفال المصابين بالتهاب سحايا جرثومي يموتون بسببه، ومعظم من يبقى على قيد الحياة منهم يصاب بإعاقات دائمة، تتدرج من الصمم حتى التخلف العقلي.
كانت الجراثيم العقدية الموجودة في الحلق فيما مضى تسبب أمراضًا مميتة، وكذلك كان التهاب الأذن في بعض الأحيان ينتشر إلى الدماغ ويسبب أمراضًا خطيرة، بينما أصبح علاجها الآن بسيطًا للغاية.
وغيرها من الأمثلة..