#منكوشات_تطورية هدم خرافة توريث الصفات الجسدية المكتسبة في حياة الكائن إلى أبنائه – بالتجارب العملية
وهنا لا بد لنا أولا من : تعريف لها حتى يفهمها غير المتخصص – وثانيا : ما فائدة معرفتنا بسقوط هذه الفرضية الخيالية ؟
——————-
1)) ما هي فكرة توريث الصفات الجسدية المكتسبة ؟
هي فكرة كانت سائدة منذ قرون واشتهرت على يد الفرنسي جان بتيست لامارك Jean-Baptiste Lamarck والذي ((((افترض)))) أن التغييرات التي تحدث في جسد الكائن الحي أثناء حياته يتم توريثها لأبنائه !!!
مثلا ((((افترض)))) أن الزرافة لم تكن طويلة العنق في بداية ظهورها وإنما كائن عادي العنق مثل الغزال مثلا، ثم مع مدها لعنقها إلى الأعلى لأكل الثمار المرتفعة فوق الأشجار : بدأ عنقها في الاستطالة بمقدار صغير، ولكن مع تعاقب الأجيال والأبناء الذين يرثون تلك الاستطالة مرة من بعد مرة ويزيدون عليها استطالات جديدة في كل مرة : وصلت الزرافة إلى الشكل الحالي الذي نراها به !!
(وطبعا هذا الكلام لا يدعمه أي دليل لا من الهياكل العظمية والحفريات نفسها ولا من العلم نفسه كما سنرى الآن)
—————–
2)) ما فائدة معرفتنا بسقوط هذه الفرضية الخيالية ؟؟
لا شك لدى أي قاريء أو متابع لمئات ((قصص)) التطوريين التي (اخترعوها) منذ لامارك وداروين الذي وافقه في كتابه (أصل الأنواع) بل وإلى اليوم : يرى متجذرا فيهم العول بصورة ظاهرة أو مستترة ومن حين إلى آخر فكرة توريث التغيرات الجسمية في حياة الكائن إلى أبنائه !!
فمثلا داروين كان له كلامه ((المضحك)) الشهير عن تخيله لتطور الدب القطبي إلى حوت عن طريق ممارسة الدب لبعض السلوكيات ((المائية)) بكثرة وبقائه في الماء لمدد أطول وفتحه فمه لأكل هوام الماء (مثلما تفعل الحيتان) !!!!
أيضا من الأفكار ((المضحكة)) الأخرى الشهيرة كان السيناريو ((الخيالي)) لتفسير كيفية ظهور أجنحة الطيور من الديناصورات !! حيث أبدعوا في وضع الأفكار والتنافس فيها (ومنها قفز الديناصورات الخفيفة فوق الأغصان والأشجار مع رفرفتها بيديها) !!!!
أو العدو السريع مع الرفرفة باليد !!!
وهكذا ترون أن الأفكار (والخيال التطوري) و (القصص والروايات التي لم ولن يشاهدها أحد) هي العامل الأساسي (كدليل) يقدمه التطوريون على التطور لا أكثر ولا أقل !!
بل وحتى محاولتهم ((الأكثر إضحاكا)) في محاولة تفسير ظهور اللبن في الثدييات وأنه كان في الأصل (عرق) !!!! ثم مع كثرة لعق الصغار له تحول إلى لبن !!!
وكل هذا عرضناه عليكم من قبل موثقا وبالروابط والمراجع
إذن : إذا ثبت خطأ هذه الأفكار أصلا : فستنهدم الكثير من هذه القصص التي تستخف بعقول الناس والذين لا يحتاجون إلى التعمق العلمي حتى للرد عليها !!
يكفي أن ينظر العاقل إلى الحداد أو النجار مثلا والذين تظهر لهم عضلات في ذراعهم من كثرة استخدامها والسؤال : هل يتخيل عاقل يحترم عقله أو نظره وبصره أن يلد هؤلاء أطفالا بعضلات بدون عمل أو مجهود مثل آبائهم ؟!!
الإجابة معروفة بالطبع !!
وكذلك كل الذين يتعرضون لظروف حياتية معينة تتسبب في تغييرات في أجسامهم مثل مثلا مَن يُصاب بالحدب في ظهره نتيجة كثرة الانحناء أو حمل الأمتعة منذ صغره كوظيفة يومية إلخ : فهل هؤلاء كلهم سيلدون أبناء مثلهم ؟ أم يلدون أبناء عاديين ؟!
قارنوا ذلك الآن بما قاله داروين نفسه في الباب الأول من كتابه (أصل الأنواع) باسم (التمايز تحت تأثير التدجين) Variation under demostication وتحت العنوان الثاني من الباب وهو (تأثيرات السلوك) Efficts of Habits ومن أول سطر :
” السلوكيات التي تتغير تحدث تأثيرا وراثيا , ومثال ذلك ما يحدث في الفترة التي تزهر فيها النباتات عندما تنقل من مناخ إلى مناخ آخر , أما في الحيوانات فإن الزيادة في استخدام أو عدم استخدام الأجزاء قد كان له تأثير أكثر وضوحا ” !!
