نوبة انخفاض سكر الدم.
هل انخفاض سكر الدم جيدٌ؟
عمر: أشعر بدوارٍ في رأسي وقد بدأتْ يدايَ ترتجفان كما أنني أتعرّق بغزارة. لمَ أتعرق وأنا لم أُمارس الرياضة؟!
زيد: لا أعلم، لكن يبدو الشحوب على وجهك يا صديقي! هل أنت خائف من شيءٍ ما؟ أو قد يكون “سكر دمك” قد انخفض.
عمر: ولكنني لم آخذ دواءً لخفض سكر الدم!
زيد: لا يقتصر الأمر على ذلك.
ما المشكلة في انخفاض سكر الدم؟ وما هي المسببات عمومًا؟
بسم الله نبدأ ..
في البداية عزيزي القارئ، عليك أن تعلم ما هو نقص السكر وهل يُعد بحد ذاته مرضًا أم مؤشرًا لوجود خلل في الجسم.
إن نقص سكر الدم هو حالة مرضية تتّسم بانخفاض نسبة السكر (الجلوكوز) في الدم بشكل غير طبيعي، والمشكلة في ذلك أنَّ هذا السكر يُعد مصدر الطاقة الرئيسي للجسم. فحالة انخفاض سكر الدم أخطر من حالة ارتفاعه (لينتبه مرضى السكري من هذا)، وسنتناول أعراضها في المقال. ولينتبه مرضى السكري خصوصًا له.
في العادة يعمل علاج داء السكري على خفض مستوى الجلوكوز في الدم، ويهوي لما دون الطبيعي في حال أُخذتْ جرعة زائدة منه. ومع ذلك، يمكن أن يحدث ذلك الهبوط نتيجة مجموعة متنوعة من الحالات، والتي تكون معظمها نادرة.
إن نقص سكر الدم، كما يحدث في الحمى مثلًا، ليس مرضًا في حد ذاته — بل هو مؤشر لوجود مشكلة صحية ما.
يتطلب العلاج الفوري لنقص سكر الدم خطواتٍ سريعة لإعادة مستوى السكر في الدم إلى معدله الطبيعي — حوالي 70 إلى 110 ملغ/دل — إما عن طريق تناول الأطعمة أو المشروبات التي تحتوي على نسبة سكر عالية أو عن طريق تناول الأدوية.أما العلاج طويل الأمد فيحتاج تحديد السبب الكامن وراء نقص سكر الدم وعلاجه.
ولكن كيف أعرف أن نسبة السكر قد انخفضت في دمي؟ وهل من مؤشرات؟
على غرار الطريقة التي تحتاج فيها السيارة البنزينَ لتتحرك، يحتاج جسمك ودماغك إلى إمدادات ثابتة من السكر (الجلوكوز) ليعمل جيدًا. إذا انخفضت مستويات الجلوكوز للغاية، كما يحدث في نقص السكر في الدم، فقد تحدث هذه العلامات والأعراض:
● خفقان القلب.
● علامات جلدية: التعرق وشحوب الجلد.
● علامات ناتجة عن نقص الطاقة: كالإرهاق، والجوع.
● علامات عصبية: الارتجاف والقلق والتهيج وإحساس بالتنميل حول الفم.
● البكاء أثناء النوم.
أما مع تطور نقص السكر في الدم، فقد تشمل العلامات والأعراض ما يلي:
● الارتباك، وصدور سلوكيات غير طبيعية؛ مثل عدم القدرة على إكمال المهام اليومية.
● اضطرابات بصرية، مثل عدم وضوح الرؤية ونوبات فقدان الوعي.
هل يقتصر الأمر على ذلك؟ لا. سترى أكثر من هذا في نهاية المقال في فقرة المضاعفات.
ونأتي الآن إلى صلب الموضوع، وهو الإجابة على سؤال صديقنا عمر. كيف يمكن أن تنخفض نسبة السكر في الدم؟
يرجع الأمر إلى عامل من العوامل التالي ذكرها على الأقل:
● الأدوية:
1). كثير من أدوية السكري إذا أُخذت بجرعة أكبر بكثير من المطلوب (أو أَخذُ الدواء المفترض أخذه قبل الطعام دون تناول الطعام بعده) قد تسبب هذا الانخفاض.
2). قد تسبب بعض الأدوية الأخرى انخفاض مستوى السكر في الدم، وخاصةً في الأطفال أو المصابين بالفشل الكلوي. وأحد الأمثلة يتمثَّل في الكينين Quinine والذي يُستخدَم لعلاج الملاريا.
● الإفراط في تناول الكحوليات:
يمكن أن يؤدي فرط الشرب دون تناول الطعام إلى منع الكبد من إطلاق الجلوكوز المخزَّن في مجرى الدم، مما يؤدي إلى نقص السكر في الدم.
● أمراض الكبد الحادة:
مثل التهاب الكبد الحاد، الذي يؤدي إلى نقص السكر في الدم.
● الاضطرابات الكلوية:
والتي قد تمنع الجسم من التخلُّص من الأدوية تخلصًا مناسبًا؛ فتؤثر على مستويات الجلوكوز بسبب تراكم تلك الأدوية.
● زيادة إنتاج الأنسولين:
قد يؤدي الورم النادر بالبنكرياس (الورم الجزيري أو الأنسوليني Insulinoma) إلى زيادة إنتاج الأنسولين مما يؤدي إلى نقص السكر في الدم. كما يمكن أن تؤدي الأورام الأخرى إلى فرط إنتاج مواد تشبه الأنسولين.
● تضخم خلايا بيتا في البنكرياس:
يمكن أن يؤدي إلى زيادة إنتاج الأنسولين مما يسبب نقص السكر في الدم.
● نقص الهرمونات:
بعض اضطرابات الغدد الكظرية والنخامية قد تسبب نقص الهرمون الرئيسي الذي يقوم بتنظيم إنتاج الجلوكوز. ويكون الأطفال المصابون بهذه الاضطرابات أكثر قابلية للإصابة بنقص السكر في الدم مقارنةً بالبالغين.
● نقص السكر في الدم بعد الوجبات:
بعد الوجبات؟، نعم. أحيانًا يحدث نقص السكر في الدم بعد الوجبات بسبب إنتاج الجسم للأنسولين بكمية أكبر من اللازمة. وهذا النوع من نقص السكر في الدم يُسمَّى بنقص السكر في الدم المتفاعل أو هو نوع من انحرافات ما بعد الأكل، حيث يمكن أن يحدث عند الأفراد الذين أجروا جراحة بالمعدة. ويمكن أن يحدث أيضًا لدى الذين لم يخضعوا لهذه الجراحة.
⊙ المضاعفات:
في حال تجاهل أعراض نقص السكر في الدم لوقت طويل، قد يفقد المريض الوعي. وذلك لأن الدماغ يحتاج إلى الجلوكوز ليؤدي وظائفه بشكل صحيح. أما حالات نقص سكر الدم التي لم يتم علاجها، قد تؤدي إلى:
● نوبات.
● فقدان وعي.
● وفاة.
إلى هنا نصل معكم إلى ختام مقالتنا راجين من المولى لكم دوام الصحة والعافية والشكر عليهما والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.