من سيقتل من!! الآلة ام الانسان ؟
بداية دعونا نشرح نشأة هذا العلم بالتفصيل -علم الروبوتات والأتمتة الصناعية-, وكيف بدأت خطورت الآلة على المجتمع في المجالين العسكري والاقتصادي, من عام 1904 حتى يومنا الحالي.
بدأت القصة سنة 1904 على يد المخترع جون فلمنغ حينما اخترع أول صمام [1]إلكتروني أثناء سعيه لتحسين أداء الإرسال لجهاز الراديو حيث اكتشف أنه:
“لو كان بحوزته أنبوب مفرغ بقطبين أحدهما ساخن والآخر بارد؛سيكون بالإمكان الكشف عن موجات لاسلكية”. إلا أنه في العام 1906 في فيينا؛ أضاف روبرت فون ليبن قطبًا ثالثا ليجعل من الإشارات الضعيفة أقوى وأعلى بكثير.
بعد ثورة الصمامات ومع ازدياد الصناعات الإلكترونية احتاج العلم بديلًا للصمامات وبالفعل أوجدوا بديلًا و ظهرت أولى الترانزستورات [2] من قبل ويليام شوكلي, وجون باردين وولتر براتين في مختبرات شركة بل تلفون في الولايات المتحدة الأمريكية في العام 1948, والترانزستور مشابه في وظائفه للصمام إلا أنه يمتلك خواصًا أفضل وأعلى جودة، وهو يصنع بشكل أساسي من مواد شبه موصلة مثل:
السيليكون والجرمانيوم,فالترانزستور بعكس الصمام لا يحتاج إلى تسخين ابتدائي، واستهلاكه للطاقة قليل، وحجمه ووزنه مقارنة بالصمامات أقل بكثير، وظهرت فوائد واستخدامات أكثر تعقيدًا وفائدة للمجتمع.
فاستخداماته تكون في معظم الأجهزة التي صنعت عام 1948 إلى يومنا هذا، في هواتفنا وفي مصانعنا وسياراتنا وطائراتنا.
و لم يقف العلم عند هذه المرحلة,فبعد عام من اختراع الترانزستور سنة 1949, كان الاتجاهنحواختراع الدوائر المتكاملة -IC-
بدأت القصة عندما حاول المهندس الألماني فارنر جاكوبي من شركة سيمنز؛ تسجيل براءة اختراع لمجموعة من خمس ترانزستورات لتكوين أمبليفاير (مضخم) من مرحلتين , وحاول إيجاد جهات داعمة لفكرته لكن لم تصنع براءة اختراع فارنر على نطاق تجاري.
بعدها بثلاث سنوات تبنى عالم الرادار البريطاني جيفري ديمر فكرة الدوائر الإلكترونية المتكاملة، وألقى محاضرات كثيرة سعيًا لنشر الفكرة وجذب أنظار المهتمينفي واشنطن دي سي،وكان ذلك عام 1952 لكنه فشل.
لكن في عام 1957 عرض مهندس الكهرباء الأمريكي جاك كلبي من شركة أجهزة تكساس؛الفكرة على الجيش الأمريكي والتي لاقت استحسانًا ورواجًا واسعًا، هذا الأمر مهّد الطريق لاحقًا إلى بدء الثورة الإلكترونية عن طريق تصميم “كلبي” لشريحة الدوائر الإلكترونية،فأصبحت أبعاد الدوائر mm6*4mm وأصغر من ذلك بكثير!
ما هي الدوائر الإلكترونية بصورتها الدقيقة؟
إن مكونات الدائرة الإلكترونية عبارة عن عناصر إلكترونية متنوعة، منها المقاومات, والمكثفات, والديودات، وكل عنصر من هذه العناصر له خواص محددة ودور يقوم به خلال عمل الدائرة, تجميع هذه العناصر في دائرة واحدة ينتج عنه دائرة ‘لكترونية منفصلة، تقوم بوظيفة معينة في عمل الجهاز, لكن هناك إشكالية تكمن في كبر حجم تلك الدائرةلاحتوائها على عدد كبير من العناصر الإلكترونية، ناهيك عن الاستهلاك الكبير لتلك الدائرة المنفصلة للطاقة.
