نموذج بور الذري:
بدأت مساهمة بور الأولى لعرض فكرةٍ جديدة عن الفيزياء الكمية عام 1912، أثناء ما يسمى في وقتنا الحاضر: الأبحاث اللاحقة لمرحلة الدكتوراه في إنجلترا مع الفيزيائي إرنست رذرفورد (Ernest Rutherford) في جامعة مانشستر.
قبل عام فقط برهن رذرفورد ومعاونوه بالتجربة أن الذرة تتألف من نواةٍ ثقيلة موجبة الشحنة وإلكترونات ذات شحنةٍ سالبة تدور حول النواة بمساحة واسعة.
ووفقًا للفيزياء الكلاسيكية سيكون هذا النظام غير مستقر؛ فوجد بور نفسه مرغماً على الافتراض في مقالات ثلاثةٍ أساسيةٍ منشورة في المجلة الفلسفية عام 1913، أن الإلكترونات لايمكنها أن تشغل سوى مداراتٍ محدّدة تحددها كمية العمل، وأن الإشعاع الكهرومغناطيسي يصدر من ذرةٍ موجودةٍ عند ما ينتقل الإلكترون لمدارٍ أخف طاقة.
وعلى الرغم من كون افتراض بور غير مقبول لمعظم الفيزيائيين في ذلك الوقت، فإن النموذج الذري لبور كان قادرًا على حساب عدد متزايد من البيانات التجريبية، بدءًا من سلسلة الخطوط الطيفية المنبعثة من الهيدروجين.
معهد بور للفيزياء النظرية:
في ربيع عام 1916، منح بور رتبة أستاذ في جامعة كوبنهاجن متخصصًا في الفيزياء النظرية. لقد كانت ثاني رتبة أستاذ في الفيزياء هناك. وبسبب استمرار الفيزياء في أروقةٍ ضيقةٍ في معهد البوليتكنيك (Polytechnic)، فمن غير المفاجئ أنه في ربيع 1917، كتب بور رسالةً مطولة لكُلِّيَّته يلتمس فيها تأسيس معهد للفيزياء النظرية.
وفي خطاب افتتاح المعهد الجديد في الثالث من آذار لعام 1921، أكد بدايةً، أن التجارب والمجربين لا يمكن الاستغناء عنهم في معهد الفيزياء النظرية لاختبار نظريات العلماء، وعبَّر ثانيًا عن طموحه بإقامة معهدٍ جديدٍ، حيث يتسنى للجيل الأصغر من الفيزيائيين اقتراحُ أفكار جديدة،
بدءًا من عدد قليل من الموظفين، وسرعان ما حقق معهد بور هذه الأهداف بدرجة عالية.
جائزة نوبل:
وبالفعل، في ثلاثية عام 1913 السابقة، سعى بور إلى تطبيق نظريته لفهم عناصر الجدول الدوري، وحسَّن ذلك الجانب من عمله في أوائل عشرينيات القرن العشرين، وطوَّر في ذلك الوقت مخططًا متقنًا مفصلًا للجدول الدوري، بإضافة إلكترونات واحدًا تلو الأخر للذرة، وفقًا لنموذجه الذري.
عندما مُنح بور جائزة نوبل عن عمله في عام 1922م، كان الكيميائي الفيزيائي المجري جورج هيفيسي (Georg Hevesy) مع الفيزيائي الهولندي ديرك كوستر (Dirk Coster)، يعملان في معهد بور ليُثبِتا تجريبيًّا أن العنصر الذري (72) غير المكتشف بعد، سيتصرف كما تنبأت نظرية بور. لقد نجحا في عام 1923 في إثبات دقة نظرية بور وحقيقة تطبيق كلمات بور في تدشين معهد حول القاعدة المهمة للتجربة، وسمي العنصر هافنيوم (hafnium).
المصدر :
https://www.britannica.com/biography/Niels-Bohr