تفسير الكوبنهاجني للميكانيكا الكمية:
بين العلماء العاملين في معهد بور ما بين الحربين العالميتين، وُهبت كوبنهاجن مكانةً خاصة جداً، هناك حيث الجو الكامل وغير الرسمي تلوح فرصة مناقشة الفيزياء دون اعتبار لأي مسألة أخرى؛ ولأجل هذا الامتياز الخاص وهذه الفرصة الفريدة للعمل مع بور وعلى الرغم من تنفيذ أعمال تجريبية ومهمة علي يدي هيفيسي وكوستر وعلماء آخرين، كان هنالك منظرون أخذوا بزمام الأمور.
ففي عام 1925م طوّر الألماني فيرنر هايزنبرغ (Werner Heisenberg) الميكانيكا الكمية بشكل هائل، والتي تتعارض مع سلفها بما يسمى “نظرية الكم القديمة” والتي اعتمدت على الفيزياء الكلاسيكية وشكلت نظرية مستقلة كلياً.
خلال العام الدراسي 1926م-1927م، عمل هايزنبرغ مساعداً لبور في كوبنهاجن، حيث صاغ مبدأ الشك الأساسي كنتيجة للميكانيكا الكمية.
استمر بور وهايزنبرغ وعدة علماء آخرين في تطوير ما أصبح يعرف باسم تفسير الكوبنهاجني للميكانيكا الكمية، والذي ما زال يمد بالأسس النظرية للنظرية المذكورة.
العنصر المركزي لتفسير كوبنهاجن مبدأ التكامل لبور، عُرِض للمرة الأولى عام 1927م في مؤتمر في مدينه كومو في إيطاليا (Como). ووفقاً للتكامل في الظاهرة الفيزيائية لمستوى الذرة تعبر الظاهرة الفيزيائية عن نفسها معتمدة على شكلٍ مختلف اعتماداً على طريقة الراصد.
بحيث يظهر لنا أن الضوء يسلك أحياناً سلوكاً موجياً وأحياناً سلوك جسيمات. ومن أجل شرح مفصّل كلا الجانبين فهما يتناقضان مع الفيزياء الكلاسيكية، وتفسير كوبنهانجن يقر بأن عملية القياس تؤثر على سلوك النظام الكمي.
والرمز الذي لا يمكن إخفاؤه في عالم الفيزياء للقرن العشرين “ألبرت إينشتاين” الذي لم يقبل التفسير الكوبنهاجني، وأشهر عباراته التي قالها في ضوء هذه الآثار المحتملة: “إن الإله لا يلهو بالنرد”.
النقاشات بين بور وأينشتاين في السلسلة الشهيرة لمؤتمر سولفاي (Solvay Conferences) الفيزيائي لعام 1927-1930م، هي واحدة من أهم النقاشات بين الفيزيائيين في القرن العشرين، عمل “بور” لبقية حياته لتعميم التكامل كفكرة توجيهية مطبقة بميادين الفيزياء.
الفيزياء النووية:
في أوائل ثلاثينيات القرن العشرين، وجه بور استعمال قدراته لأكثر من مرة لجمع المال ونظرته لمجموعة مثمرة من النظرية والتجربة. وأدرك بور في وقت مبكر بأن الأبحاث الفيزيائية النظرية تتجه من دراسة الذرة ككل لدراسة النواة. طلب بور مساعدة مؤسسة روكفلير (Rockefeller Foundation) لبرنامج علم الأحياء التجريبي الذي صُمِمَ لإثبات شروط علوم الحياة. قام بور برفقة هيفيسي وعالم الأحياء الدنماركي أوغسطت كروغ (August Krogh) بطلب الحصول على الدعم لبناء “السيكلوترون” (نوع لمسرع جزئي اكتشف على يد “إرنست أو. لورانس” (Ernest O. Lawrence) في الولايات المتحدة) كأسلوب لمتابعة الدراسات البيولوجية.
على الرغم من أن بور ركز في استعماله في الدرجة الأولى لتحقيق الفيزياء النووية؛ فإنه يمكن أيضاً أن تنتج نظائر للعناصر المشاركة في العمليات العضوية مؤدية إلى توسيع أسلوب المؤشر المشع على وجه الخصوص، والتي اخترعت وطورت على يدي هيفيسي لغايات بيولوجية.
بالإضافة إلى الدعم من مؤسسة روكفلير، فإن مسرعاً وتجهيزات أخرى لدراسة النواة التي فتحت لبور كانت من مصدر دنماركي.
https://www.britannica.com/biography/Niels-Bohr