تعجب بعض الناس من مَنح جائزة نوبل لاكتشاف شيء معروف جدًا!
حيث مُنحت جائزة نوبل لهذا العام في الطب إلى ثلاثة علماء وهم: هارفي جي ألتر، ومايكل هوتون، وتشارلز إم رايس؛ لاكتشاف فيروس التهاب الكبد الوبائي سي المنقول عن طريق الدم.
في الحقيقة كثيرًا ما تُعطى جوائزُ نوبل لاكتشافات قديمة بعض الشيء، خصوصًا حتى تظهر فائدة الاكتشاف أكثر فأكثر.
فما قصة هذا الاكتشاف؟
تعود قصة الاكتشاف إلى ستينات القرن العشرين عندما اكتشف العالم باروخ بلومبرغ فيروس B -وهو أحد الفيروسات المسبّبة لالتهاب الكبد والذي يُنقل بالدم أيضًا- مما أدّى ذلك إلى تطوير اختبارات لتشخيص فيروس التهاب الكبد B وبالرغم من أن هذا قلّل أعدادَ المصابين بالتهاب الكبد إلا أن البروفيسور هارفي ألتر في ذلك الوقت وأثناء دراسته في المعاهد الوطنية الأمريكية للصحة لحدوث التهاب الكبد بين المرضى الذين تمّ نقل الدم لهم وجدَ أن أعداد الإصابات بالتهاب الكبد بين مُتلقِّي الدم المُتبرَع به لا تزال كبيرة.
اكتشف العالم هارفي ألتر أن نقل الدم من هؤلاء المصابين إلى قرود الشمبانزي أدى إلى إصابة القرود بالمرض، كما اكتشفت دراساتّ لاحقةّ أن العامل المُعدي له خصائص الفيروس، وأصبح المرض الغامض حينها يُعرف باسم التهاب الكبد non-A و non-B.
ما دور الاثنان الآخران؟
استطاع البروفيسور مايكل هوتون أثناء عمله في شركة الأدوية chiron عزل التسلسل الجيني للفيروس عن طريق مجموعة من شظايا الحمض النووي من الأحماض النووية الموجودة في دم الشمبانزي المصاب.
أما البروفيسور تشارلز إم رايس وأثناء وجوده في جامعة واشنطن في سانت لويس، فقد وضع اللمسات الأخيرة وذلك من خلال الإجابة على سؤال “هل يستطيع فيروس سي وحده أن يسبب التهاب الكبد؟” حيث أكّد ذلك عن طريق حقن الحمض النووي الريبوزي RNA لفيروس التهاب الكبد الوبائي سي في كبد قرد الشمبانزي حيث لوحظت تغيراتٌ مرضية تشبه تلك التي شوهدت في البشر المصابين بالمرض المزمن.