وعلى كل شخص أن يتجنب التقليد الأعمى وتكون له شخصيته القوية المستقلة وذلك من شأنه أن يرفع قيمته ويزيد هيبته، لأنه إن فعل ذلك (التقليد الأعمى) كأنه أقر بأنه مغلوب، يقول ابن خلدون رحمه الله في مقدمته: إن المغلوب مولع دائما بالاقتداء بالغالب في شعره، وزيه ونحلته، وسائر أحواله، ويرى ابن خلدون أن سبب ذلك أن النفس دائماً تعتقد الكمال فيمن سبقها وانقادت إليه، إما لنظره بالكمال بما وقر عندها من تعظيمه أو لما تغالط به من أن انقيادها ليس لغلب طبيعي وإنما هو لكمال الغالب، فإذا غالطت بذلك واتصل لها حصل اعتقاداً، فانتحلت جميع مذاهب الغالب وتشبهت به، وذلك هو الاقتداء، أو لما تراه من أن غلب الغالب لها ليس بعصبية ولا قوة بأس، وإنما هو بما انتحله من العوائد والمذاهب