المصدر العربي :
صـ 67 كتاب (أصل الأنواع) لتشارلز داروين (الإصدار السادس 1872م بزيادة الباب السابع) ترجمة المشروع القومي المصري الطبعة الأولى 2004
إذن الخلاصة :
أنه ما لم تكن التغيرات الجسدية أو الجسمية هي تكيف (وهو ما يتم تخزين معلوماته بالوراثة فوق الجينية لتوريثه للأبناء) : فتلك التغيرات لن تورث إلى الأبناء أبدا !!! وذلك لأن خلايا الجسد ليست هي التي تنتقل إلى الأبناء وإنما الخلايا التناسلية (أو الموجودة في الأعضاء التناسلية مثل البويضة في الإناث مثلا والحيوان المنوي في الذكور) ولا زال العلم يبحث في موضوع الوراثة فوق الجينية هذا المجال الخصب الهام جدا والكبير
————————
3)) ما هي أشهر التجارب العملية وأقدمها والتي هدمت هذه الخرافة ؟
كان قبل داروين يُعتقد أن صفات الكائن تنتقل إلى أبنائه غالبا عبر الدم، ولذلك لم يكن يمثل للامارك أو داروين أو غيرهما من أصحاب ((الخيال الخصب)) أي مشكلة في إطلاق العنان لأفكارهم !! إلى أن ظهرت قوانين النمساوي جريجور يوهان مندل Gregor Johann Mendel في الوراثة لأول مرة وتجاربه الشهيرة على النباتات وتعريف الصفات السائدة والمتنحية في التوريث من جيل إلى جيل !! وكان ذلك بعد سنوات قليلة من ظهور كتاب داروين أصل الأنواع (توفي مندل 1884) ولكن تم إهماله إعلاميا تماما لأغراض نشر أفكار داروين الخطيرة سياسيا وعسكريا ودينيا واجتماعيا
ونحن لن نخوض في الكلام عن وراثة مندل الآن لأنه يحتاج إلى شرح ووقت لن يستوعبه أكثر قراءنا في هذا العرض العابر – وإنما سنعرض عليكم من التجارب ما ستفهمونه تماما إن شاء الله
———————–
4)) تجربة أوجست وايزمان August Weismann وقطع ذيول الفئران
وهو عالم أحياء (تطوري) ألماني (توفي 1914) وكانت فكرة تجربته الشهيرة هي قطع ذيول الفئران لمدة 19 إلى 20 جيل (وهو ما يعادل في عمر البشر أكثر من 600 سنة تقريبا) وكان العجيب أن كل مرة كان يولد فئران بذيول غير متأثرين بقطع ذيول آبائهم وأمهاتهم !!!
وبالطبع كانت التجربة فريدة من نوعها وقوية الدلالة في هدم إحدى أكبر خرافات وأخطاء التطور التي اعتمد عليها داروين وغيره في نشرها بين الناس !!!
وإذا تأملنا بالفعل : نجد أن الكثير من اليهود والمسلمين لهم آلاف ومئات السنين مثلا يختتنون – وكذلك الكثير من النساء يثقبن آذانهن للبس الحلق أو القرط – وكذلك هناك قبائل كاملة تلتزم بعمل تغييرات جسدية في أجسمها ومنذ الصغر (مثل قبائل الكايان على حدود بورما وتايلاند ونساؤها صاحبات أطول أعناق في العالم لتعمدهم إلباس الفتيات منذ الصغر حلقات كثيرة في أعناقهن تؤثر على شكل الرقبة والصدر والأكتاف) ولكن الغريب أو الأبناء دوما يولدون عاديين !!
———————
5)) تجربة الباحثين كاسل Castle وفيلبس Phillips عام 1909
حيث أرادا أن يعرفا ويثبتا عمليا هل الصفات التي تنتقل من الآباء إلى الأبناء هي الصفات (الجسدية) أم (الجنسية الموجودة في خلايا التناسل) ؟
فقاما بإزالة مبيض أنثى خنزير غينيا Guinia Pig بيضاء اللون (وهو حيوان صغير يشبه الأرنب كما في الصورة) ثم قاما بزرع مكانه مبيض أنثى سوداء اللون
ثم قاما بتلقيح هذه الأنثى البيضاء بذكر أبيض (لاحظوا أن مبيضها صار من أنثى سوداء اللون) – إذ معروف أن السائد هو إذا تلقح ذكر وأنثى أبيضا اللون : فإن الأبناء يكونون أبيض اللون
ولكن وقع العكس وجاء الجيل الناتج أسود اللون !!
مما يعني أن صفة اللون الأسود قد جاءت من خلال لون الأنثى السوداء التي تم زرع مبيضها في الأنثى البيضاء !! وأن هذا المبيض هو الذي احتوى على الخلايا الجنسية التي انتقلت عبرها صفة اللون الأسود إلى الأبناء !!
نرجو أن نكون قد أفدناكم
ونرجو أكثر أن تستعملوا عقولكم وتنتبهون جيدا لعشرات التلاعبات والتدليسات على الناس من هذا الباب باسم (العلم) و أبحاث (التطور) المزعومة والتي لا تمر إلا على البسطاء وغير المتخصصين للأسف