#التنمية_البشرية تعرف معنا على هرم ماسلو
ويُسمى بـ : هرم ماسلو للحاجات الإنسانية
او تسلسل ماسلو الهرمي للحاجات Maslow’s hierarchy of needs
– ما هو ؟
هو هرم تخطيطي أو افتراضي وضعه العالم الأمريكي ابراهام ماسلو في منتصف القرن الماضي وهو يتحدث عن أن للإنسان حاجات مختلفة يسعى إلى سدها
———-
– ما هي هذه الحاجات ؟ وما ترتيبها ؟ وما معنى الحاجة أصلا ؟
نبدأ أولاً بتعريف الحاجة، ماهي الحاجة؟
الحاجة هي : الدوافع والغرائز التي توجد لدى الفرد منا منذ لحظة ميلاده وتحتاج إلى إشباع وتحقيق، منها الحاجة للأكل والشرب والأمن والحاجة إلى تكوين علاقات وصداقة مع الآخريــن كذلك. وبالطبع تتعدد هذه الحاجات وتتفاوت أهميتها (وكلها مهمة بالنسبة للإنسان السوي أو الطبيعي)
لكن نقصد الأهمية هنا بأنه توجد حاجات تمثل قاعدة بالنسبة للحاجات الأخرى كوجه عام (ولن نشير هنا لمسألة الدين في لتفاوت ترتيبها عند الأشخاص قوة وضعفا – ففي حين يضحي البعض بحياته نفسها وأعز ما يملك من أجل دينه ويراه أولى الأولويات : فقد يستخف به آخر أو يؤخر الاهتمام به أو حتى يبيع دينه أو يتنصل منه أو يؤجل المطالبة بحقوقه فيه من بعد استيفاء حاجاته الأخرى)
ومن هنا نفهم معنى المقولة بأن الإنسان لا يفكر في إشباع الحاجات الجديدة طالما الحاجات الأساسية التي قبلها غير مشبعة.. لم تفهمــوا ما أقصد؟؟؟ ممم طبعاً بالمثال يتضح المقال:
مثلا إنسان مشرد وجائع، هل يمكن أن يفكر في الحاجات الإجتماعية في تلك اللحظات؟ كتكوين الأسرة مثلا والصداقات؟؟ أم أن تفكيره أولا سينصب على توفير المأوى والطعام الذي يسد جوعه؟
ونعم ربما يفكر في تلك الحاجات الجديدة (أو الأعلى) ولكن تفكيره هنا لن يتعدى كونه حلما وفقط !! وفي الغالب لن يسعى لتحقيقه أولا، وهنا ربما يطرأ في بالك أيضا : لماذا لا يفكر في ان يكون مبدعاً مثلا أو أن تكون له مكانة مرموقة في المجتمع؟ طبعاً هو لا يفكر لأن أهم الحاجات لم يقم بإشباعها أصلا وهي الغذاء، المسكن، النوم، التوازن، كل هذه الحاجات تسمى بالحاجات الجسدية أو الفيسيولوجية، وهي التي تمثل قاعدة هرم ماسلو..
إذن : لن يفكر أغلب البشر ولن يستجيبوا للحاجات الأعلى في العادة إلا بعد أن يتم إيفاء حاجتهم الجسدية أولا
وهذه نقطة هامة جدا إذا تم استغلالها (مثل بعض الحكومات التي تسوق شعوبها بها) أو تم إغفالها (مثل بعض المصلحين الاجتماعيين أو الدعاة للإصلاح والاستقامة إذا تجاهلوها)
بل وهي معرض امتنان الله تعالى على أهل مكة قبل البعثة والرسالة حيث قال جل وعلا : ” الذي أطعمهم من جوع . وآمنهم من خوف ” آخر سورة قريش
فذكر الجوع أولا (حاجة جسدية) ثم الخوف (الحاجة إلى الآمان)
وعلى هذا فالفرد الذي يعاني لفترات طويلة من عدم إشباع الحاجات الفيزيولوجية، قد يرغب مستقبلا عندما يصبح قادراً على إشباع هذه الحاجات : في أن يشبعها بشكل مفرط، فمثلا قد نجد أن الفقير عندما يزداد غنى فإن معظم نفقاته قد تتجه إلى الأكل والشرب والزواج.
