نظرية زحزحة القارات
في عام 1912 نشر العالم الألماني ألفريد فيجنر (Alfred Wegener) المتخصص في علم الفلك نظريته التي سميت “زحزحة القارات” (Continental drift)
• فما نظرية زحزحة القارات؟
• وما الشواهد التي اعتمدها فيغنر لصياغة نظريته؟
• و هل تعتبر النظرية صحيحة؟
هذا ما سنتعرفه في هذا المقال:
في أوائل القرن العشرين، نشر فيجنر ورقة علمية تشرح نظريته التي مفادها أن الكتل القارية كانت تنجرف عبر الأرض، وأحيانًا تتحرك عبر المحيطات إلى بعضها البعض. سمى هذه الحركة زحزحة القارات.
افترض العالم ألفرد فيغنر في نظريته أن القارات كانت تشكل قديما كتلة واحدة تدعى بانجيا. ولإثبات نظريته عمد فيجنر إلى دراسة الخرائط الجغرافية والجيولوجية وخرائط المستحاثات، فكانت النتيجة وصوله لثلاثة شواهد قدمها كدليل على صحة نظريته، والتي هي :
• الشاهد الهندسي أو الجغرافي: إذ عد ألفرد تطابق الشكل الهندسي للساحل الشرقي لأمريكا الجنوبية و الساحل الغربي لإفريقيا دليلا على أن هاتين القارتين كانتا تشكلان كتلة واحدة.
• الشاهد الجيولوجي أو الصخري: بعد دراسته للخرائط الجيولوجية لإفريقيا و أمريكا الجنوبية لاحظ تطابقاً في الصخور القديمة التي يتجاوز عمرها ملياري سنة، فافترض أن القارتين كانتا ملتحمتين في زمن الترسب.
• الشاهد المستحاثي: بعد دراسته للمستحاثات القديمة لاحظ فيغنر تماثل مستحاثات الحقب القديمة التي عُثر عليها في القارتين، فقد ركز على الأنواع النباتية والحيوانات البرية؛ وذلك لعدم قدرة الأخيرة على عبور المحيطات كمستحاثة الزاحفة الصغيرة ميزوصوروس ومستحاثة نبات السرخس غلوسوبتريس، فعد هذا الدليل تأكيدا على أن القارتين كانتا كتلة واحدة.
لكن هل هذا يعني أن هذه النظرية صحيحة؟
لم يقبل العلماء نظرية فيجنر، لأنها كانت تفتقر إلى أحد أهم العناصر وهو آلية عملها، أي لماذا تزحزحت القارات؟
اقترح فيجنر أنه ربما تسبب دوران الأرض في تزحزح القارات نحو بعضها البعض وعن بعضها البعض وهو ما عده العلماء اقتراحا غير مقبول أو غير كافٍ
اليوم، حل محلَّ نظرية زحزحة القارات علم تكتونية الصفائح.
فما الصفائح؟ و ما مفهوم تكتونية الصفائح؟ و هل أجاب علم تكتونية الصفائح عن السؤال الذي أخفق فيجنر في الإجابة عنه؟
هذا ما سنعرفه بإذن الله في المقال القادم.
ختاما، يقول الله عز وجل في محكم التنزيل: مَّا أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنفُسِهِمْ وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا (51) -الكهف-
المصدر:
https://www.nationalgeographic.org/encyclopedia/continental-drift/