فمثلًا جهاز متطور كالهاتف الخلوي يحتاج إلى ملايين العناصر الإلكترونية، وبالتالي آلاف الدوائر الإلكترونية المنفصلة, فلك أن تتخيل حجم جهاز خلوي ذكي أو كمية الطاقة المستهلكة لو قررنا بناءهباستخدام دوائر إلكترونية منفصلة! فالفكرة تكمن في تجميع ملايين العناصر الإلكترونية وتركيبها في شريحة إلكترونية صغيرة لتكون دوائر إلكترونية متكاملة،مع أفضلية: قلة التكلفة, قلة استهلاك الطاقة، وبالتأكيد تجميع دوائر إلكترونية متكاملة في مساحة صغيرة جدًا (المساحة القياسية التي تشغلها الدائرة المتكاملة في عام 2012 هي بضع ملليمترات مربعة إلى 450 ملليمتر مربع، وتحتوي على ما يصل إلى 9 مليون ترانزيستور لكل ملليمتر مربع)! وهي بالتأكيد مساحة صغيرة جداً.
لم تتوقف الثورة الصناعية عند الدوائر المتكاملة؛ فظهرت الدوائر المنطقية باستخدام البوابات المنطقية، ففي سنة 1969؛ سافر فريق من المهندسين اليابانيين من شركة BUSICOM إلى أمريكا بدعوة من شركة INTEL، حيث طلبت منهم بعض الدوائر المتكاملة للآلات الحاسبة . ومن بين هذا الفريق مهندس يدعى “ماركيانهوف”،والذي اقترح ضرورة إيجاد حلول بديلة للدوائر المتكاملة، حيث تخزن داخلهاالبرامج المستخدمة.
هذا الاقتراح كان يتطلب المزيد من وحدات الذاكرة في مشروع الشركة اليابانية حول تصميم الدوائر المتكاملة،الأمر الذي سيكون أكثر تعقيدًا بهذا الاقتراح. ولكن مع الوقت بدأ التفكير في أول ميكروكنترولر، ونفذت فكرة ماركيانهوف.
وأخيرًا وصل العلم إلى الميكروكونتروللر “المتحكم الإلكتروني القابل للبرمجة [4] ”
ويمكننا أن نصف الميكرو كونترولر بأنه حاسوب صغير, و لهذه التقنية مشكلة بارزة وهي صعوبة برمجته باستخدام لغة التجميع ولغات برمجة الميكروكونترولر، ولهذا فإن هذا المجال كان مقتصرًا فقط على الشركات آنذاك.
ولقد قامت بعض الشركات في تطوير الميكرو بروسسيرإلى لوحات يمكن استخدام لغات برمجة بديلة فيها، على سبيل المثال لوحة الـArduino.
حيث بدأت في عام 2005، وفكرتها هي عمل بيئة تطوير دقيقةللمتحكمات بصورة مفتوحة المصدر تمامًا، وتكون مجانية في ذات الوقت، كما تضمن عمل لوحات تطوير Development Boards صغيرة الحجم بتكلفة بسيطة تبلغ حاليًا قرابة 27 دولار، ليتمكن الطلاب والهواة التقنيون من تحمل سعرها، وحتى عام 2013 شُحن أكثر من 700 ألف لوحة آردوينو.
وبعد ظهور الآردوينو؛ ظهرت ثورة الروبوتات المنزلية والترفيهية بين متناول الجميع، في المدارس، والجامعات، والمعاهد، والمسابقات المحلية،والدولية.