————
وهكذا يوضح ماسلو كافة احتياجات الانسان (تقريبا) بشكل هرمي ولكي ترتقي من مستوى احتياج معين إلى مستوى أعلى يجب عليك أولا تلبية ذلك الاحتياج بالكامل حيث يرى ماسلو ان الانسان عندما يحقق حاجاته الأساسية يسعى إلى تحقيق احتياجات أعلى كما يرتبها الهرم، فكلما ارتفعنا في الهرم اصبحت الحاجات أكثر سمواً.
ولذلك ينقسم هرم ماسلو إلى خمس مستويات :
1- في المستوى الأول يضع ماسلو الحاجات الفيسيولوجية وهي الحاجات اللازمة لبقاء الانسان على قيد الحياة فالانسان يحتاج إلى الطعام ليشبع حاجة الجوع والمسكن ليضمن حمايته والجنس للحفاظ على نوعه.
2- في المستوى الثاني حاجات الأمن والأمان فالأمان حاجة اساسية في حياة كل انسان ومن دونه لايمكن له أن يعيش حتى بتوافر كافة الحاجات الفيسيولوجية فهذه الحاجات هي حاجات للحفاظ على وجوده مثل أمان ممتلكاته الشخصية والأمان الوظيفي والأمان المالي (مثل الدخل الثابت).
3- وضع ماسلو الاحتياجات الاجتماعية في المرتبة الثالثة بالهرم مثل تكوين صداقات والحب والاسرة والعمل الجماعي، فالانسان بطبعه يحب الانتماء إلى جماعات مختلفة ويبتعد عن الوحدة والانعزال فلا يستطيع أحد ان يعيش وحيدا بعيدا عن المجتمع.
4- الحاجة إلى التقدير، فلابد للانسان أن يشعر بتقدير ذاته واهميتها اولا لينعكس ذلك على المجتمع ثانيا ويكتسب احترامهم وتقديرهم فتقدير المجتمع يكون بعد تقدير الذات ومن بين العوامل التي أوضحها ماسلو والتي تساهم بتقدير الشخص (مثل السمعة الطيبة , الشهرة , النجاح)
5- وعلى رأس الهرم افترض ماسلو ان أسمى الحاجات هي حاجة الفرد إلى تحقيق ذاته، وقام بتسميتها بالحاجات العليا والتي تكون من خلال تعظيم استخدام الفرد لقدراته ومهاراته الحالية والمحتملة لتحقيق أكبر قدر ممكن من الإنجازات.
————–
إذن هرم إبراهام ماسلو يعطينا نموذجاً واقعيا لأهمية التدرج في الحاجات وتنظيمها وفق الأولويات، ويوضح لنا كذلك التسلسل العمودي الذي يجب أن تكون عليه حتى يسهل التنقّل بينها في شكل واقعي مدروس، ويوضّح لنا أيضاً أن هنالك حاجات قد تكون ماسَّة لنا في الوقت الراهن بينما هنالك حاجات أخرى قد لا نعيرها أي اهتمام في الوقت ذاته.
وفي النهاية – ومهما كان عمرك ومهما كانت مكانتك الإجتماعية – فأنت بحاجة إلى التفكير في هذا التدرج وعلاقته بحياتك وترتيب أولوياتك، وكذلك على الآباء والأمهات الاهتمام بتغذية بعض هذه الحاجات في أبنائهم لتدفعهم إلى الاطمئنان وإلى الانطلاق والإبداع – وكذلك الحكومات (الصادقة) مع شبابها صناع المستقبل، حيث لا تجعلهم يسقطون في دوامة توفير الحاجات الأساسية أو أبسط حاجاتهم : في حين تضيع أثمن سنوات عمرهم والتي يمكن أن يكونوا فيها أكبر قوة ناهضة في أي مجتمع علميا ويدويا أو بعرق اليد