هل بقي العرب الأخلاف على ولائهم للدعوة ووفائهم بحقوقها ؟
إنني أذكر هاتين الواقعتين من تاريخنا و أقف متأملاً .
كتب الأستاذ عبد الحليم الجندي في تأليفه القيم القرآن و المنهج العلمي المعاصر يقول: حسب القارئ بيانا لمدى الانتفاع بعلوم الأندلس في عالم الظلمات خطاب صادر إلى الخليفة هشام الثالث ( 418-422) في نصه غنى عن أي تفصيل جاء فيه :
من جورج .. الثاني ملك إنجلتيرا و فرنسا و النرويج إلى الخليفة هشام الثالث.
بعد التعظيم و التوقير .
سمعنا عن الرقي العظيم الذي تتمتع بفيضه الصافي معاهد العلم في بلادكم العامرة فأردنا لبلادنا اقتباس هذه الفضائل لنشر العلم في بلادنا التي يحيط بها الجهل من أركانها الأربعة.
وقد و ضعنا ابنة شقيقنا الأميرة دوبانت على رأس بعثة من بنات الأشراف الإنجليز …
من خادمكم المطيع جورج
في بحث تاريخي للدكتور عبد الهادي التازي يعتب الباحث الذكي على ابن خلدون إهماله لوقائع جديرة بالتسجيل ، يقول : و لأذكر على سبيل المثال العرض الذي تقدم به جوهان ملك إنجلترا إلى الخليفة الناصر بواسطة السفارة التي بعث بها إلى البلاط الموحدي ( 608-1212) .
لقد جاء هذا العرض طلبا لمساعدة عسكرية من الموحدين ضد النبلاء ورجال الدين و الأهالي ، و دليلاً على الامتنان عرض الملك جوهان ملك إنجلترا أن يعتنق الإسلام هو وسائر أفراد رعيته …!!