ولكنها لم تكن إلا بدايات لعصر الذكاء الاصطناعي، ومن هذه التقنية أصبحت تتفرع الدوائر الإلكترونية المبرمجة، مثل المعالجات الموجودة في أجهزة الحاسوب الحديثة الميكرو بروسسير،أي أنها قادرة على تنفيذ مئات الآلاف من العمليات في أجزاء من الثواني، وتسمى بأنظمة embedded systems، أي أنها تبرمج بأجزاء من الثانية، وبدأ تطوير الألواح الإلكترونية المبتكرة مثل الراسبيري باي, ولكن كل ما ذكرته ليس مخيفًا في مجال الذكاءالاصطناعي!
بعد كل هذه التقنيات الحديثة ظهرت أدوات الذكاء الاصطناعي((ويقصد بالذكاء الاصطناعي جعل الروبوت أو الآلة قادرة على فهم محيطها، وأخذ قرارات ذاتية بحسب محيطها !! ))
في برمجة الذكاء الاصطناعي نستخدم تقنية الـ fuzzy logic و image processing باستخدام الماتلاب، لا نريد الخوض في تفاصيل الأنظمة فهي كثيرة.
في وقتنا الحالي نستطيع برمجة الروبوت على قتل البشر بدون رحمة في كود يكتب بيومين! -نعتذر عن بشاعة الوصف-، كما نستطيع برمجة الروبوت لقتلمن تراهعيناه باستخدام كاميرا مثلًا. ويصبح البشر فريسة سهلة, هذا ليس مخيفًا كثيرًا أيضًا، فنحن برمجناه إذا رأى بشرًاأن يقتلهم, المخيف أكثر هي أنظمة اتخاذ القرار المناسب التي تعمل الشركات على تطويرها دائمًا, من هنا يصبح من الصعب أن نكشف ماذا يمكن للآلة فعله والتفكير فيه! ربما يصبح عندها جيوش خاصة.
كيف يمكن للروبوت أن يقدم لنا المساعدة؟
إنتاجية أكبر. .
استعمال التجهيزات بشكل فعال. .
تكاليف عمل منخفضة. .
نوعية ومكننة أفضل للأجزاء. .
مرونة محسنة. .
إنجاز أقصر للعمل. .
مرونة وسهولة في البرمجة. .
القدرة على العمل في الظروف الخطرة. .
نوعية محسنة لأماكن العمل. .
نوعية محسنة لأماكن الإنتاج. .
عائدات استثمار جيدة..
امتلاك حرية الحركة في الأبعاد الثلاثة للفراغ، مع تزويده بملاقط وأدوات قطع..
ولكن!هناك سلبيات مرافقة!فقد يفقد ربع مليون عامل في القطاع العام في المملكة المتحدة “مثلًا” وظائفهم لصالح الروبوتات خلال 15 عامًا، وفقًا لتقرير جديد يقول أيضًا:”إن الآلات ستكون أكثر فعالية وستوفر مليارات الدولارات”
يقول مركز أبحاث “ريفورم”:”إن مواقع الإنترنت وروبوتات المحادثة الذكيةقد تستبدل ما يصل إلى 90% من إداريي الحكومة البريطانية، وعشرات الآلاف في قطاع الخدمات الصحية، وأطباء العمليات الجراحية العامين، بحلول عام 2030، الأمر الذي قد يوفر على الدولة أربعة مليارات جنيه إسترليني (نحو خمسة مليارات دولار) سنويًا.
هذا العلم التقني البحت؛ واجبنا أن نتعلمه حتى نستطيع محاربةأعداء الدين،وهذا السلاح الأمثل لمهمة نجاح الأمتينالإسلامية والعربية. ومهما وصلتنا تقنيات ضخمة يوجد جزء كبير مخفي عنا، لذلك فلنتعلم ولنطور بأيدينا.
المصادر :
1 – الجزيرة
2–القرية الإلكترونية
3– كتاب ماذا استطعت أن أعلم نفسي في 24 ساعة