“فإن العقول مهما بلغت، والأفهام مهما اشتدّت، والذاكرة مهما احتدّت، لا يصلُ الإنسانُ بها إلى الحقيقة كما يُوصلها الله إليه بوحيه المنزّلِ على رسله وأنبيائه، لأن من خَلق الأشياء أعلمُ بها، ولكن إذا ضعُف يقين الإنسان بخالقه، ضعُف يقينُه بالعلم الذي لا يُخطئ، بل كلما تقدّم به عمره، ندِم على ما فعله في سابقِ أمره؛ ليجعل الله ذلك شاهداً على العقول من أنفُسها، ولكن طُبعت النفس على كراهة التفكّر في أخطائها، وحُبّ إطالة التأمل في صوابها، فبينما تمرّ على الخطأ كلمح البصر، تعكف ناظرةً إلى صوابها، حتى تبلغ مبلغ منازعةِ الخالق في علمه وحكمته”
الخراسانية في شرح عقيدة الرازيين – صـ5 / عبدالعزيز الطريفي